رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في المضمون

 لا يمكن للسلطة ان تستقر علي كرسي متحرك.. حقيقة لا يمكن للرئيس الجزائري ان يخفيها، خاصة مع هذا الحراك الذي تشهده بلاده منذ إعلان رغبته في الترشح لولاية خامسة وحتي تقديم أوراق ترشحه رسميا.. كان من الممكن ان تؤتى رسالة الرئيس المجاهد عبدالعزيز بوتفليقة ابن ثورة الجزائر ثمارها وتجعله واحدا من أعظم من حكم الجزائر لو انه أرسله الي شعبه قبل ذلك بعام علي الأقل.. بوتفليقة طلب ولاية خامسة وشفع طلبه بتأكيد اصراره علي تلك الولاية وقال في رسالته اعطوني عاما أغير لكم النظام وأدعو لانتخابات مبكرة لا أكون مرشحا فيها.. كلام عظيم لو قاله بوتفليقة وهو في عام ولايته الرابعة الأخير ولكن شأنه شأن مبارك وبن علي من قبله، في ترك الأمور الي نهايتها وبعدها تأتي التنازلات.

قد لا يخفي علي أحد أن قدرة الرجل علي الإمساك بزمام الأمور قد ضعفت كثيرا، وأن هناك من يحركه من خلف ستار، وأن رسالته الأخيرة قد لا يكون هو نفسه يعرف عنها شيئا.. الرئيس بوتفليقة كما هو معروف آخر ثوار الجزائر الكبار وله دور كبير في انهاء العشرية السوداء، ونشر الأمان بربوع الجزائر ولكنه وصل الي سن لا تسمح له حتي بالتصرف بحكمة في أفعاله، فما بالنا ببلد كبير مثل الجزائر.

الشعب الجزائري أمام أمرين أحلاهما مر، إما تصديق رسالة بوتفليقة والانتظار بعد بداية الولاية الجديدة لتنفيذ وعود مشكوك فيها، وإما استمرار المظاهرات والحشود ومواجهة الجيش الذي أعلن رئيس أركانه أنه لن يسمح بالفوضي أو عودة الدماء الي شوارع الجزائر.. معضلة كبيرة امام شعب كبير، فماذا هم فاعلون؟.. لا أحد يستطيع التنبؤ بما هو قادم، ولا يوجد كتالوج تسير عليه الشعوب الي شاطئ أمان إذا ما قررت التغير.

الوضع بالجزائر معقد للغاية وسنوات الدماء التي شهدها هذا البلد العظيم لا تزال في الخلفية.. والأكثر من ذلك أن إرهابيى الأمس ممن تخلوا عن السلاح جاهزون بطبيعتهم للعودة وفتح بوابات الدماء والصراع علي السلطة ما بعد بوتفليقة.. هل تجبر الاحتجاجات الرجل علي التخلي عن السلطة، وماذا سيفعل الجيش وقتها؟ أسئلة كثيرة ومؤلمة كلها تدور في ذهن الجزائريين ولا نجد نحن الا الدعاء لهم بالسلامة والأمن.