رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

لماذا اجتمع الزعماء والملوك والرؤساء فى قمة الرياض؟ سؤال جوهرى محدد يبحث من خلاله 2 مليار مسلم حول العالم بينهم 468 مليون عربى، عن إجابة قاطعة له بعيداً عن الشجب والتنديد والتشديد والتأكيد، والأهم الإدانة والرفض والاستنكار.

الملايين حول العالم تجمدت أنفاسهم وتوقفت عقارب الساعة أمام أعينهم، ونحوا كل متطلباتهم فى الحياة جانباً ينتظرون إجراءً رادعًا وفوريًا عبر بيان يخلو من كل تلك الكلمات الرنانة، التى أكل منها الزمان وشرب، عبر عقود عجاف من عمر الصراع العربى الإسرائيلى.

وللأسف الشديد ما أشبه الليلة بالبارحة، تضمن البيان الختامى للقمة العربية كل هذه الكلمات وخلا من موقف عربى موحد رادع وقوى يشفى غليل الصدور ويهدئ من نار الغضب المكتوم بداخلهم، وتبخرت أمانيهم، فلا جديدَ قاطعاً يوقف الهولوكوست الصهيونى.

كنا نتمنى وضاعت أمانينا، ونرجو أن تكون هناك خطوات تصعيدية ومواقف متشددة من المقاطعة الجزئية إلى الكلية، وإجراءات اقتصادية مؤثرة ضد الكيان الصهيونى والدول التى تسانده فى جرائم الحرب والإبادة والمحارق التى لم يعرف لها التاريخ مثيلاً.

طموحات المسلمين والعرب كبيرة، ونؤكد ونعيد ما أكدناه من قبل، فنحن لسنا دعاة حرب كفانا الله ويلاتها، ولكن السلام ينهار إذا لم يجد قوة تسانده وتحميه وتدافع عن مشروعيته وكذلك الحقوق المشروعة وتقرير المصير.

بصراحة.. القمة كانت كاشفة، وحروف كلماتها المتناثرة نزعت ورقة التوت لتفضح عورات المتخاذلين والمتواطئين، فالشعوب العربية والإسلامية بلغت سن الرشد وأصبحت تدرك جيداً من يساند القضية ومن يطيل فى أمد النزاع لتبقى مشتعلة، لتصفى نفسها بنفسها.

الدليل على ما سبق ببساطة والذى يكشف خطورة التنازلات وضعف المواقف هو المقارنة بين ما حدث فى أول قمة عربية عقدت بالقاهرة عام 1946 بدعوة من الملك فاروق وعقدت فى قصر أنشاص بمشاركة 7 دول وهى مصر والأردن والسعودية واليمن والعراق وسوريا، والتى دعت إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتصدى لها بكل قوة.

واليوم وبعد 77 عاماً وارتفاع تمثيل الدول الأعضاء بالجامعة العربية ليصل إلى 22 دولة مع الوضع فى الاعتبار زيادة قدرات الدول الأعضاء المالية والعسكرية والبشرية، تبدلت الدعوة وتغير المسار ليناشد المجتمعون العالم التكتل للتصدى لمحاولات تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم إلى دول الجوار!!

هكذا بات مسار القضية جلياً وواضحاً ولا يحتاج من يملك فى رأسه جزءًا من عقل أن يعى خطورة التطورات وتسلسل الأحداث ودق كل نواقيس الخطر لنتائج نأمل ألا تتحقق، فلن يرحمنا التاريخ ولن تنساها لنا الأجيال القادمة.

باختصار.. الموقف المصرى كان الأكثر صدقاً وموضوعية طوال مدة الصراع، والأكثر حدة وصلابة منذ اندلاع الحرب على غزة، والثابت بقوة بلاءاته التى لا تفاوض عليها – لا لتهجير الفلسطينيين ولا للنزوح – وضرورة الوقف الفورى للحرب واللجوء إلى طاولة المفاوضات لحل الدولتين وفق حدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

وجاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية الإسلامية المشتركة، واضحة ومحددة تشدد على موقف مصر الثابت والراسخ منذ اندلاع طوفان الأقصى وتطالب بالوقف الفورى لاستهداف وقتل الأبرياء وترويع المدنيين وضرورة وقف كل الممارسات التى تهدف إلى التهجير القسرى للفلسطينيين خارج أراضيهم، وأن أهالى غزة يعانون من ممارسات لا إنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولى.

مطالب الرئيس السيسى الـ6 التى وجهها للمجتمع الدولى لتحمل مسؤولياته الكبرى فى الضغط الفعال لوقف نزيف الدماء الفلسطينية فورا ثم معالجة جذور الصراع وإعطاء الحق لأصحابه كسبيل وحيد لتحقيق الاستقرار والأمن لشعوب المنطقة.

وتبقى كلمة.. الموقف المصرى الواضح وضع خريطة طريق للمجتمع الدولى للقيام بدوره.. لكننا نأمل فى مساندة عربية وإسلامية تدعم مصر لنوقف تفشى السرطان الإسرائيلى فى المنطقة بدلاً من أن نقع فى شباك الحكمة اليهودية «إذا لم تستطع أن تنفجر فيهم كقنبلة موقوتة فتخلل أجسادهم كسرطان»، فتخور قوانا وينخر السرطان عظامنا لا قدر الله.

الاتحاد قوة والنجاة للجميع، حمى الله مصرنا ووطننا العربى وعاشت فلسطين عربية وستبقى عربية رغم أنف الكارهين والمتآمرين.

 

[email protected]