رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

لا يمكن أن يتطابق اسم مرض مع معيشة إنسان مثلما تطابق (حمى الضنك) مع الحياة فى قنا.

الضنك هنا لا يقلل ابدا من أهالى قنا سواء كمرض أو حتى كمعيشة.

قنا ليست محافظة فقيرة على مستوى العائلات والأفراد، وإنما الضنك الذى أقصده هو نقص الخدمات والمصانع وسبل الرفاهية بشكل عام، خاصة مع حر هذا الصيف الذى ضرب العالم ومصر، وقنا من ضمن المحافظات الأكثر حرارة.

لم ينقص أهالى قنا أيضا أن يضاف إليهم ضنك جديد متمثل فى الحمى التى انتشرت هناك وتنقلها أسراب الناموس القنائى الشهير، وتحضرنا هنا سخرية أبناء قنا _ده مش ناموس ده جاموس_كناية عن شراسة هذا الناموس الذى يغرس بلا رحمة فى الأجساد ويعود ممتلئا بالدماء.

حمى الضنك ومن رحمة الخالق بحسب تصريحات لمستشار الرئيس السيسى لشئون الصحة الدكتور عوض تاج الدين ليست معدية ولا تنتقل من إنسان إلى إنسان، وفى الغالب لا يحتاج المصاب إلى النقل إلى المستشفى، ورغم آلامها المبرحة فإنها _أى الحمى_تستجيب للعلاج بشكل سريع.

ستذهب حمى الضنك تحمل عصاها وسيتبقى الضنك الدائم فى قنا التى تقع بين جبال البحر الأحمر والجبل الغربى ويمتد النيل فيها كشريان فى حضن الجبل وسط مساحات من شريط أخضر ضيق لم يعد كافيا لتأمين حياة ما يقرب من مليونى مواطن قنائى.

قنا محافظة لديها ظهير صحراوى واسع ويقع جزء كبير منها فى مثلث الذهب، ذلك المشروع العملاق الذى تحدثت عنه الحكومة كثيرا ولم ير النور حتى اللحظة بدون أسباب واضحة تجعلنا نترك هذا المشروع التعدينى الذهبى، وهو مشروع مثلث ذهبى بالفعل رأسه سلاسل جبال البحر الاحمر، وقاعدته قنا والأقصر، ولمن لم ير تلك المنطقة فإننى أدعوه إلى جولة بالسيارة من سفاجا إلى قنا ويشاهد رؤس تلك الجبال الملونة بتيجان من المعادن ترى بالعين، وتؤكد أن هذا الكنز المفقود هو المستقبل الحقيقى لمصر.

الضنك بأيدينا وبأيدينا نتخلص منه إذا صدقت النوايا.. فمتى نرى قنا السعيدة بدون تلك الأسراب من الناموس التى تمص دماء أبناء وادينا الطيب فى قنا؟!