رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صُدم كثيرٌ من الشعوب العربية بالدعم الغربى المطلق للكيان الغاصب على قاعدة «انصر حليفك ظالمًا وليس مظلومًا»، فبعد أن هدأ الطوفان المدمر هرول الحجاج الغربيون الواحد تلو الآخر صاغرين إلى كعبة نظام الفصل العنصرى والتطهير العرقى لكى ينالوا البركة والرضا السامى، كبار القوم يقدمون قرابين الطاعة على مذبح الهيكل المزعوم من ترسانة أسلحة نوعية فتاكة ومنح مالية سخية ودعم سياسى لا محدود ودعاية إعلامية تغسل عقول مجتمعاتهم، بالإضافة إلى إرهاب وملاحقة وتدمير لكل الأصوات العالمية الخجولة التى قد تدعم حقوق المظلومين، فكل ذلك الزخم العبثى الرهيب يطرح سؤالاً بديهياً مشروعاً لماذا كل هذا الانحياز الغربى المفضوح لدولة فاشية عنصرية تمارس كل أشكال العنف السادى ضد شعب أعزل. 

لا شك إن إسرائيل هى هبة الغرب الاستعمارى فلولا الدعم المباشر لم يكن لها أن توجد على الخريطة أصلًا، أو حتى تستمر على قيد الحياة طيلة سبعة عقود فهناك ثمة خلفيات دينية وثقافية وجيوسياسية واقتصادية لانحياز الغرب لربيبتهم المدللة. 

فمن الناحية الدينية يؤمن أتباع العقائد البروتستانتية التنبُّؤية بضرورة تجمع الشتات اليهودى فى فلسطين تحديدًا تحقيقاً لنبوة حزقيال 37، ببناء الهيكل من جديد وتقسيم أرض الميعاد حسب أسباطهم الاثنى عشر، إلى أن يأتى المسيح، حينها سيؤمن اليهود به وأخيراً تبشر إسرائيل بالإنجيل للأمم كما يقول أشعياء 66: 19 «وَأَجْعَلُ فِيهِمْ آيَةً، وَأُرْسِلُ مِنْهُمْ نَاجِينَ إِلَى الأُمَمِ، إِلَى تَرْشِيشَ وَفُولَ وَلُودَ النَّازِعِينَ فِى الْقَوْسِ، إِلَى تُوبَالَ وَيَاوَانَ، إِلَى الْجَزَائِرِ الْبَعِيدَةِ الَّتِى لَمْ تَسْمَعْ خَبَرِى وَلاَ رَأَتْ مَجْدِى، فَيُخْبِرُونَ بِمَجْدِى بَيْنَ الأُمَمِ». 

فقد حول المتشدد جورج لويد، رئيس وزراء بريطانيا النص الإنجيلى إلى واقع سياسى ملموس عندما أمر وزير خارجيته أرثر بلفور بتقديم وعد والتزام بإنشاء وطن قومى لليهود على أرض فلسطين. وهناك أيضاً سبب سيكولوجى وهو الشعور بعقدة الذنب بسبب محرقة الهولوكوست التى تم استغلال فظائعها أيما استغلال بالإضافة الى تجلى الوحدة العضوية فى تشابه المنظومة القيمية بينهما فى نظام الحكم الليبرالى والاقتصاد الحر وجموح الحريات التقدمية والتى تنعكس على وضع المرأة والأسرة، وهو ما يخلق تجانساً شعورياً بينهما كذلك فإن الاستثمار اليهودى الذكى فى دوائر المال والأعلام والتشريع يجعلهم رقماً صعباً فى معادلة اتخاذ القرار السياسى وهو ما يفسر ردود عواصم القرار تجاه أحداث غزة المأساوية، فقد سقطت ورقة التوت عن طنطنة حقوق الإنسان التى تستخدم فقط ضد خصومهم وانكشفت عورتهم بعدما ظهر وجههم الاستعمارى البغيض الذى يذكرنا بمذابح إبادة الهنود الحمر وجرائمهم العنصرية ضد الأفارقة. 

فقد تنبأ شكسبير مبكرًا بما يحدث فى غزة من جرائم فى رائعته «تاجر البندقية»:

أرجوك تذكر أنك تناقش يهـودياً قد تتوجه إلى الشاطئ وتأمر أمواجه المرتفعة أن تخفض ارتفاعها، يمكنك أيضاً أن تسأل ذئباً لم جعل نعجة تبكى عند افتراسه لحملها

يمكنك فعل كل شىء صعب، لكنك لن تستطيع جعل قلب اليـهودى يلين.