رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار  

الشارع الإسرائيلى مؤثر رئيسى ومهم فى الصراع العربى الإسرائيلى عموما، وفى الحرب الدائرة الآن فى غزة على وجه الخصوص، ولا يجب تجاهله، حيث إن الضغوط الداخلية تصاعدت بصورة كبيرة ضد جيش الاحتلال، وارتفعت طلباتها بالإضراب العام المفتوح حتى عودة الأسرى.

أصبح لدى الشارع الإسرائيلى قناعة متزايدة بأن الأهداف المعلنة لحرب غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلى لم يتم تحقيقها بعد 70 يوما من القتال، وأن الجيش لم يعد قادرا على إنجازها، بالإضافة إلى فشله فى تقويض حركة حماس الهدف الرئيسى من الحرب.

وندد الشارع الإسرائيلى بفشل جيشه فى عودة الأسرى سالمين بعد هذه المدة الطويلة، ما يعنى تقليص قدراته وكفاءة أفراده، الأمر الذى أربك صفوفه وبدأت النيران الصديقة تعرف طريقها بين الجنود، بل إن الجيش تسبب فى تصفية ثلاثة أسرى إسرائيليين خلال عملية عسكرية فى قطاع غزة، ظنًا منه أنهم من المقاومة، الأمر الذى يبين مدى الارتباك والأيادى المرتعشة التى تظهر الحالة النفسية السيئة للجنود.

الشعب الإسرائيلى فقد الثقة ليس فقط فى قدرة جيشه على حمايته وحماية الأسرى، بل أيضا فى صدق تصريحات قادة الجيش، وفشلت كل رسائل الطمأنينة فى تحقيق أهدافها المرجوة، بل إن الشارع الإسرائيلى بات يتلقى البيانات العسكرية بطريقة عكسية وبنفور تام يكشف الهوة الكبيرة التى بدأت فى الاتساع بين المواطن اليهودى وجيش الاحتلال.

ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية أمس الأول السبت، فقد طالبت عائلات الإسرائيليين المحتجزين فى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، حكومة بلادهم بوقف القتال فورا وبدء مفاوضات جادة مع حركة حماس لتأمين الإفراج عن الأسرى.

وصرحت ابنة الأسير حاييم بيرى، قائلة: «لا نتلقى سوى الجثث، نريد منكم وقف القتال وبدء المفاوضات»، وقال روبى تشين والد الأسير إيتاى تشين 19 عاما مستهجنا: «الأمر يبدو كأنه لعبة الروليت الروسية.. من سيكون التالي»، مضيفا: «وعود الحكومة الإسرائيلية غير صادقة، لقد وعدتنا أنها ستقوم بحرب برية لإعادة المختطفين لكنهم يعودون موتى».

وهدد أهالى الأسرى الإسرائيليين فى غزة حكومة الاحتلال بأنه فى حال فشلها فى صفقة الأسرى، فإنهم سينقلون اعتصامهم إلى مقر وزارة الحرب فى تل أبيب.

وخلال وقفة احتجاجية حاشدة فى عاصمة الكيان قالت رزاز بن عامى، إحدى المفرج عنهن مؤخرا من قبل حماس ومازال زوجها فى الأسر «توسلنا إلى مجلس الوزراء وحذرنا من أن القتال قد يلحق الضرر بالأسرى، وللأسف كنا على حق»، ودعت خلال كلمة ألقتها فى ساحة المختطفين الحكومة إلى إطلاق صفقة تبادل لإعادة الأسرى.

باختصار.. فى الوقت الذى تشن فيه إسرائيل أكبر تسونامى بشرى دموى فى العالم على أهالى غزة، فإنها تواجه ضغوطا شديدة فى الشارع الإسرائيلى وفقا لوسائل إعلام الاحتلال، حيث يتجمع أهالى المحتجزين لبدء خطوات تصعيدية بمطالب محددة، وهى وقف المعارك البرية وإقامة صفقة تبادل سريعة مع حماس.

تبقى كلمة.. إذا كانت هناك أوراق ضغط من قبل الشارع اليهودى على جيش الاحتلال لوقف الحرب، فلماذا لا نستغلها كمسلمين وعرب نملك الكثير من أوراق الضغط غير المستخدمة، لتكون عملية ضغط موازية وأشد قوة على الاحتلال وكفيله الأمريكى، لنضع حدا لتلك المجازر والتجاوزات والانتهاكات الصارخة للقانون التى أعادتنا إلى عصور ما قبل التاريخ؟

وأخيرا لماذا لا نستغل الفرصة الذهبية لنخاطب الشارع الإسرائيلى الثائر بلغته عبر إذاعاتنا وفضائياتنا التى غطت سماء الدنيا؟ أفيقوا من غفوتكم يرحمكم الله.

[email protected]