عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

قبل أيام صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار عربى بوقف الحرب، ومنح أبناء غزة هدنة إنسانية لرفع أشلاء الجثامين من تحت الأنقاض ونقل جرحاهم، ودخول المساعدات الإنسانية والطبية، وكان رد الولايات المتحدة وإسرائيل إنه قرار غير ملزم، واستمرت آلة الحرب الغاشمة دون أية اعتبارات قانونية أو أخلاقية أو إنسانية، وهو أمر دأب عليه الكيان الصهيونى بدعم وغطاء غربى إلى حد أفقد المؤسسات الدولية قيمتها ووجودها، وضرب شرعيتها فى مقتل، خاصة وأن القرارات التى صدرت عن مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤسساتها قد تجاوزت مائتى قرار واجبة النفاذ، وأكدت عدم شرعية الاحتلال وبناء المستوطنات وغيرها من الجرائم الاسرائيلية، إضافة إلى عشرات المباحثات والاتفاقيات بحل الدولتين وبإشراف أممى، ورغم مرور عقود طويلة لم يلتزم الكيان الصهيونى بها.. وربما تكون هذه الفجاجة الاسرائيلية الغربية هى التى دفعت أنطونيو جوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة لاتخاذ موقف يبدو متوازنا وإنسانيا عندما قال إن الضمير الإنسانى سوف يحاسب الجميع على هذا التوحش اللا إنسانى فى جريمة ضرب وحصار وتجويع 2٫5 مليون إنسان فى غزة وهدم المدينة على رؤوسهم ومعرضون للإبادة الجماعية وإذا كان جوتيرش قد ارتفع بذاته على منصبه فى محاولة أخيرة لاحياء المنظمة الدولية التى تلفظ أنفاسها، فإن الهجوم الصهيونى عليه يؤكد أن سنوات المنظمة الدولية باتت معدودة على غرار ما حدث لعصبة الأمم.

< الآن هل يكفى التعاطف مع الشعب الفلسطينى لوقف المجازر الاسرائيلية، بعد أن عجزت القرارات الدولية عن وقف القوة الغاشمة، وهل تكفى المظاهرات هنا وهناك والادانات الدولية فى وقف التوحش الصهيونى المدعوم أمريكيا وغربيا.. أم باتت المقاومة هى السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية التى عجز المجتمع الدولى عن حلها لمدة سبعة عقود ذاق فيها الفلسطينيون كل أشكال القتل والتشريد والعذاب بداية من حرب 48 وحتى الآن تحت أعين وبصر العالم أجمع، وفى غياب تام للحماية الدولية والعدالة الإنسانية وسقوط ذريع لما يسمى بالقانون الدولى الإنسانى، وكل المنظمات الدولية التى باتت أسيرة لقرارات ومصالح القوى الكبرى التى كشفت عن وجهها القبيح وعنصريتها الفجة، والتى استدعت من الذاكرة عصور الاستعمار بكل جرائمه واستنزاف موارد الدول لبناء حضارتها الزائفة واستعباد وتسخير الشعوب لأهدافها الاقتصادية والعسكرية، وتحديدًا فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وعلى مدار عقود طويلة، ودفعت شعوب هذه الدولة ضريبة كبيرة من خيرة أبنائها ومواردها لمقاومة الاستعمار والتحرير.. ولم يذكر لنا التاريخ أن دول الغرب الاستعمارية قد رحلت طوعًا عن الدول التى احتلتها أو استنزفتها، وانما كان الرحيل إجباريا وتحت وطأة السلاح وشدة المقاومة، وهو ما يجب أن يدركه أبناء الشعب الفلسطينى جيدا فى هذه المرحلة العصيبة التى تحتاج إلى الصمود، وتحتاج من كل المتعاطفين مع القضية الفلسطينية إلى مساندة المقاومة ودعمها باعتبارها السبيل الوحيد لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

< الحقيقة أن مصر بمواقفها الثابتة والراسخة أكدت من جديد أنها الصخرة التى تتحطم عليها كل المؤامرات، ولم تكن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مؤتمر القاهرة للسلام، إلا رسالة قاطعة من مصر إلى العالم أجمع برفض تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، ورفض تصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر بات محسومًا فى كل مباحثات ولقاءات الرئيس من قادة العالم والتى أقرت بموقف مصر، كما كان التأكيد على أن الأمن القومى المصرى خط أحمر لا يقبل المساومات، هى رسالة يعيها الجميع نظرا للمقدرات التى تمتلكها مصر لإنفاذ قرارها السياسى.. وفى اعتقادى أن موقف مصر الصلب والتاريخى الذى تجاوز كل الضغوط والمؤامرات الدولية والاقليمية بات واقعًا يتعامل على أساسه الجميع، ويستدعى حلولًا جديدة واقعية لحل القضية الفلسطينية داخل الأراضى الفلسطينية، ومن المؤكد أيضا أن صلابة الموقف المصرى قد أعطت رجال المقاومة الفلسطينية دفعة معنوية هائلة فى مواجهة الكيان الصهيونى الذى مازال عاجزًا عن الاجتياح البرى الشامل، وتعى أنها سوف تتكبد خسائر هائلة على أيدى رجال المقاومة التى تدافع عن أرضها وعرضها.. وعلى الغرب أن يتصالح ويتصارح مع نفسه لمعرفة أسباب نشأة ووجود المقاومة وهل هناك مقاومة فى أى بقعة بالعالم إلا إذا كان هناك احتلال؟! وماذا لو حدث العكس وباتت دولة أوروبية تحت الاحتلال وقام أبناؤها بالمقاومة، هل تصنفهم الولايات المتحدة إرهابيين يجب إبادتهم؟!

كل التحية والدعم لأبناء غزة الصامدين.

حفظ الله مصر