رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

القمم العربية ربما كانت الأعجب على مستوى التاريخ وقراراتها دائما بين الدعوة والتأكيد وما بينهما الشجب والاستنكار، والجملة الأشهر «نتابع بمزيد من القلق».

ومنذ انطلاق القمة العربية الأولى وحتى القمة المرتقبة السبت المقبل فى الرياض، تبقى القضية الفلسطينية هى صاحبة الاهتمام الأول لدول رفعت العروبة شعار «أقوال لا أفعال» على أسنة الخلافات والتربيطات والأجندات الخارجية.

وكان الاجتماع الأول عام 1946 بدعوة من الملك فاروق الأول ليشهد العرب والعالم أول قمة عربية بحضور الدول السبع المؤسسة للجامعة، وهى مصر والأردن والسعودية واليمن والعراق ولبنان وسوريا.

وخرجت القمة الأولى بالعديد من القرارات أهمها مساندة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، والتأكيد أن القضية الفلسطينية هى قلب القضايا القومية، والدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وغيرها من القرارات الهامة التى تقبلتها الشعوب العربية المتعطشة إلى الحرية بنوع من الثورية كخطوة أولى فى طريق التحقق.

وخلال تلك المدة التى بلغت 77 عامًا وحتى يومنا هذا ظهرت دول وتفككت أخرى على مستوى العالم وظهرت تكتلات وقوى وتغيرت الخريطة الدولية على وتيرة متسارعة نرصد خلالها مسيرة الجامعة العربية، حيث عقد القادة والملوك والرؤساء العرب على مدار هذا التاريخ 46 قمة، منها 31 عادية، و15 طارئة.

ما يهمنا فى هذه القمم وسنكتفى بالإشارة إليه، هو مسار القضية الفلسطينية على مائدة الجامعة العربية، لنرصد الأشهر منها:

القمة العربية الثانية عقدت بعد 10 سنوات كاملة فى عام 1956 بدعوة من الرئيس اللبنانى كمبل شمعون، لبحث أثر الاعتداء الثلاثى على مصر وقطاع غزة.

القمة العربية الثالثة وجاءت بعد 6 سنوات عام 1964 بدعوة من الرئيس جمال عبدالناصر وتم خلالها دعوة دول العالم والشعوب للوقوف بجانب الأمة العربية لدفع العدوان الإسرائيلى.

القمة الرابعة وعقدت فى نفس العام بقصر المنتزه فى الإسكندرية بحضور 14 قائدًا عربيًا ودعت إلى الترحيب بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وتوالت القمم العربية فى الدار البيضاء عام 1956 وبحثت قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، قمة الخرطوم عام 1967، وخرجت باللاءات الثلاث الشهيرة: لا صلح ولا تفاوض مع إسرائيل ولا اعتراف بها، وارتفع تمثيل الدول العربية فى قمة الجزائر عام 1973 بدعوة من مصر وسوريا بعد الحرب ووضعت شرطين للسلام مع إسرائيل هما انسحابها من جميع الأراضى المحتلة واستعادة حقوق الشعب الفلسطينى كاملة.

ودعت قمة الرباط عام 1974 إلى التحرير الكامل لكل الأراضى المحتلة عام 1967 وحذرت من موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين وخطورتها على الأمن القومى العربى، كما دعت قمة الجزائر عام 1988 إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وقرر المشاركون فى قمة الأقصى 2000 بالقاهرة إنشاء صندوق انتفاضة الأقصى برأسمال 200 مليون دولار لدعم أسر الشهداء وإنشاء صندوق الأقصى برأس مال 800 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطينى.

وتعهدت قمة عمان 2001 بدعم صمود الشعب الفلسطينى، وأكد المشاركون تمسكهم بقطع العلاقات مع الدول التى تنقل سفاراتها إلى القدس.

وطالبت قمة بيروت 2002 إسرائيل بإعادة النظر فى سياستها وأن تجنح للسلام.

وتمسكت قمة تونس 2004 بضرورة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بحدود 1967.

وأعربت قمة الكويت 2014 عن رفضها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مع تمسكها بإقامة دولة فلسطينية.

وشددت قمة الأردن 2017 على مطالبة دول العالم بعدم نقل سفارتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وأكدت القمة العربية الأخيرة التى عقدة فى جدة خلال شهر مايو الماضى على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية.

باختصار.. هناك ملاحظة مهمة من هذا السرد المهم لدور الجامعة العربية فى مناصرة قضايا وحقوق الدول الأعضاء، تستدعى التوقف والانتباه لمعرفة مصير نهاية الشجب والتنديد وضبط النفس وهو أن القمة الأولى فى العام 1946 كانت تدعو إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين وبعدها بـ77 عامًا كاملة من البحث والتخبط ستكون أولى قرارات القمة الطارئة بعد أيام هى وقف تهجير الفلسطينيين ونزوحهم من بلادهم والتصدى لهذا المخطط الصهيونى بقوة لأنه يهدف إلى تصفية الدولة الفلسطينية.

هذه الحالة لجامعة الدول العربية عكست حال العرب منذ تأسيس جامعتهم الفعلى عام 1945 فى القاهرة بعضوية 7 دول حتى وصلت إلى 22 دولة عضو العام الماضى 2022 لتحكى قصة أمة أقوالها أكثر من أفعالها وخلافاتها تسود فوق مخاطرها، لتشهد خارطة الوطن العربى تهلهلًا وثقوبًا ودولًا تتفتت وأخرى تتقسم وصراعات تهدد الكيان العربى تقف أمامه الجامعة عاجزة عن القيام بدورها المنشود.

[email protected]