رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يعيش العالم على وقع كابوس ثقيل لا يريد أن ينتهى، فهذه الحرب العبثية بين الإخوة الأعداء انعكست آثارها المدمرة على القاصى والدانى، وما زاد من حدتها تعقيدا هو تحولها من صراع نفوذ إلى حرب عالمية بالوكالة يريدها الناتو طويلة الأمد باستدراج رجل الكرملين القوى إلى مستنقع بلا قرار يستنزف ما تبقى من مقدرات اقتصاده الهش ويضعه وقومه فى مهب الريح وبالتالى يكسر شوكته للأبد ويجعله عبرة لطموحات الصين، فمن أجل هذا الصيد الثمين فتح بايدن خزائن واشنطن الخاوية وأغدق على فنان الشعب الأوكرانى بالغالى والنفيس من فخر التكنولوجيا الغربية مع تدفقات سخية من الدعم التقنى للخطط العسكرية المحكمة التى ترتكز على المعلومات الاستخباراتية الحساسة، بالإضافة لأداء قتالى روسى غير متوقع بل ومخزٍ أدى إلى فضيحة ميدانية مدوية قلبت الأمور رأسا على عقب وربما يلوح فى الأفق نصر أطلسى قريب نتيجة التقدم الأوكرانى اللافت، هنالك جن جنون القيصر الذى لا يهزم وقام بثورة تصحيح أقال على أثرها حفنة من الجنرالات الفاشلين واستدعى «سيرجى سوروفيكينو» جنرال الأرض المحروقة فى الشيشان وسوريا، سمعة الرجل العسكرية تسبقه فلديه تاريخ حافل من الكفاءة الممزوجة بالوحشية، لك أن تتخيل أن بعد يومين فقط من تعيينه كقائد عام للحرب فى أوكرانيا شن قصفا عنيفا مدمرا تسبب فى إظلام وتعطيل المرافق الحيوية عن 300 منطقة فى جميع أنحاء أوكرانيا، وقد أسفرت الهجمات الافتتاحية عن عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين لذا يأمل بوتين أن تأتى ورقة جنراله المفضل أكلها بتركيع زيلينسكى وحلفائه قبل أن يضطر اللجوء إلى أسلحة غير تقليدية ومدمرة للمنطقة، وهو ما أكده بوضوح لافروف أن روسيا لن تتردد فى استخدام سلاحها النووى إذا تعرضت لتهديد وجودى. وفى هذا السياق حذر كثير من العقلاء فى الغرب من محاولة إذلال روسيا ودعوا إلى البحث عن صيغ لتحقيق السلام، ومنهم الثعلب العجوز هنرى كيسنجر فى كلمته الهامة أمام مؤتمر دافوس «لابد لأوكرانيا أن تتخلى عن بعض الأراضى لروسيا محذراً الغرب من محاولته المستمرة لإلحاق الهزيمة بالقوات الروسية فى أوكرانيا، معتبراً إلى أن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على استقرار أوروبا فى المدى البعيد، وجدد تحذيره من إطالة أمد الحرب، وشدد على ضرورة دفع كييف إلى العودة إلى التفاوض، مؤكدًا أن الوضع الملائم لها هو الحياد، وأن تكون جسراً بين روسيا وأوروبا»، وعلى النقيض وفى خطاب دعائى لأهالى فلوريدا من أجل شيطنة بوتين استخدم بايدن كلمة Armageddon والتى تعنى يوم نهاية العالم فى وصفه لما قد يفعله بوتين بتهوره واستخدامه الأسلحة النووية. 

أعتقد ان التشدد الذى بدأ يعلو فى خطابات الطرفين ما هو إلا مناورة سياسية، فبالرغم من لهجة التصعيد الراهنة، فإن هذه الحرب مثل كثير من الحروب التى سبقتها أو التى ستعقبها ستنتهى بطريقة أو بأخرى على طاولة المفاوضات، هذه هى الحقيقة بغض النظر عن المرارات التى ستخلفها، وسيكون الشتاء القادم هو الفصل الأخير فى نهاية هذه الرواية السخيفة، وهو ما بدأت بشائره تظهر بسقوط بعض الحكومات الغربية المؤيدة لاستمرار تلك الحرب، وآخرها حكومة ليزا تراس بعد أن فاض الكيل بالأوروبيين من التضخم والركود، وستكون نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية هى كلمة النهاية.