رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار 

مازال عداد الموتى فى غزة يواصل قراءاته بارتفاع غير مسبوق، وينذر بكوارث إنسانية وبيئية لأكبر مقبرة مفتوحة فى التاريخ، حيث أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة يوم الاثنين ارتفاع حصيلة الشهداء جراء الهجوم الإسرائيلى البربرى إلى 19 ألفًا و453 شهيدًا بالإضافة إلى 52 ألفًا و286 مصابًا منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى.

والعدد مازال مرشحًا للتصاعد بصورة كبيرة نظرًا لحالة الهستيريا وعدم الاتزان والاضطراب النفسى والأيدى المرتعشة التى أصابت جنود الاحتلال بعد فشلهم الذريع فى الوصول إلى أماكن الأسرى والإفراج عنهم.

ويواجه جيش الاحتلال ضغوطًا شديدة من الشارع الإسرائيلى الذى بات رافضًا للحرب بعدما كشفت وسائل إعلام عبرية أن مسألة الأسرى أفقدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية ثقتها فى جيشها الذى بات فى أضعف حالاته من عدم السيطرة على مقاليد الأمور.

إذا كان الأمر كذلك فما الذى يمنع جيش الاحتلال من العودة إلى ثكناته، والإجابة أن معركة غزة تعد من المعارك الأشرس فى تاريخ الكيان، وعودة الجيش بدون تحقيق أهدافه يعد فشلًا ذريعًا، كما أن الاحتلال يطيل أمد المعركة خوفًا من المحاكمات القاسية لقادته وضغوط أهالى الرهائن.

وزير دفاع الكيان الصهيونى يوآف غالانت، قال الخميس الماضى إن حماس لن تسيطر على قطاع غزة بعد الحرب، وإن تل أبيب تجهز للسيطرة عليه من قبل «كيان دولي» دون أن يحدد مفهومًا لهذا الكيان ولا لدوره أو مهمته، الأمر الذى يكشف أحد السيناريوهات المحتملة عقب انتهاء المعركة تحت أى ظرف من الظروف.

وخلال مؤتمر صحفى عقد أول أمس الاثنين، بين وزير الدفاع الإسرائيلى ونظيره الأمريكى لويد أوستن، أن «نشاط الجيش الإسرائيلى ضد قادة حماس فى خان يونس يتجاوز مراحل الحرب، وسيستمر حتى تحقيق الهدف فى المراحل التالية»، وقال غالانت من المهم أن نرسخ شيئًا آخر غير حماس فى غزة، ولهذا عقدنا لقاءات مع الأمريكيين بشأن المشاكل التى تحتاج إلى حل فى غزة.

ولم يخف غالانت تخطيط الاحتلال للبقاء فى غزة قائلا: «قادرين قريبا على التمييز بين المناطق فى غزة، وفى كل منطقة نكمل فيها أهدافنا يمكننا العمل على إعادة السكان».

وما قاله وزير الدفاع الأمريكى هو الأخطر الذى يكشف زيف التصريحات المفبركة لراعى الإرهاب فى العالم وحامى حمى اليهود «إن إسرائيل ليست وحدها، فى الوقت الحزين، فإن الصديق الحقيقى يكون موجودًا».

وعندما سئل أوستن عن الجدول الزمنى لإنهاء الحرب أجاب «لست هنا لتحديد موعد نهائى لإسرائيل»، مؤكدا أن كل عملية عسكرية طويلة لها مراحل، فى إشارة منه إلى طول أمد الحرب فى غزة.

باختصار.. نقول للقادة العرب والمسلمين الذين يحجون إلى واشنطن أكثر من ذهابهم إلى بيت الله، والذين يراهنون على شرطى العالم الأمريكى، لا تضيعوا أوقاتكم بلا فائدة، فالكفيل الأمريكى عينه فقط على ما تملكه أيديكم ومفاتيح خزائنكم المكدسة فى بلاد العم سام.

تبقى كلمة.. وزير الدفاع الأمريكى الذى عقد اجتماعه المشترك مع نظيره الإسرائيلى فوق أرض محتلة وملتهبة وترتكب فيها أبشع جرائم الحرب وتقوم بتدمير متعمد للقانون الإنسانى الدولى، لم يلق لكل هذه المجازر طرفة عين، ولم يشجبها أو يدينها، ولم يدعُ العالم ليتكتل لوقف نزيفها ووضع حد لها.

الحقيقة أن واشنطن عندما يكون لديها رغبة تتخذ إجراءات فورية وسريعة دون مشاورة أحد، حيث وصف أوستن ما يحدث فى باب المندب من قبل الحوثيين بأنها حروب غير مسؤولة وخطيرة وانتهاك للقانون الدولى، معلنًا تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية التجارة فى البحر الأحمر وخليج عدن.

السؤال الحائر الذى يبحث عن إجابة من حلفاء أمريكا وأعوان الاحتلال، لماذا لم تتخذ أمريكا إجراء مماثلًا لوضع حد لمأساة غزة؟! أليس منكم رجل رشيد.

[email protected]