رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

محاولات الضغط الإنسانى التى يمارسها البعض على الجبهة الداخلية بحسن نية أو وفق أجندات خارجية أمر مرفوض وغير قابل للنقاش فيما يتعلق بالوضع فى غزة، وحل أزمة الأشقاء الفلسطينيين عبر فتح معبر رفح ونزوحهم إلى سيناء بحجة الإنسانية والأخوة.

الأمر ليس بهذه البساطة، فرفض مصر لتهجير الإخوة واستقبالهم ليس تعنتا ولكن حماية للقضية الفلسطينية من التصفية التى تصب فى النهاية فى مصلحة العدو المحتل وتحقق حلمه الذى فشل فيه 76 عاما بذل خلالها وارتكب فيها كل أنواع جرائم الحرب، إلا أن وعى الشعب الفلسطينى وتمسكهم بأراضيهم حال دون تنفيذ هذا المخطط وباتوا يفضلون الموت فى تراب بلادهم خلال تصديهم لجحافل العدو على الفر والهروب.

مصر موقفها لا يقبل المزايدة، ولا يخفى على أحد أنها أكثر الدول التى دفعت فاتورة الصراع العربى الإسرائيلى عبر عدة حروب فقدت خلالها الآلاف من خيرة شبابها شهداء فى حروب العزة والكرامة، واستنزفت مقدراتها الاقتصادية.

مصر الداعم الأقوى والأبدى للقضية، أكدت فى كل المحافل الدولية وآخرها مؤتمر القاهرة للسلام بحضور نخبة من قادة وزعماء العالم، أن حل الدولتين هو الأمثل لإنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية.

والقاهرة التى تتعرض الآن لحملات ضغوط غريبة لتنفيذ مخطط العدو الصهيونى عبر جماعات الضغط دولا كانت أو أفرادًا، كتبت عليها الأقدار أن تحيا متيقظة طوال الوقت لحماية حدودها ودرء المخاطر التى تحيط بها من كل جانب، ففى الشرق تقع مدينة غزة التى تتعرض للضرب المتواصل لتدخل شهرها الثانى وقد تعرضت للقصف بما يعادل قنبلتين والنصف نوويتين، الأمر الذى حول المدينة إلى مقبرة مفتوحة فى ظل عدو لا يرحم بما يستدعى اليقظة.

وعلى الحدود الغربية توجد ليبيا التى أهلكتها الصراعات وبات ترابها أرضا للمعارك المفتوحة لأكثر من دولة منها روسيا وتركيا وأمريكا، وصراعات لا تنتهى مما يهدد الأمن القومى المصرى.

وفى الجنوب تقع أهم دولة للعمق المصرى وهى السودان، التى كانت لفترات طويلة جزءًا من المملكة المصرية، وحولتها الصراعات إلى كتل من النيران فى ظل فقد الجيش السيطرة واشتعال الفتن بين أبناء الشعب الواحد، وتحويلها إلى مرتع للعديد من أجهزة المخابرات لدول لا ترجو الخير للسودان الشقيق ولا للمنطقة كلها.

وتزداد الأمور تعقيدا لتواصل أمريكا التى سبقت فى بداية الحرب على غزة بإرسال أكبر حاملة طائرات للمنطقة، لترسل مجددا غواصة نووية من طراز «أوهايو» إلى الشرق الأوسط ذات القدرة على ضرب صواريخ من تحت أعماق المياه.

مؤامرة دخول الفلسطينيين إلى مصر رسمتها إسرائيل برعاية أمريكية ومباركة أوروبية، والأخطر أن يتبنى هذا الأمر من الداخل تحت شعارات الحماسة والإنسانية البعض دون أن يعوا، وإن كنا لا نشكك فى نواياهم الوطنية عن طريق ضغوطهم لفتح المعبر غير مدركين للعواقب الوخيمة وإنهاء الصراع لصالح العدو المحتل.

باختصار.. الموقف المصرى الواضح برفض تهجير الفلسطينيين حطم أحلام دول الشر ومعاونيهم على صخرة الموقف المصرى الصلب فبدأت الحملات الموجهة لضرب الوحدة الداخلية خلف القيادة السياسية بدعوات لتجاوز حدود الرفض السياسى المعلن وكسر حصار الاحتلال وفتح معبر رفح للدروع البشرية. 

هذا الفكر الخطير لجماعة الإخوان المحظورة التى حكمت عاما فدمرت مقدرات الدولة ومازالت تنتهز كل الفرص المتاحة لزعزعة الاستقرار الداخلى، يجب الانتباه إليه والتصدى له بكل قوة.

الالتفاف حول القيادة السياسية فى ظل هذه الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد هو الأمل الوحيد فى حماية الجبهتين الداخلية والخارجية والعبور إلى بر الأمان فى ظل هذه المخاطر التى تحيط بنا من كل اتجاه.. حفظ الله مصر وشعبها فى رباط إلى يوم الدين.

 

 

[email protected]