رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاوى

الدكتور عبدالمنعم تليمة عالم جليل ومفكر تنويرى من خيرة الرجال.. رحل عن عالمنا فى عام 2017.. وهو الذى أثرى المكتبة العربية بأفكاره التقدمية الرائعة التى ستظل نبراسًا لكل من يريد أن يعمل العقل والفكر.. فالعالم الجليل لم يكن أستاذًا فحسب للنقد الأدبى، وإنما كان موسوعة فكرية وبمثابة كعبة يحج إليها كل أهل الفكر والثقافة، وجمع بين المعلم الكبير داخل الجامعة والمفكر الموسوعى الكبير الذى يستنير بفكره كل المشتغلين فى الثقافة والفكر والأدب.

أصيبت الإنسانية بغصة شديدة ووجع فى القلوب عند وفاة الراحل الكريم عبدالمنعم تليمة الذى تتلمذنا على يديه فى كلية الآداب فى مطلع الثمانينيات ضمن صحبة من المفكرين العظام حسين نصار، وسهير القلماوى وشوقى ضيف، وجابر عصفور وعبدالمحسن طه بدر ومحمود على مكى والنعمان القاضى وسليمان العطار وأحمد شمس الدين وأحمد مرسى وخلافهم الاحياء منهم والأموات من العباقرة داخل قسم اللغة العربية وآدابها.. هذا القسم فى كلية الآداب جامعة القاهرة الذى تخرج فيه علماء ومفكرون لهم باع طويل فى الثقافة والفكر والأدب ولا يزال حتى كتابة هذه السطور يزخر بالعلماء البارزين الذين يقدمون للمكتبة العربية والثقافة كل جديد تنعم به الإنسانية.

يرحم الله الدكتور عبدالمنعم تليمة صاحب النظريات الفكرية التقدمية التى أسعدت البشرية فى الفكر والرأى وقدم للإنسانية ذخيرة كبيرة يسير على دربها كل باحث فى النقد والفكر والجمال، لقد كان العالم الجليل ـ طيب الله ثراه ـ عاشقًا لمصر والمصريين ويؤمن بقدرتهم الفائقة على تجاوز الصعاب والآلام، ويعد من نماذج المفكرين القليلين الذين كانت تستشرف المستقبل وتبعاته، ويدرك أن العقل المصرى قادر على صنع المعجزات فى كافة المجالات.

والعالم كله كان يدرك أهمية هذا الرجل التنويرى الذى سبق عصره بمراحل كثيرة، ولعل اليابانيين أدركوا ذلك جيداً، واستفادوا من خبرته كثيرًا فى مجال الفكر والثقافة، وقد سمعت كثيرًا عن الدكتور تليمة من الراحل الكريم الدكتور عبدالمحسن طه بدر الذى كانت تربطنى به علاقة أبوية حميمة رغم أنه كان معترضًا على عملى بصحيفة «الوفد».

يرحم الله «تليمة» و«بدر» وكل المفكرين العظام الذين أفنوا حياتهم فى سبيل رفعة الفكر والثقافة، وقدموا نظريات وموسوعات فى علوم الآدب وفنونه، وهؤلاء لا نعتبرهم أمواتًا وإنما أحياء بما قدموا للإنسانية من أعمال عظيمة وجليلة، وللمكتبة العربية والمكتبات الأجنبية علما وفكرا تنهل منه الإنسانية جمعاء.