رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

وما زال حديثنا عن مخطط تهجير أهل غزة مستمراً لأنه الشاغل الأوحد للاحتلال الإسرائيلى، والهدف الأسمى الذى يسعى إليه.. ونظراً لاصطدام أحلام العدو بصلابة الموقفين المصرى والأردنى فى مواجهة كل الضغوط بهذا الشأن ورفضهما التام فتح الحدود للتهجير أو النزوح حماية للقضية من التصفية، فإن المحتل الذى لا يألو جهداً تفتق ذهنه الشيطانى عن أفكار جديدة للتهجير تحت مسميات مختلفة.

الحكاية ببساطة أن مصر والأردن ترفضان التهجير القسرى، مع ملاحظتنا الدقيقة للمعنى وهو التهجير بالقوة الجبرية.. لكن أبالسة الإنس يفكرون فى الاستغناء عن كلمة القسرى، فيكون التهجير فى هذه الحالة اختيارياً، وذلك بعد تحويل أرض غزة إلى بيئة طاردة لا يمكن العيش فيها، فيختار أهلها الرحيل والهجرة حماية لأنفسهم وأسرهم من الموت.

المتتبع لقصة التهجير وتصفية القضية الفلسطينية يجد أن الولايات المتحدة الراعى الرسمى للاحتلال الإسرائيلى تردد دائماً أنها ضد التهجير القسرى، لكنها فى الوقت ذاته لا ترفض التهجير بالرضا، إذا كان بناء على رغبة أهالى غزة وإيماناً منهم بأن العيش خارجها أفضل وأأمن ويستحق الرحيل.

هذه الخطة المحكمة والمرسومة بدقة وعناية يبقى تنفيذها عبر كيفية جعل غزة مكاناً لا يصلح العيش فيه، لأن الأرض نفسها لم تعد فيها حياة.

فى مواجهة هذا الحلم الصهيونى تقف مصر بالمرصاد لكل محاولات التهجير أينما كانت الطريقة أو المسمى، لأنها لن تقبل تحت أى ظرف من الظروف تصفية القضية الفلسطينية التى تعد قضية مصيرية ليس فقط للنظام المصرى، وإنما للمصريين جميعاً على مر تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى.

وبالأمس القريب جدد وزير الخارجية سامح شكرى رفض مصر القاطع تصفية القضية عبر بوابة التهجير والنزوح، مطالباً بضرورة تقديم كل المتورطين فى عمليات الإبادة الجماعية ضد الأشقاء فى غزة وتدمير أراضيها إلى المحاكمات الدولية العاجلة.

ويحتل هذا المخطط الصهيونى المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية مكانة كبيرة لدى مؤسسات الدعم الأمريكية، حيث ناقش الكونجرس أمر تهجير أهالى غزة بل إنه وضع سيناريو محتملاً لتوزيعهم على أربع دول وبنسب معينة، حيث تستقبل مصر مليون شخص من غزة، وتستقبل تركيا نصف مليون، والعراق 250 ألفاً، واليمن 250 ألفاً، وذلك مقابل مساعدات مالية ضخمة جدا بعد الموافقة على هذه الخطة.

ووفقاً لموقع إسرائيل اليوم، رحب أعضاء مجلسى النواب والشيوخ الأمريكى بالخطة المزعومة، وتواصل الولايات المتحدة ضغوطها على مصر بالتحديد كونها حائط الصد الأقوى فى المنطقة، وصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة لقبول أفكار التهجير عبر وساطة بعض الدول العربية الشقيقة للضغط على مصر اقتصادياً لقبول الفكرة، وفى المقابل تتمتع هذه الدول بحماية أمريكية من إيران وأذرعها فى المنطقة وخاصة الحوثيين عند باب المندب، ونقل خاماتها البترولية إلى أوروبا عن طريق تل أبيب.

باختصار.. المحاولات الإسرائيلية الأمريكية تجاه فكرة التهجير أو النزوح مستمرة ولن تتوقف، ولكن هذه المرة اختلف التوجه ليعطى معنى آخر حتى يكون الرحيل اختيارياً وبرغبة مطلقة تحت ضغوط لا يمكن لبشر أن يتحملها أو يستطيع العيش فى ظلها.

وإذا طلت الحرب فى غزة برأسها القبيح من جديد، وواصل العدو حرب الإبادة الجماعية مستخدماً القنابل الفسفورية ومعداته الثقيلة وطائراته ليشعلها حرباً شاملة على طريقة الأرض المحروقة جواً وبحراً وبراً، بعدما استعاد ترتيب أوراقه واستعداداته من جديد، فعندها فعلاً ستتحول أرض مهبط الأنبياء إلى أرض ملتهبة على فوهة بركان، وسيولى من نجاه الله من جحيم نار الدنيا وأهوالها الفرار إلى أى أرض كانت برغبته، آملاً فى النجاة؛ ليتحقق لأعوان الشيطان ما يتمنونه، ولكن هيهات هيهات، فسوف يتحول حلمهم المزعوم إلى كابوس مؤلم يطاردهم فى اليقظة قبل المنام، وتبقى فلسطين عربية رغم أنف اليهود وأعوانهم.

[email protected]