رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجدي سرحان يكتب: "تحالف" مابعد منتصف الليل

مجدي سرحان
مجدي سرحان

في مؤتمر صحفي- علي غير العادة- وفي توقيت غريب- بعد منتصف الليل- أعلن ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي- منفرداً- البيان التأسيسي لتشكيل «تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب».. يضم 34 دولة بالإضافة إلي 10 دول أخري «بتشاور عقلها».. ومن بين تلك الدول المؤسسة- وياللعجب- مصر وتركيا وقطر.. الثلاث معاً!

مصر المستهدفة بالإرهاب دائماً.. وتخوض هذه حرباً ضروساً.. وتركيا وقطر اللتان تدعمان الإرهاب وتؤويان قياداته.. وتسلحان جماعاته في العراق وسوريا وليبيا وغيرها!

< علي="" حد="">

جاء الإعلان مفاجئاً.. ولم نسمع من قبل.. في وقت قريب أو بعيد.. عن مشاورات أو مفاوضات أو اتصالات جرت لتشكيل هذا التحالف.. أو لصياغة البيان التأسيسي الذي أعلنته المملكة منفردة.. وبالليل.. لم تعلن السعودية من قبل.. ولم تفصح بأي إشارة عن هذا التشكيل.. ربما نتفهم ذلك في إطار الطبيعة السياسية المتحفظة للدولة الشقيقة.. لكن ما لا نتفهمه.. ونحتاج إلي فهمه..هو: لماذا لم تفصح مصر عن انضمامها للتحالف الإسلامي.. إذا صح ذلك؟ وكيف يستقيم هذا القول مع ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أيام.. حول إحراز تقدم في المشاورات المصرية- السعودية.. من أجل الإسراع بتشكيل القوة العربية المشتركة.. تلك «القوة» التي بات واضحاً انها أضحت «في خبر كان».. وأن طرح «التحالف الإسلامي» جاء بديلاً لها!

< في="">

يحق لنا أن نتساءل: ما هي المظلة القانونية الدولية التي يتشكل تحت لوائها هذا التحالف؟ منظمة المؤتمر الإسلامي؟ أم الجامعة العربية؟ أم الأمم المتحدة؟ أم غيرها؟ وإذا توافرت إحدي هذه المظلات فعلاً.. فلماذا لم يصدر البيان التأسيسي عنها.. أو يعقد قاداتها مؤتمراً صحفياً للإعلان عن تشكيل التحالف؟! وهل فوضت الدول الـ34 المؤسسة الجانب السعودي في الإعلان عن التأسيس؟ وفي هذه الحالة.. لماذا لم يعقد العاهل السعودي.. أو حتي ولي العهد.. هذا المؤتمر الصحفي.. بدلاً من أن يتركاه لوزير دفاعهما؟ ولماذا جاء الإعلان بعد منتصف الليل؟ لماذا التعجل؟ وما دلالته؟ وهل لهذا التوقيت علاقة بالاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. في نفس الوقت تقريباً.. مع مجلس الأمن القومي بوزارة الدفاع «البنتاجون».. وتوعد خلاله «داعش» بضربات قوية.. لاستعادة «الأراضي» التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا.. بما يوحي بقرب شن حرب برية في

الدولتين.. وهو الاجتماع أيضاً الذي طلب فيه «أوباما» من وزير دفاعه التوجه إلي الشرق الأوسط للحصول علي «مزيد من المساهمات» من الحلفاء في المنطقة لدعم عمليات التحالف الدولي ضد «داعش»؟

< هنا="" بيت="">

أمريكا بدأت بالفعل تشكيل «تحالف أرضي» للتدخل في العراق.. في إطار المعلومات المتوفرة عن حشد قوات عربية وأمريكية قوامها 100 ألف جندي للقضاء علي «داعش».. تشكل القوات الأمريكية بنسبة 10٪ منه فقط.. أي 10 آلاف جندي.. والباقي من الدول العربية.. أو «الإسلامية».

ربما يكون هذا «التحالف الإسلامي» بقيادة المملكة العربية السعودية.. هو الإطار الذي سيتم من خلاله المشاركة في «التحالف الأرضي» الذي المزمع تشكيله بإيعاز من الولايات المتحدة.

< مكمن="" الخطر="">

ان واشنطن تبدو انها تنجح الآن فيما سعت إليه طويلاً.. من جر الدول العربية والإسلامية إلي التورط في حرب برية ومواجهة عسكرية مباشرة.. تصب في اتجاه واحد.. وهو دعم السيناريو الأمريكي لإقامة «الدولة السُنية» البديلة لدولة «داعش» علي معظم أراضي العراق وسوريا.. مع إنشاء «دولة كردية» موازية في شمال العراق يسيطر عليها حزب «البعث».. السوري- العراقي.. وبذلك تنتهي دولتا سوريا والعراق إلي الأبد.. ويتحقق الفصل الأول في اتفاقية «سايكس بيكو» الجديدة بإقامة أول دولتين في المنطقة علي أساس طائفي وعرقي.. والبقية تأتي!

< لا="">

أن نكون مخلباً في يد الامبريالية العالمية الجديدة.. لتنفيذ مخطط تفكيك وتقسيم وإعادة تشكيل «الشرق الأوسط الجديد».. لأن من يساهم في إشعال نيران هذه المؤامرة سوف ينكوي بلهيبها.. لا محالة.