رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشوارع مزدحمة والمحلات خاوية والركود سيد الموقف:

المناصرة «مدينة العرائس» تبحث عن الفرح

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

أسعار الأثاث تسرق فرحة الشباب.. وعروض «خشب الكرتون» تجذب محدودى الدخل

صاحب ورشة: الزبون لا يمكنه التمييز  بين الخشب السليم و»المسوس».. وأمانة التاجر هى الفيصل

شعبة الأثاث: الأسعار تختلف حسب جودة الخشب ومكان العرض

غرفة الصناعة: الدولار سبب ارتفاع أسعار الأخشاب والموبيليا.. و50% من الورش مهددة بالإغلاق

                                    

 

يعانى أصحاب معارض الأثاث والموبيليا الجديدة والمستعملة بمنطقة المناصرة من حالة ركود شديدة بسبب ارتفاع الأسعار، منهم من ترك المهنة التى ورثها عن آبائه وأجداده، وتحول لسائق توك توك، ومنهم من أجبرتهم الظروف الاقتصادية على الإغلاق والبحث عن مهنة أخرى لسد احتياجاتهم، والباقى ما زالوا متشبثين بالمهنة ويبحثون عن حل لإنقاذها، بعد أن أصبح حالها على حد تعبير أحدهم: «لا يسر عدو ولا حبيب».

شوارع مزدحمة ومحلات خاوية

سوق المناصرة أو «مدينة العرائس» كما كان يطلق عليها قديمًا، تقع فى منطقة وسط القاهرة بالقرب من شارع عبد العزيز ومنطقتى العتبة والموسكى وشارع بورسعيد، المعروفين بالزحام الشديد ونشاط حركة البيع والشراء، ولكن «مدينة العرائس» لم يكن لها حظ من اسمها ولم تحظ بالزبائن والعرسان كما كان وضعها من قبل، بعدما كانت قبلة الشباب المقبل على الزواج، الباحث عن أجود أنواع الأثاث، حيث ضربها مرض «فقر البيع» وأصبح التجار يبحثون عن الدواء، بعد أن أصبحت  المحلات والمعارض خاوية تبحث عن زبائن.

عاشت «الوفد» فى هذا السوق يومًا كاملًا ورصدت عدستنا حال السوق الراكدة وآخر أسعار الموبيليا والأثاث وحركة البيع والشراء فى عدد من المعارض والورش. 

فرغم أن الشوارع مزدحمة نظرًا لموقع السوق القريب من شارع عبدالعزيز ومنطقة وسط البلد والعتبة، فإن محلات الموبيليا والمعارض كانت خاوية مليئة بالبضاعة التى تبحث عن مشتر.

اختفاء العرسان!

«مبعتش عفش شقة من سنة ونصف والدنيا نايمة خالص».. كلمات قالها محمد إبراهيم صاحب معرض موبيليا واصفًا الحالة الشرائية والركود، مؤكدًا أن العديد من التجار أغلقوا محلاتهم بسبب قلة البيع والشراء. قائلًا: «المحلات الصغيرة قفلت والمستأجرون فلسوا وتركوا المهنة».

وتابع أن الحالة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار كان من ضمن أسباب الأزمة، حيث ارتفعت أسعار الأخشاب والمواد الخام، ليعزف الشباب عن الشراء، مشيرًا إلى استغلال بعض صفحات الفيس بوك للشباب المقبلين على الزواج، وإتاحة عروض وصفها بالوهمية وهى عبارة عن شراء فرش شقة بالكامل بثمن لا يتجاوز 40 ألف جنيه، مؤكدًا أن الخشب المستخدم عبارة عن كرتون وأن الراغبين فى شراء هذه العروض يتعرضون للغش، حيث إن الخشب يكون رديئًا والأثاث يتلف  فور استعماله.

 وأضاف: المنطقة زمان كانت مليئة بالورش والمعارض، أما الآن فأصبحت معارض فقط، فالعديد من التجار يحصلون على بضاعتهم من دمياط ويبيعونها فى السوق، واستطرد: «من سنة العفش كله كان بـ 25 ألف جنيه عبارة عن أوضة نوم وأطفال وأنتريه وسفرة دلوقتى التكلفة 65 ألف على الأقل».

وعن أسعار الموبيليا قال إن حجرة النوم تبدأ من 16 ألف جنيه وتتكون من سرير و2 كومودنو ودولاب وتسريحة بوف وتصل لـ 90 ألف جنيه، وحجرة الأطفال يكون متوسط سعرها  من 9 آلاف إلى 15 ألف جنيه، أما الأنتريه فيبدأ من سعر 6 آلاف جنيه ويصل لـ 40 ألف حسب نوعية القماش وجودة الخشب والشغل الإضافى من نقوش. وعن أسعار الركنة فأوضح أنها تبدأ من 4 آلاف جنيه، أما السفرة والنيش فيكون متوسط سعرها  7500 جنيه.

المعارض الكبيرة واكله الجو

وأوضح إبراهيم أن العديد من تجار الموبيليا وأصحاب المعارض فى المناصرة وغيرها فى مناطق مدينة نصر والمهندسين على سبيل المثال يستوردون البضاعة من مكان واحد ولكن الأسعار تتباين باختلاف مكان البيع، قائلًا: «الطقم بيكون هو هو والأسعار بتختلف من مكان لمكان هنا لو اتباع أنتريه مثلا بـ 6 آلاف جنيه يكون سعره فى المعارض الكبرى 25 ألف جنيه».

كما أكد أن الأجانب كانوا سبب فى ارتفاع الأسعار حيث تواجدوا بكثرة فى المنطقة وتسببوا فى غلاء الإيجارات وزيادة أسعار الموبيليا.

وأضاف عبد الرحمن تاجر موبيليا بالمناصرة، أن حركة البيع قلت بسبب ارتفاع الأسعار، مقدمًا نصيحة للشباب المقبل على الزواج بعدم شراء الأثاث الشعبى قائلًا: «محدش يشترى حاجة شعبى الناس تعبانة فى الفلوس.. العفش الشعبى بيتصنع من مادة اسمها كونتر إكاجو وهى مادة ضعيفة جدًا.. وشهرين أو ثلاثة شهور والعفش بيتلف »، وتابع: «الانتريهات الشعبية يتم حشوها «قش أخضر» وبيسبب ريحة عفنة بمرور الوقت».

وعن متوسط الأسعار، قال إن العريس يستطيع أن يجهز شقته بسعر يبدأ من 60 ألف جنيه بنوعية خشب جيدة ومتينة تستحمل مع مرور الزمن.

وأضاف أنه بسبب الغلاء اتجه العديد من العرسان لفرش حجرات معينة من الشقة وترك الباقى فارغة لحين تحسن الظروف المادية واستكمال الناقص، قائلاً: «الناس بتفرش أوض معينة فى الشقة وبيسيبوا الباقى لبعد الجواز، المهم أوضة النوم والأنتريه والنيش والباقى حين ميسرة».

وعن متوسط الأسعار داخل معرضه قال إن حجرة النوم تبدأ من 25 ألف جنيه وتصل إلى 50 ألف جنيه، والأطفال تبدأ من 11 ألفا وصولًا إلى 19 ألف جنيه، أما الأنتريه ذو الخامة المتينة فيبدأ سعره من 12 ألفا ويصل إلى 23 ألف جنيه، ويكون متوسط سعر الصالون من 23 ألف جنيه، أما الركنة فأسعارها تبدأ من 13 ألف جنيه.

خشب مسوس

ونصح عبد الرحمن الشباب بالابتعاد عن شراء الأثاث الرخيص قائلًا: «التاجر مبيخسرش، والخسران الوحيد هو الزبون»، مؤكدًا أنه يوجد أنواع عديدة من الخشب منه المتين والجيد وآخر يكون "مسوس" وهو خشب شجر «الليمون والكافور» ويتم استخدامه فى تصنيع الأثاث وتظهر عيوبه بعد سنتين أو 3 سنوات على الأكثر حتى يتمكن السوس من الخشب كاملًا، قائلًا إن الزبون غير قادر على التمييز بين أنواع الخشب خاصة بعد دخوله مرحلة التصنيع، وأنه كتاجر يستطيع التفريق بين الخشب الجيد والمسوس، قائلًا: «النقطة دى محتاجة أمانة التاجر مع زبونه.. مش كل مكسب فلوس.. مكسب الزبائن أهم من الفلوس».

وأشار الحاج محمود - تاجر موبيليا -  إلى أن الركود ضرب المنطقة منذ أعوام طويلة لعدة أسباب، أهمها الظروف الاقتصادية الصعبة، التى نتج عنها ارتفاع أسعار الخشب والمواد الخام، فضلا عن غلاء الأسعار التى كدرت معيشية المواطن.

وعن ضعف الإقبال على شراء الموبيليا، علق قائلًا: «الدنيا نايمة.. والبيع بقى نادر مش كل يوم ولا كل أسبوع.. الأسعار ولعت ومحدش عارف يتجوز»، مضيفاً أن هناك غرفا يتم تصنيعها بنصف ثمنها، بسبب حالة الركود للتخفيف من الخسائر المالية التى تلاحق تجار الأثاث بسبب ركود حركة البيع».

كل خشب وله زبونه

عم محمد مصطفى عامل فى أحد المعارض بالمنطقة، قال إن حركة البيع والشراء باتت بطيئة بسبب ارتفاع الأسعار، وأن عددا كبيرا من الصنايعية اتجهوا للعمل فى حرف أخرى لسد احتياجاتهم، خاصة أن سوق صناعة الأثاث ضربه الركود مؤكدًا أن للأثاث أشكالا وأنواعا مختلفة.

وتابع: «كل نوع خشب وله زبونه.. الغالى له زبونه والمتوسط له زبونه والخامة الرديئة والضعيفة لها زبونها، التجار مبتغشش الزبائن كل واحد بيتشرى على أد فلوسه ومقدرته.. لو معاك 20 ألف جنيه هتشترى وتفرش شقتك ولو معاك 100 ألف برده هتفرش الشقة».

وقال محمود صاحب معرض بأن السوق ممتلئ بأفضل التصميمات والموديلات التى تتميز بجودة كبيرة عن المستورد، والأسعار متفاوتة تتناسب مع كل الطبقات باختلاف الخامات، مشيرا إلى أن الركود يسود السوق معللًا ذلك بارتفاع سعر الدولار الذى أدى لزيادة أسعار المواد الخام والأخشاب وانعكس ذلك على سعر المنتج النهائى.

وتابع: أن السوق معروف عند الجميع بأسعاره المنخفضة مقارنة ببقية الأسواق والمعارض ولكنه مع زيادة سعر الدولار زادت الأسعار فارتفع ثمن المعروض وعزف المواطن عن الشراء.

ويقول ضياء عامل فى أحد المعارض أن سوق المناصرة شهد اختلافا كبيرا عن السنوات الماضية، ويرجع ذلك لتحويل السوق من ورش تصنيع وتوريد، إلى معارض تستقبل بضاعتها من دمياط وتبيع حسب السعر والربح: قائلًا «زمان كان السوق مليان ورش بتطلع أثاث أشكال وألوان أما دلوقتى الورش معظمها قفل وأصحاب المعارض بتشترى الموبيليا جاهزة من دمياط وتكسب فيها بمزاجها».

وأكد أن عددا كبيرا من العمال تركوا المهنة بسبب قلة البيع خاصة أنهم كانوا يعتمدون على البقشيش إلى جانب اليومية.

وأشار إلى أن هناك عددا كبيرا من التجار يقومون باستغلال حالة السوق، ويتجهون إلى رفع أسعار الإسفنج والمقابض والقماش، بدون مبرر وذلك لغياب الرقابة.

أزمة الدولار

عبد الحليم عبد السلام، عضو غرفة صناعة الأثاث والأخشاب باتحاد الصناعات، قال إن صناعة الأثاث تشهد ارتفاعًا فى الأسعار، بسبب ارتفاع سعر الدولار، مما أدى إلى زيادة أسعار الموبيليا.

وأضاف عبدالسلام، أن الزيادة فى أسعار الأثاث كانت بنسبة 15 % وسترتفع، مشيرًا إلى أن سعر لوح الأبلكاش كان 190 جنيها، ووصل إلى 215 جنيهًا.

وذكر عبد السلام، أن المُصنّعين والورش لم تعد تتحمل هذه الزيادة فى أسعار الأخشاب والأثاث والمواد الخام، مشيرًا إلى أن هناك نسبة كبيرة سيضطرون إلى الإغلاق، و50 % من الورش والمصانع الصغيرة سوف تغلق إن لم تنفرج أزمة الأخشاب.

وفى سياق متصل، أكد جمال خشبة، عضو شعبة الأثاث بدمياط، أن سوق الموبيليا يعانى من ضعف الإقبال، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تحديد سعر الغرف على وجه الدقة؛ لأن الأسعار تختلف حسب جودة الخشب ونوعه والدهانات المستخدمة فى المنتج فضلًا عن مكان العرض.

وأوضح «خشبة» فى تصريحات له أن سعر غرفة النوم فى المتوسط يتراوح بين 25 ألفا إلى 35 ألف جنيه، كما يتراوح سعر الأنتريه ما بين 15 ألفاً إلى 23 ألف جنيه، ويختلف السعر حسب نوع الإسفنج، كما يتراوح سعر السفرة ما بين 25 ألفا إلى 35 ألف جنيه، ويتراوح سعر الصالون ما بين 20 إلى 40 ألف جنيه، ويتراوح سعر غرف الأطفال ما بين 11 ألفا إلى 22 ألف جنيه، ويختلف السعر من تاجر لآخر حسب نوع الخشب والمكان.

وأشار عضو شعبة الأثاث إلى أن الأخشاب والأبلكاش المستخدم فى صناعة الأثاث يتم استيراده من روسيا والسويد، منوهًا بأنه لا يمكن توقع ما سيحدث الفترة المقبلة فيما يخص الأسعار.