رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الانتقادات الخزعبلية المتزامنة لكل افتتاح رئاسى فقدت زخمها، فتأثيرها معتاد بلا جدوى؛ لأن معظمها تلفيق رخيص من قبل هواة متكلفين يعلمون أن المتلقى لن يبحث أو يدقق فى صحة ما يقولون؛ لذلك فهم يستمرئون الكذب، فقصصهم المفبركة غبية وسخيفة مليئة بتوابل هندية حارة، لكنها سامة تفتقد أبجديات الأمانة العلمية والمصداقية المهنية، تعزف على وتر ضغط المشاكل اليومية نتيجة للأزمة الاقتصادية الخانقة والتى تلقى بظلالها على الحالة المزاجية العكرة لمعظم المصريين، فهم للأسف فريسة سهلة تسقط مترنحة فى حبائل البهتان والتشكيك الممنهج، لاسيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التى يسعون لإفشالها بكل السبل مهما كلفهم الأمر؛ لأنها طوق النجاة الأخير فى «انتظار جودو».

كانت هيئة الإذاعة البريطانية مثالًا يحتذى به فى فن الصحافة المرئية والمسموعة، ولكن يبدو أنهم يعانون الآن من فقر الكفاءات المهنية لأن تغطيتهم عن تطوير مسجد السيدة نفيسة تندرج تحت البروباجاندا الفجة بغية توصيل رسالة خبيثة ومحبطة مفادها أن كل شيء ينجز فى هذا البلد سييء وفاشل؛ لذلك تعمدوا تضليلنا بخلطهم المتعمد بين مفهوم التطوير والترميم وهم يدركون البون الشاسع! وأن الهوية المصرية طمست بفعل فاعل …الخ؛ لذلك ذهبت لتقصى الأمر فوجدت ارتياحًا واسعًا للاهتمام والعناية اللائقة للمشهد النفيسى والتى طال انتظارها اكثر من قرن منذ عهد الخديو عباس حلمى.

لا شك أن الترميم عملية فنية دقيقة لا تعنى التجديد أو التجميل، ولكن تهدف إلى إعادة الأثر إلى حالته الأصلية مثلما رممت الدولة مساجد أثرية مثل الظاهر بيبرس، البهلوان، أم الغلام، والجوكندار؛ حيث تجرى لها فى الوقت الحالى عمليات صيانة شاملة، إذن هى أزمة مفتعلة ومسيسة توارى حقيقة أن المسجد والضريح الشريف ليسا أثرًا مسجلًا على قائمة التراث العالمى للـ «يونسكو» ، فهذه الأعتاب الطاهرة كما يطلق عليها فى الثقافة الشعبية هى درة التاج التى تمثل زيارتها وسيلة للمدد والصفاء النفسي؛ لذلك يتودد ويتقرب الولاة والحكام بتطويرها دومًا من أجل النفحة الروحانية وإرضاء الرعية، وهو ما يفقدها عبر العصور القيمة الأثرية والتاريخية العظيمة. 

أضحى بعض النخبة يبتذل مصطلح الهوية المصرية بجعلها دون أن يدرى مرادفًا للقبح والعشوائية، وبالطبع أسطوانة الحوار المجتمعى ومشاركة المجتمع المدنى فى التطوير، وهو ما يحدث فعلًا عبر «مؤسسة مساجد»، والتى لديها مجلس أمناء يضم كوكبة من قادة المجتمع والأكاديميين المرموقين برئاسة نيازى سلام وهى الدينامو لمشروع القاهرة التاريخية، وقد حولت شارع الأشراف إلى جنة «البقيع المصري»، تحت إشراف المعمارية النابهة جاكلين سمير، وهو ما وضع المشروع فى مرمى نيران الطائفية المقيتة، فهل من ردة فعل أو حتى نظرة من المتشدقين بدولة المواطنة والتسامح والمساواة، أم هى مسألة «كيد نسا سياسي» تعانى المعارضة الراديكالية من طفولة متأخرة بسبب المزايدات الجوفاء. 

يلخص كل ذلك الارتباك الفليسوف الإيطالى امبرتو إيكو  «أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون فى الحانات فقط، دون أن يتسببوا بأى ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء».