رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دارت رحى حرب التحرير بين قوات الحزب الوطنى المعروف باسم الكوميتانج بقيادة الجنرال تشانج كاى المدعوم من الولايات المتحدة وقوات الحزب الشيوعى الجديد بقيادة ماوتسى تونج المدعوم من الاتحاد السوفيتى وانتهت الحرب الأهلية الطويلة 1949 بهزيمة ساحقة لحلفاء الغرب بعد ان نجح ماو فى استمالة السواد الأعظم من الطبقة العاملة برشوة الفلاحين عن طريق قوانين الإصلاح الزراعى، وبذلك تمكن من بسط سيطرته على كامل بر الصين وإعلان قيام جمهورية الصين الشعبية مما اضطر كاى وطبقة البرجوازيين للفرار إلى تايوان أو فورموزا كما كانت تعرف فى السابق وهى بقعة جغرافية مكونة من 138 جزيرة، المدهش ان الصراع لا يزال محتدمًا بين الطرفين حتى اليوم فلم يتم التوقيع على أى معاهدة سلام أو هدنة بل أعاقت التهديدات العسكرية والضغوط السياسية تدفق العلاقات عبر المضيق الحيوى، فهنالك جدل مستمر حول الوضع السياسى لدولة تايوان بالرغم من التزام الحكومتين رسميا بما يسمى«سياسة الصين الواحدة» باعتماد مبدأ دولة واحدة ونظامين وعلى عكس ذلك تمامًا تتبنى واشنطن سياسة مناهضة لبكين فى دعم تيار الانفصال داخل الجزيرة لأسباب ليست خافية على احد ففى حالة سيطرة الصين الكاملة على تايوان وصناعتها وعلمائها وخبرائها ستكون القوة العظمى الأولى بلا منازع فى سنوات قليلة وليس عقودًا لأنها ستتحكم فى سوق الأجهزة التكنولوجية كلها حول العالم، يبدو أن الصراع على تايوان دخل مرحلة تكسير العظام، فقد ذكرنا حدة الصخب الذى رافق زيارة نانسيبيلوسى إلى تايبيه بالسياسة الأمريكية الثابتة فلا جديد يذكر أو قديم يعاد لان بيلوسى ليست أو لمسئولة رفيعة تزور تايوان فقد سبقها الرئيس أيزنهاور فى بداية الخمسينيات وزارها أيضا زعيم الأغلبية فى الكونجرس نيوت جين جريش 1987، فهذه الجزيرة الصغيرة لها أهمية استراتيجية تفوق حجمها أو عدد سكانها البالغ 24 مليون نسمة، تفتخر تايوان بأنها صاحبة الاقتصاد الـ22 عالميًا مع ناتج محلى 528.55 مليار دولار، نصيب الفرد منه نحو 37 ألف دولار، يتساوى مع نظيره الأوروبى كل ذلك حدث بفضل نهضتها الصناعية الجبارة التى بدات 1961 حتى أصبحت أحد النمور الأسيوية الأربعة، فهى أكبر منتج للرقائق الإلكترونية التى تعد عصب الصناعات العسكرية أو المدنية المتطورة فهى المكان المفضل لاستثمارات شركات العالم التكنولوجية الكبرى، فإن لم تكن الشركة التكنولوجية مقرها الرئيسى فى تايوان فعلى الأقل مصنعها الرئيسى فى تايوان أو أنها تستخدم علماء يعملون من تايوان، فحين أغلقت تايوان نفسها عن العالم أثناء جائحة كورونا توقفت سلاسل الإمداد حول العالم، لذلك تصر واشنطن على الوقوف بكل ثقلها الضخم خلف تايوان لانها بيضة القبان، فالصراع بين القطبين يدور حول حسم السباق المشتعل للهيمنة على مجال التكنولوجيا وبخاصة الذكاء الصناعى لذلك اعتمدت الصين مؤخرًا استثمارات أكثر من 160 مليار دولار وتنوى الولايات المتحدة ضخ استثمارات هائلة تفوق 240 مليار دولار، تفضل واشنطن القضاء على خصومها عن طريق وكلائها دون عناء أو تكلفة المواجهات المباشرة، كما يحدث الآن فى أوكرانيا ونفس السيناريو يعد على نار هادئة مسرحها مضيق تايوان فهل تقع بكين فى الفخ أو تستحضر حكمة كونفوشيوس الذى قال لا يهم مدى السرعة التى تتجه بها نحو هدفك، المهم هو أن لا تتوقف.