رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

قدر مصر وريادتها فى المنطقة، أن تتحمل الكثير والكثير. ومن أجل ذلك قدمت إلى القضية الفلسطينية أكثر مما نتخيل وما زال الدور المصرى يواصل مهامه البالغة الهامة فى ايجاد حل للقضية الفلسطينية.

ودائمًا وكالعادة تحمل مصر على كاهلها هموم الأمة العربية وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومؤخرًا ناقشت الاسراع فى عملية السلام، وبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية.

كارثة حقيقية تتعرض لها الدولة الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل بمثابة برطعة حقيقية فى المنطقة، اضافة إلى سقوط عشرات الشهداء يوميا من جراء الجرائم الصهيونية، وكذلك عمليات بناء المستوطنات بشكل تعدى كل الخطوط والتصورات. ومن قبل ذلك التصويت فى الكنيست بالإجماع على ضم الضفة الغربية للكيان الصهيونى ومن قبله قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، فهذا معناه تكريس سلطة الاحتلال الإسرائيلى، وهذا معناه أيضًا القضاء تمامًا على فلسطين.

الذى يحدث هو أن الأراضى الفلسطينية تضيع على مسمع ومرأى من القيادات الفلسطينية والدول العربية، وكل ما يملكونه هو الشجب والإدانة والاستنكار، وهذه السياسة العقيمة لا تجدى ولا تنفع فى مثل هذه الأمور.. ولابد من اتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة بشأن هذا الموقف المعوج.. نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية وراء كل هذه البرطعة الإسرائيلية فى المنطقة، ونعلم أن القرار الإسرائيلى نابع من الإدارة الأمريكية، وهذا مربط الفرس، حيث لابد من موقف عربى موحد فى هذا الصدد يرد ويحسم الأمور ويمنع ضياع الأرض الفلسطينية.

مصر تبنت القرار العربى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكعادتها تعمل بكل ما أوتيت من قوة للضغط على الولايات المتحدة، لوقف الجرائم الإسرائيلية فى الأراضى العربية المحتلة، ولكن ماذا فعل الأشقاء العرب فى هذا الشأن سوى الشجب والإدانة والاستنكار، وهى كما قلت سياسة مرفوضة جملة وتفصيلًا.. والدول العربية لديها القدرة بأموالها الكثيرة واستثماراتها الواسعة فى الولايات المتحدة أن تضغط على واشنطن، من أجل ردع الكيان الصهيوني.. وأتمنى على كل الأشقاء العرب أن يكون لهم دور فاعل فى هذا الشأن. ويحضرنى فى هذا المقام الدور البطولى الذى قام به الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز الذى اتخذ قرارًا حكيمًا خلال حرب أكتوبر، عندما ضغط بسلاح البترول مما كان له أعظم الأثر خلال الحرب مع العدو الصهيوني.

نحن الآن فى حاجة شديدة وحاسمة لأن تكون هناك وسائل ضغط فاعلة على أمريكا وإسرائيل، ومن نعم الله أن الدول العربية لديها وسائل كثيرة للاستخدام فى هذا الشأن، لكن لا يتم تفعيلها، مما يطرح علامات استفهام كثيرة!.. والذى يغيب عن الأمة العربية أن الطناش فى هذا الصدد كما هو معتاد، سيجلب- ليس العار فقط- وإنما سيأتى اليوم الذى تلتف إسرائيل على هذه الدول العربية.. إن أطماع إسرائيل التوسعية لم تنته بعد ولن تنتهي، خاصة فى ظل هذه الفُرقة العربية وهذا الضعف الشديد رغم ما تملكه الأمة العربية من وسائل ردع شديدة لكنها غير مستخدمة.. لقد آن الأوان للأمة العربية أن تفيق من غفوتها التى طالت، بدلًا من الاستيقاظ وقد ضاعت فلسطين، كما حدث فى الأندلس قديمًا.

لقد آن الأوان لأن تقف الأمة العربية وقفة واحدة لمنع هذه الجرائم الاسرائيلية البشعة التى يتعرض لها الاشقاء الفلسطينيون داخل الأراضى العربية المحتلة. من الآن فصاعدا لم تعد تنفع قضايا الشجب والإدانة وخلافها من وسائل الاستنكار التى لا تتناسب على أرض الواقع فى ظل هذه الظروف الراهنة. إنه بات من الضرورى والمهم أن تنهض أمة العرب نهضة واحدة للتصدى لهذا الجبروت الاسرائيلى الذى يبرطع فى الأراضى الفلسطينية. كل ما نقوله هو استخدام وسائل الضغط الممكنة التى تمتلكها كل دولة عربية من أجل أن ترضخ إسرائيل لحل القضية الفلسطينية.. ويتمثل ذلك فى حل اقامة الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية وعاصمتها القدس المحتلة. ان مصر لم تبخل على مر التاريخ فى دعم القضية الفلسطينية وقدمت الكثير والكثير فى هذا الشأن، وتحملت وتحملت أيضا الكثير والكثير فى هذا الاطار. يبقى هنا ضرورة قيام الاشقاء العرب بدورهم تجاه إخوانهم فى فلسطين، فهل من مجيب؟