رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 الأقلام ومدادها أسلحة جبارة تفوق قوة تأثيرها الآلة العسكرية التى قد تأتى على المنشأت والممتلكات فتدمرها تدميرا، والتى قد تهلك الحرث والنسل . لكن كل هذه الأشياء أشياء مادية من الممكن تعويضها وإعادة بنائها من جديد. الأقلام خطرها أشد وأشرس، الكلمة المكتوبة والمسموعة والمرئية وقعها وقع السحر على المتلقى بكافة مستوياته الثقافية والفكرية والدينية .

فالخطيب الذى يعد خطبة جمعة ويتلوها على المصلين إذا لم تكن هذه الكلمات فى رضى الله تعالى فقد تهوى بقائلها فى النار سبعين خريفًا. لماذا لأن صاحبها سيضلل الناس ، وخصوصًا عوام الناس ، لأن ليس كل من يحضر الخطبة من النخبة،  وحتى النخبة المثقفة كثير منهم لايكون على دراية وفهم لصحيح الدين ومن ثم سينقادون انقيادًا أعمى دون روية ينقادون خلف هذا الخطيب.

 ولا أقول عالم الدين فليس كل الخطباء علماء دين فمنهم من يأتى بأحاديث موضوعة وضعيفة ، ولاحتى يعرف هو ذلك فيسير خلفه الناس فيحرمون ما أحل الله ويحلون ما حرم الله، كمن يخرجون علينا على شاشات القنوات الفضائية الخاصة المملوكة لبعضهم وطول الوقت تقنيط من رحمة الله وتنفير الناس من الدين وترهيبهم بذكر النار. وكأن الله تعالى والعياذ بالله لم يخلق إلا النار، ترهيب ترهيب ترهيب ونسى هؤلاء أن رحمة الله وسعت كل شيء ، ونسى هؤلاء كثيرا من آيات القرآن بدأت ترغيبًا.

 نبيء عبادى أنى أنا الغفور الرحيم، فأتياه فقولا له قولا لينا.  وقول الله للنبى خذ العفو وأمر بالعرف. وقوله ولوكنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفو عنهم واستغفر لهم. وخلاف هؤلاء كثيرون، فأمثال هؤلاء عندما يقرأ كتاباتهم ويسمع كلامهم عاص فلن يتوب عن معصيته ، بل قد يزداد إصرارًا على عدم العودة إلى الله. فهذه أقلام مرزولة ممقوتة لاتهدى إلى الخير ولاتهدى الى الصواب.

وثم مثال آخر لمثل هذه الأقلام، وما تسطره هذه الأقلام. الأقلام التى تخط البرامج والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية الهابطة التى تحمل ما تحمله من التفاهة والأسفاف التى قد تصيب من يسمعها أو يشاهدها بالغثيان، كلمات مبتذلة ، ألفاظ خارجة، إباحية، إيماءات جنسية، هل مثل هذه السخافة والابتذال يقود إلى طريق مستقيم، لا والله ولكن سيذهب بمجتمعاتنا الشرقية المحافظة المتمسكة بالقيم والمبادئ سيذهب بها إلى براثن الوقوع فى الرزيلة ويحدث مالا يحمد عقباه وبعدها نجلس ونبكى ونتباكى على ما أصابنا.

ثم نوع ثالث مما اسطرته الأقلام. أولئك الذين يطلعون علينا بمقالات غير مفهومة وأعى ما أقول كثيرا من المقالات التى نقرأها فى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية وهذه الصحف يقرأها الجميع، وهذه المواقع يزورها الآلاف من المتابعين. فلماذا الابتذال فى الألفاظ والتلاعب بها، ولماذا استخدام عبارات وألفاظ غير مفهومة هل غرضنا تشكيل الوعى وتنوير القارئ أم تضليله، كمن يكتب فى الفلسفة بلغة التعالى ويأتى بعبارات لفلاسفة قدامى مثل تأييس الأيس عن الليس،يا سيدى الفاضل لماذا ذلك كذلك.

 قل إيجاد الشيء من اللاشيء يعنى الخلق من العدم وهو الخلق الإبداعي، لكن لا أدرى لماذا يفعلون ذلك هل ليثبتوا الغلبة والتفوق الفكرى تفوقك الفكرى أن تصل بمعلومة مفيدة يستفيد منها الجميع ويحاولون إفادة من حولهم بها.

وكذلك صنف آخر من الأقلام،  تلك الأفلام التى لاتكتب إلا من أجل الشهرة وذيوع الصيت وجمع المال، وكل ذلك سيذهب إلى حيث يذهب التاريخ لاينسى حتى أن اندرس رسم هؤلاء ومحى ذكرهم من الذاكرة.

على الجانب الآخر هناك أقلام تسطر فكرا حقيقيا يخلد اسمهم مع الخالدين وفى كافة الأروقة والأمكنة وحتمًا سيأخذون حقهم لماذا لأنهم صدحوا بالحق ووجهوا دفتهم ناحية الحق وقادوا أقلامهم إلى الحق ولم تقدهم أقلامهم إلى الباطل، وأختتم حديثى بقوله تعالى أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لايهدى إلا أن يهدي.