رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشاوير

تابعت بإعجاب المعركة الدبلوماسية التي قادتها الخارجية المصرية داخل أروقة الجامعة العربية.. للدفاع عن مرشحها لتولي منصب الأمين العام أحمد ابو الغيط.. نجحت مصر في هزيمة قطر دبلوماسيا وفرضت مرشحها ودافعت عن اختيارها للنهاية حتي كللت الجهود بالنجاح رغم أنف قطر ووزير خارجيتها.. ولكن تلك السعادة وتلك المعركة لاتمنعني من القول والتأكيد علي ان ماجري لم يكن درسا لقطر فقط وإنما درس لنا أيضاً وعلينا مراجعة اختياراتنا القادمة.. ابوالغيط كان اختياراً خاطئاً ليس طعنا فيه كشخص وإنما لأنه امتداد لحالة مستمرة منذ ٣٠ يونية تحصرنا دائما في رجال نظام الحزب الوطني.. فأبوالغيط هو آخر وزراء خارجية مبارك وقد يكون أقلهم علي مستوي الانجاز والبريق.

ولو كان لي ان اختار لهذا المنصب الهام كنت ساختار نبيل فهمي وزير خارجية مصر في عهد الثورة ولفترة ليست قليلة مابعد يونية.. نبيل فهمي شخصية توافقية عربيا واختياره كان سيضع قطر في حدودها وقد لاتجرؤ علي الاعتراض.. فكل ماخرج منها ومن السودان التي أيدتها لا يتعلق بكون المرشح مصريا.. وإنما لشخص أبوالغيط.

أما مااتمناه ومعي الكثيرون فهو ان يتقدم الرئيس السيسي لبناء نظامه الجديد من شخصيات جديدة ليست محسوبة علي أنظمة سابقة.. بل ولا تنتمي أصلاًِ الي الثورتين إلا فكرياً.

لانريد مايحدث خلال السنوات الماضية ان يستمر ولكل نظام رجاله بشرط حسن الاختيار والإنجاز.

الجميع يتحدث عن حماس الرئيس ورغبته في بناء مصر وتبرير حالة الركود الحالية علي انها بسبب ان احد لا يعمل سوي الرئيس.

و رغم هذا فإن سؤال المسئولية سيبقي معلقا في رقبة السيسي وإجابته دائما ستكمن في ان من يختارهؤلاء هو الرئيس نفسه.

ابو الغيط قد ينجح في مهامه أو يفشل والجامعة العربية برمتها اصبحت من الماضي وبلا أدوات حقيقية.. ولكن المهم ليس هذه الهيئة او تلك انما المهم هو طريقة الاختيار التي تظهر مصر وكأنها عقمت الرجال علي غير الحقيقة.

طارق عامر محافظ البنك المركزي مثال آخر للاختيار الصحيح.. لم يتولى مناصب في عهد مبارك سوي رئاسة البنك الأهلي وتركه وغادر مصر.. وأعاده الرئيس ليتولي أهم منصب في مصر بعد رئاسة الوزراء.

.. ولسنا في موضع تقيم للرئيس أو عامر الآن.. وانما مانريده هو التأكيد علي ان ماحدث بجامعة الدول العربية هو عرض لمرض مستمر اسمه الاختيار الخطأ واعجابنا بأصرار مصر علي إنجاز معركتها وتمرير أبوالغيط قد لا يستمر مع اصرار جديد في مواضع أخري.. لأنه بالتأكيد سيكون اصرارا علي اختيارات غير موفقة بالأساس.. مصر بها كفاءات وعلي الرئيس ومساعديه ان يحسنوا فقط الاختيار.