رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

تاريخ العرب والعروبة مبنى على الشهامة والإقدام والنخوة والرجولة من عنتر بن شداد إلى الخليفة المعتصم وصلاح الدين الأيوبي، وغيرهم من العلامات البارزة والفارقة على امتداد تاريخنا العربى.

ووصم التاريخ الجبناء بأمثلة مازالت عالقة فى الذاكرة ومدونة، ومنها مثل «النعامة التى تدفن رأسها فى الرمال»، والذى أطلق قديما على كل من يتوارى خجلا وخوفا من مواجهة مشاكله ويهرب منها.

وأصبح هذا المثل الذى كان يلحق العار بكل من يلتصق به وبنسله من بعده ويعايرون به بين القبائل والعرب جميعا، ليتحول إلى أسلوب حياة ليس لأشخاص فقط، وإنما لدول،  وللأسف فإنها فى عالمنا العربي، الأمر الذى أفرخ ظاهرة جديدة أطلق عليها «مدرسة النعامة العربية»!!

هذه المدرسة غير المحببة للشعوب العربية من المحيط إلى الخليج يُسأل عنها بعض القادة الذين تمسكوا بها وانتهجوها أسلوبا ليس بهدف تجنب المواجهات مع العدو، ولا المراوغة للنجاة من شراسته، بقدر ما هى للتغافل واللامبالاة وتأمين جانبه ليلتف حولهم الذئاب ملتهمين أشقاءهم غير مدركين أن الذئب ليس له دينا.

وحتى ندرك حقيقة الفروق الجوهرية بين النعامة ككائن رشيق جميل الخلق والخلقة، وبين أسلوبه فى الحياة وحيلته فى جلب الرزق، وبين مرتادى مدرسة النعامة العربية الحديثة، فلابد وأن نتعرف سريعا على السمات المميزة لكل منهما داعين الله عز وجل ألا يأخذنا بذنب السفهاء منهم.

النعام يا سادة يدفن رأسه فى الرمال لكى يسمع خطوات عدوه القادم لافتراسه، لأنه لا يرى الأشياء البعيدة، وعلى الرغم من أن الأصوات تنقل فى الهواء إلا أن القاعدة الفيزيائية التى يعرفها دون غيره لحكمة من الله أن الصوت ينتقل فى الأجسام الصلبة مثل التربة أسرع من الهواء، لذا فإن النعامة تدفن رأسها تحت الرمال من حين لآخر لتتنصت على الذبذبات المختلفة فى باطن الأرض مما يسهل لها الهرب من المطاردين والصيادين والوحوش.

باختصار.. النعامة تدفن رأسها فى الرمال لثلاثة أسباب، الأول: أنها تقوم بحفر حفرة فى الأرض لتضع بيضها بداخلها، ثم تطمئن من حين لآخر على سلامته، والثاني: هو حماية نفسها من الخطر وفقا للآليات التى سبق التحدث عنها، والثالث: هو بحثها عن الماء حيث تمكنها قدرتها على سماع الأشياء من معرفة أقرب مكان يوجد به ماء.

وفى المقابل فإن رواد مدرسة النعامة العربية وهم كثر باتوا عارا على مدرسة العروبة التى هى منهم براء، فإنهم يدفنون رؤوسهم فى الرمال ليس بحثا عن الأفضل ولا لمعرفة اتجاهات العدو لمواجهته أو حتى الفرار منه، ولكنهم يجعلون أجسادهم مطية لعدوهم ويحفرون قبورهم بأيديهم ويدفنون معهم كل معانى القيم، بل ويدفنون أوطانهم ليتركوا للأجيال القادمة الخزى والعار.

تبقى كلمة.. غزة تحولت أرضها الطيبة إلى بحور من الدماء بعدما دنسها المحتل بمدرعاته وقذائفه برا وجوا وبحرا، بل إن جثث الشهداء الطاهرة لم تجد من يدفنها وتحولت إلى وجبة دسمة تنهشها الكلاب الضالة، وغيرها المزيد من المآسى التى تجف الأحبار دون وصفها.. كل هذا يحدث ورواد مدرسة النعامة العربية يشجبون وينددون ويطالبون بضبط النفس، وقد بنيت قبورهم وهم لا يدركون أن كل ساق سيسقى بما سقى ولا يظلم ربك أحدًا.

 

[email protected]