رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

أحلام إيران التوسعية فى السيطرة على منطقة الخليج والشرق الأوسط لا تتوقف، والتحكم فى البحر الأحمر حلم إيرانى هدفه دول الخليج وأمريكا ومصر.. فالهدف الأول الخليج وصراع لا ينتهى منذ فترات طويلة، ومواجهة دامت سنوات على أرض اليمن، أما الثاني فيعتبر ورقة ضغط قوية على واشنطن التى تستغل كل الفرص للضغط على إيران وفرض العقوبات الاقتصادية والدولية عليها، والثالث مصر وهو ما سنتحدث بشأنه لاحقًا عبر هذه السطور.

بدأت إيران بالتخطيط لحلمها الجديد من خلال الحوثيين عبر محاولات فرض السيطرة على باب المندب وضرب السفن التى تحمل الأعلام الإسرائيلية متحججة بأنها تقاتل من أجل غزة، والهدف هو زعزعت استقرار عمليات الملاحة عبر هذا الشريان الدولى المهم.

الجرأة التى بدا عليها الحوثيون مرجعها فى المقام الأول أن لديهم قناعة أن أمريكا لا ترغب فى توسيع دائرة النزاع فى المنطقة عبر الخروج بعيدًا عن غزة، ولأن توسيع بؤر الصراع قد تهدد استقرار العالم أجمع.

ثانيًا: أن طبيعة الأراضى اليمنية تشبه تضاريس أفغانستان إلى حد كبير، وأمريكا لها تجربة سيئة هناك ستجعلها تفكر كثيرًا قبل الإقدام على هذه الخطوة.

ثالثًا: أن دول الخليج خاصة السعودية والإمارات لديهما تجربة مريرة فى اليمن تجعلهما يفكران ألف مرة قبل الإقدام على مواجهة جديدة مع الحوثيين.

ويبقى الأهم وهو أن تلك المناوشات ذات تأثير بالغ على مصر وخاصة على قناة السويس التى وصلت إيراداتها فى العام 2022-2023 إلى ما يقرب من 9 مليارات دولار بزيادة قدرها 25% عن العام الأسبق، والتى بلغت 7 مليارات دولار، وسجل إجمالى إيرادات مصر من قناة السويس خلال آخر 10 سنوات ارتفاعا قدره 63%.

الأرقام السابقة تعنى أننا نتحدث عن واحد من أهم موارد مصر، وما يحدث فى باب المندب يؤثر تأثيرًا مباشرًا على قناة السويس التى ستدفع ثمن قرصنة الحوثيين فى مياه البحر الأحمر.

الأمر امتد إلى شركات الشحن التى بدأت تتجنب المرور عبر الممر الملتهب، والأخطر أن شركات التأمين رفعت القيمة التأمينية على الناقلات فى البحر الأحمر لارتفاع نسبة المخاطر، والذى ينعكس بالطبع على ثمن الشحنة وزيادة التكلفة، مما دفع العديد من الشركات إلى اللجوء لطريق رأس الرجاء الصالح الأطول مسافة والأكثر تكلفة ما يؤدى إلى خسائر لقناة السويس، وكلما زادت الضربات ارتفعت الخسائر.

ومن جانبها كشفت مؤسسة «إس إس أمريكا»، أن السفن أصبحت تأخذ إجراءات أمنية كبيرة مما يؤدى إلى زيادة فى تكلفة الشحن.. وفى المقابل هذه المشكلات التى تحدث عند باب المندب تسببت فى ازدحام بقناة السويس بسبب تباطؤ السفن فى التحرك نظرًا للمخاوف الأمنية، وأنها تنتظر الوقت المناسب للتحرك مما يؤثر على حركة المرور فى القناة.

باختصار.. يبدو أن الحديث عن مضيق باب المندب سوف يكون حديث الأيام المقبلة، خاصة بعد استهداف الحوثيين لسفينتين متجهتين إلى الكيان الصهيونى بصاروخين بحريين، حيث تحركت عدة قوى دولية من أجل حماية السفن التى تمر فى المضيق وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا مما ينذر بحدوث تبعات دولية خطيرة خلال الفترة المقبلة.

تبقى كلمة.. الأرقام والإحصائيات تكشف أهمية الشريان الدولى المهم «باب المندب»، حيث أوضحت إدارة معلومات الطاقة أن 12% من إجمالى النفط المنقول بحرًا فى النصف الأول من العام الجارى، بالإضافة إلى 8% من تجارة الغاز الطبيعى المسال مرت من باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس، كما أن 40% من التجارة العالمية تمر من هذا المضيق.

ويعد باب المندب امتدادا لقناة السويس وهنا تكمن أهميته إقليميًا ودوليًا، حيث يمر عبره نحو 6.2 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، وحوالى 25 ألف سفينة سنويًا بمعدل 57 سفينة يوميًا.

تسعى واشنطن إلى تشكيل قوة دولية كبيرة لحماية حركة التجارة المارة فى المضيق، من أجل التصدى للهجمات التى يشنها الحوثيون على السفن وتهدد بتصاعد التوترات فى المنطقة.

ويبقى الله مع مصر التى تقف شامخة وصامدة على أطراف حدود ملتهبة تنذر بالانفجار بين عشية وضحاها.. حفظ الله مصر وجيشها وشعبها فى رباط إلى يوم الدين.

[email protected]