فى المضمون
غدا يتوجه الصحفيون بمختلف توجهاتهم إلى واحدة من أنظف الانتخابات التى تجرى فى مصر.. غدًا يوم الفرح والانتصار لمهنة القلم والكلمة.. غدًا يختار الصحفيون نقيبًا جديدًا و٦ أعضاء فى التجديد النصفى لمجلس إدارة نقابة الصحفيين.
كل المؤشرات تؤكد على الزخم الذى يصاحب هذه الانتخابات التى تجرى فى ظروف دقيقة تمر بها مهنة الصحافة التى تعانى منذ سنوات من أزمة مالية طاحنة.. تأثرت بسببها الصحافة المطبوعة، بشكل لافت جعل مهمة إصدار صحيفة واحدة من المستحيلات على أى رجل أعمال أو حتى مؤسسة حزبية أو خاصة.. سمعنا عن حلول طرحها المرشحون على منصب النقيب، وإن كان معظمها مجرد اقتراحات بلا آليات تنفيذ.. الصحافة فى الوقت الحالى بحاجة ماسة إلى يد الدول.. لم تعد مطالب الصحفيين المشروعة رفاهية، وإنما فرض عين على الدولة.. حان الوقت لدعم الأوراق والأحبار وتخصيص كوتة متساوية من إعلانات الحكومة للصحف الجادة.. المشكلة لم تعد فى الدخول المتدنية للصحفيين، وهى مشكلة عظيمة، ولكن الأهم هو إنقاذ المهنة نفسها من الزوال.. الدولة تغض الطرف عن مصدر دخل للصحافة ولها من الممكن أن يدر الملايين.. الإنترنت مشكلة الصحافة وحلها..كيف؟ ببساطة الدولة المصرية تركت غولًا اسمه جوجل وفيس بوك.. كلاهما التهم الصحافة الورقية، وأخذ القراء والإعلانات المصرية بالكامل.. لماذا لا تفرض وزارة المالية ضريبة على الإعلانات التى يتم نشرها على فيس بوك وعلى المواقع الإلكترونية على محرك البحث العملاق جوجل.. الحل بسيط هو فرض ضريبة تقتطع من المعلن نفسه بنسبة محددة من قيمة إعلانه على تلك التطبيقات، ويخصص جزء من هذه النسبة يذهب مباشرة لنقابة الصحفيين وتتولى هى إدارته بدعم الصحف، وإنقاذ الزملاء من براثن البطالة..مجرد قانون يصدر من البرلمان كفيل بدخول ملايين الدولارات إلى خزانة الدولة والنقابة.
لقد كان لى شرف حضور لقاء الدكتور ضياء رشوان والمستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب، وسعدت بالتعاون الواضح الذى أبداه المستشار بهاء أبوشقة وحديثه الواضح ووعده بالوقوف بقوة مع إصدار أى تشريع فى صالح الصحفيين، وهى فرصة كبيرة وجزء غير قليل من حلول إنقاذ المهنة.
إننى أطالب نقيب الصحفيين القادم أيا ما كان بتبنى اقتراح خصم ضريبة من الإعلانات الإلكترونية.. وأعتقد أن رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب وهو من حسن الحظ رئيسنا فى الوفد لن يتأخر فى إصدار هذا القانون وعلى وجه السرعة، ودليلى على ذلك ما لمسناه جميعا فى لقائه مع المرشح على منصب النقيب الدكتور ضياء رشوان.. الفرصة سانحة لهذا الاقتراح وغيره، لإعادة الصحافة إلى سابق عهدها قوية مزدهرة.