رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

اعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو عن الممر الاقتصادى الجديد الذى يربط شرق العالم بغربه بداية من الهند، ومرورًا بالامارات العربية والسعودية والاردن وانتهاءً بإسرائيل وربطه بالدول الأوروبية، أثار كثيرا من التساؤلات والشكوى والقلق لدى المصريين، فى ظل حالة النشوة والتهليل التى جاء بها اعلان نتنياهو عن التوقيع على هذا المشروع برعاية أمريكية خلال اجتماعات قمة مجموعة العشرين بالهند، معتبرًا أن المشروع غير مسبوق لربط آسيا بأوروبا وأنه سيغير وجه الشرق الأوسط ونقطة تحول فارقة فى تاريخ إسرائيل، باعتباره مشروع التعاون الأكبر فى تاريخ إسرائيل مع السعودية والإمارات والأردن والدول الأوروبية، ويشكل فرصة اقتصادية وسياسية تاريخية لإسرائيل، ولم يغفل نتنياهو عن تقدم الشكر للرئيس بايدن وإدارته والولايات المتحدة عن انجاز هذا المشروع وتوقيع الاتفاق مع الدول العربية، وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلى فى الفيديو الذى بثه التليفزيون الإسرائيلى، عن تكليف هيئة الأمن القومى وجميع الوزراء والخبراء فى إسرائيل للعمل الفورى فى إعداد البنية التحتية تشبه خطوط السكة الحديد والموانئ، إضافة إلى باقى جوانب المشروع الذى يشمل أنابيب وكابلات وخطوطا لنقل البيانات والهيدروجين والنفط والكهرباء.

< بالتأكيد هذا الممر الاقتصادى المزمع إقامته برعاية أمريكية يتعارض ويتنافس مع مبادرة - الحزام والطريق- الصينية التى قطعت الصين فيها شوطا كبيرا منذ عدة سنوات لإحياء طريق الحرير القديم، وأنفقت عليها مئات المليارات، لتفاجأ بالإعلان عن هذا المشروع فى اطار الحرب الاقتصادية العالمية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وأيضا تدخل الهند فيها كأحد الأطراف، والواضح أن الصين لن ترحب بهذا المشروع، وهو ما يفسر غياب الرئيس الصينى شى جين بينج عن اجتماعات هذه القمة التى تعد واحدة من أهم القمم العالمية الاقتصادية، التى يشارك فيها زعماء العالم، وترسم مستقبل العالم الاقتصادى، ومعنى حضور الرئيس الصينى قبل أسابيع قمة بريكس التى عقدت فى جنوب افريقيا، وغيابه عن هذه القمة هو رفض لهذا المشروع الذى تم توقيعه على أرض الهند التى تختلف فى أمور كثيرة مع الصين، إما بسبب نزاعات حدودية مشتركة أو منافسة اقتصادية.

وتستعد الصين الآن لإطلاق المنتدى الثالث لمبادرة الحزام والطريق فى بكين خلال أكتوبر القادم، وأكدت وزارة الخارجية الصينية مشاركة حوالى 90 دولة فى الاجتماع المقبل، وعلى الأرجح سوف تكتشف معلومات جديدة حول الأسباب الحقيقية للإعداد عن المشروع الجديد والسرعة فى توقيعه والإعلان عنه فى هذا التوقيت، وربطه بالكيان الصهيونى.

< الحقيقة أن الاحتفاء الإسرائيلى الكبير بهذا المشروع قد طرح تساؤلات كثيرة لدى المصريين عن تأثير هذا المشروع- فى حالة تحقيقه- على قناة السويس ومصر، وما هى الأسباب الجوهرية وراء قيام دول عربية بالموافقة على هذه الخطوة لصالح الكيان الصهيونى والتى تشكل تطبيعا وتعاونا اقتصاديا كاملًا، والأهم أنها تمثل نافذة ومتنفسا إسرائيليا على دولهم والعالم وتسهم فى تعظيم قدراتها الاقتصادية والسياسية والتجارية.. وإذا اعتبرنا أن مسألة العروبة وعلاقات الأخوة بين الأشقاء والعلاقات التاريخية تتوارى أمام المصالح، وأن ما يحكم علاقات الدول الآن هى لغة المنفعة المتبادلة، فإن هذا المشروع - إذا خلصت النوايا تجاه مصر- يمكن أن يتحقق وبمسافة أقل بالمرور من السعودية إلى سيناء، خاصة وأن مصر قد قامت بالفعل فى تنفيذ خط سكة حديد يربط جنوب سيناء بميناء العريش البحرى على البحر المتوسط، وكلنا يعلم أن هذا الخط فى جنوب سيناء على بعد كيلو مترات معدودة من الحدود السعودية، وأقل مسافة من خط يربط السعودية بالأردن ثم إسرائيل حتى موانيها على البحر المتوسط، والواضح أن العرب لم يتعلموا من دروس الماضى فى علاقاتهم بالولايات المتحدة الأمريكية، والانسياق خلف إملاءاتها وكلها أمور تعيها مصر جيدا فى كل القضايا والمشاكل التى تحيط بها سواء فى السودان أو ليبيا أو سد النهضة فى إثيوبيا، ولم يكن قيام مصر بإنشاء القطار الكهربائى السريع من موانئ العين السخنة حتى العلمين، إلا قراءة لكل السيناريوهات التى تحدث.

حفظ الله مصر