رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

من الطنطورة إلى غزة حكاية تاريخ وطن جذوره مثبتة فى باطن الأرض بجثث آلاف الشهداء وبحور من الدماء، شاهدة عليها أرواح ترتقى كل يوم إلى عرش الرحمن دفاعًا عن الأرض والعرض.

الطنطورة قصة فلسطينية عمرها 75 عامًا لمجزرة بشعة شهدتها الأراضى الفلسطينية فى 22 مايو عام 1948 على أيدى عصابة اليهود النازحين، استشهد فيها أهالى القرية جميعا، ولم تكن حربًا بالمعنى المتعارف عليه، وقد كانت بين مواطنين مسالمين يعيشون فى قريتهم بمأمن تعرضوا لجنود إبليس مدججين بالسلاح والذخائر فى ليلة سوداء فقدوا فيها هدوءهم وأمنهم وأرواحهم.

أهالى القرية الموجودة جنوب حيفا وكان عددهم وقتها 1500 مواطن فلسطينى يعملون بالصيد وكل حياتهم فى البحر، يبدأون كفاحهم اليومى عقب أذان الفجر مع خيوط النهار الأولى، وحتى أذان المغرب، ليعودوا إلى قريتهم يطعمون أسرهم ويبيعون أسماكهم لأهالى القرى المجاورة، ولم يزعزع استقرار القرية الآمنة شيء إلا ظهور النازيين الصهاينة الذين زرعهم وعد بلفور المشؤوم فى قلب العروبة وأرض الأنبياء سرطانًا خبيثًا ندعو الله أن ينزعه من وطننا.

ولم تكن مذبحة الطنطورة التى أقيم على أنقاضها مستوطنتا نحشوليم وموشاف، هى الأولى فى سجل المذابح الإسرائيلية فى حق الشعب الفلسطينى، ولكنها كانت الأكثر دموية فى تلك المرحلة بعد 11 عامًا من المجازر المتفرقة.

عمومًا مصاصو الدماء الصهاينة ارتكبوا العديد من المجازر أشهرها 15 وهى مذابح «بلدة الشيخ 1947، دير ياسين 1948، قرية أبو شوشة 1948، الطنطورة 1948، قبية 1953، فلقليلة 1956، كفر قاسم 1956، خان يونس 1956، تل الزعتر 1976، صبرا وشاتيلا 1982، المسجد الأقصى 1990، مسجد الحرم الإبراهيمى 1994، مخيم جنين 2002، غزة 2023».

ويذكر أن أول مجزرة وقعت ضد الشعب الفلسطينى من قبل النازحين الصهاينة هى مجزرة حيفا فى 6 مارس 1937، نفذها عصابتا الإنسل وليحى بإلقاء قنبلة على سوق حيفا واستشهد خلالها 18 فلسطينيًا وأصيب 38 آخرون.

عشرات المجازر ارتكبت قبل النكبة عام 1948 إلا أن المجازر بعدها أخذت منحنى خطيرًا، وعرفت المقابر الجماعية طريقها إلى الأرض الطاهرة، وعصب المجتمع الدولى عينيه لينتهى اليهود من مخططهم الدموى وما زالوا حتى يومنا هذا لتشهد غزة ما تتعرض له من جرائم حرب بمباركة دولية وبمساندة ودعم أمريكى أوروبى وحلفاء الشيطان.

باختصار.. مجازر اليهود ضد الشعب الفلسطينى سلسال دم متواصل لا ينتهى منذ عام 1937 وحتى الآن.. 86 عامًا كاملة بدون توقف اللهم إلا هدنات مؤقتة يستجمع فيها العدو قوته لينقض من جديد.

ومجزرة غزة الحالية تختلف عن سابقتها من المجازر ومن المحتمل والمخطط لها أن تستمر لفترات طويلة لسبب معلوم، وهو أن منطقة الشرق الأوسط وفقًا للمخططات اليهودية المشفوعة بالمباركة الأمريكية الأوروبية على أبواب تقسيم جديد وفقًا لخارطة الطريق المزعومة، وندعو الله أن تنتهى أعمارهم وأن يقصف أعمار كل من يساندهم دون تحقيق أحلامهم، فسوف ينطق الحجر عندما يصاب الغالبية بالخرس واللامبالاة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وتبقى كلمة.. الموقف المصرى الشجاع الثابت على مر التاريخ تجاه القضية الفلسطينية، صخرة قوية وحائط صد منيع أمام تحقيق الحلم الصهيونى المزعوم، وستبقى مصر هى النصير والداعم الأقوى للأشقاء فى الأرض المحتلة رغم الضغوط الشديدة عليها إقليميًا ودوليًا، إلا أن رؤية قيادتها السياسية الثاقبة ستبقى راسخة أن الطريق الأمثل والأوحد لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى هو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، عاشت مصر وعاشت فلسطين عربية وستبقى عربية أبد الآبدين رغم أنف الكارهين.

[email protected]