رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأرقام والإحصائيات فى حياتنا تلعب دائما دورا مهما فى تحديد المصير والاتجاهات، عند رجال الأعمال تعنى المكسب والخسارة، وفى الجيوش تعنى العدة والعتاد، وفى الشعوب تعنى الكثرة والقوة والنجدة والعزة والعيش بأمان.

مقدمة لا غنى عنها فى الصراع العربى الإسرائيلى الذى امتد 76 عاما حتى الآن، ولا يعلم أحد إلا الله كم سيمتد وإن كانت المؤشرات لا تبشر بالخير، ولكننا سنتفاءل بالخير لعل الله يجبرنا ونجده فى آخر دروب الصبر والهوان.

ووفقا لأرقام العام الجارى 2023 فقد بلغ عدد سكان الوطن العربى 456 مليون نسمة موزعين على 22 دولة عربية – تسد عين الشمس- يمتلكون جيوشا وثروات فوق الأرض وتحت الأرض لو اجتمعت لغيرت موازين القوة فى العالم.

الدولة الفلسطينية المحتلة التى تنزف منذ أكثر من 7 عقود دمًا لا يتوقف لتسجل أكبر نهر دم يجرى على مستوى العالم، والتى ترُتكب على أرضها كل جرائم الحرب وتُخترق كل القوانين السماوية والوضعية، بسبب سرطان إسرائيلى محتل غاصب ينخر فى عظام الوطن العربى، يشتت جمعه، ويبث الفتنة ويحول المنطقة المستقرة إلى نزاعات وصراعات لا تنتهى.

عدد سكان العدو النازح مغتصب الأرض الفلسطينية 9.73 مليون نسمة منهم 73.5% يهود نازحون من مختلف الجنسيات بعدد يقدر بـ7.145 مليون نسمة، و21% عربا يصنفون تحت عنوان من دين آخر، والنسبة الباقية 5.5% وتقدر بـ534000 شخص يصنفون على أنهم آخرون.

فى المقابل الفلسطينيون أصحاب الأرض الأصليون والذين يتعرضون بصفة مستمرة لمذابح اليهود ومحارقهم وجرائم الحرب التى يرتكبها النازيون على مدى سنوات طويلة، بلغ عدد شهدائهم فقط خلال الـ34 يوما الماضية منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى ما يقارب 10 آلاف و500 شهيد وآلاف المصابين، فقد كشفت الإحصائيات أن عدد الفلسطينيين حتى الآن الناجين من مذابح العقود السوداء بلغ 5.48 مليون نسمة، منهم 3.25 مليون يسكنون الضفة الغربية، بالإضافة إلى 2.23 مليون يعيشون فى قطاع غزة.

الأرقام ببساطة تعنى أن هناك 456 مليون عربى يجمعهم الدين واللغة والدم والجوار والنسب، فى مقابل عدو محتل غاشم قوامه شعبا وجيشا 9.73 مليون نسمة!! 

نترك لكم الأرقام لتحليل مضمونها لأنها فى النهاية كارثة، فهذه الملايين العربية تفوق بعض دولها عسكريا على إسرائيل، بل واقتصاديا بمراحل، ولو اجتمعت هذه الدول على رأى وكلمة وموقف لكانت ودون حرب قوة ردع يشار لها بالبنان، وحفظت لوطننا حدوده، ولأشقائنا أرضهم وعرضهم وأرواحهم.

باختصار.. الأرقام لا تكذب ولا تتجمل، وإنما يتجمل أولئك الذين يتنفسون كذبا، ويعلنون عكس ما يبطنون، ويقولون ما لا يفعلون، ولاؤهم لعدوهم، وخيرهم لغيرهم وأوطانهم رمزا فقط، فهم يحكمون ولا يملكون، لأنهم ببساطة سلموا مقدراتهم لأيدى من لا يخاف الله ولا يرحمهم.

اليوم ملايين العرب على موعد مع القدر لعل الله يكون قد استجاب لدعوة أحدهم، أو لدعوة واحد من 2 مليار مسلم حول العالم، ليكشف الله الغمة عن إخواننا فى غزة مدينة الموت التى تحمل رائحة المسك من دماء الشهداء الذين ارتقت أرواحهم للسماء تشكو لرب العالمين الضعف والهوان الذى أصاب أمة آخر الزمان.

قلوب العرب والمسلمين جميعا متعلقة بالعاصمة السعودية الرياض ترقبا لقرارات القمة الطارئة بشأن غزة، بحضور رؤساء وملوك وشيوخ الأمة العربية.. آملين أن يؤلف الله قلوبهم على كلمة سواء، وأن يتركوا النزاعات والتناحر ويستحضروا النخوة العربية وأرواح المعتصم وصلاح الدين، ونخوة الإسلام وشجاعة العرب لتكون البداية قوية مدوية عبر قرارات ثورية تحفظ للأمة كرامتها وهيبتها وتعيد لها أمجادها، فما أقسى أن نحيا على أطلال وطن ننشد الذكريات وأمجاد الأولين.

[email protected]