عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوسف شريف رزق الله: "القاهرة السينمائي" لا يعرض أفلام "بورنو"وعلى الرقابة أن تتنحى

بوابة الوفد الإلكترونية

افتتح مهرجان القاهرة السينمائي فعاليات دورته الـ37، برئاسة الدكتورة ماجدة واصف، بحشد العديد من الأفلام المهمة، التي توافرت رغم ضعف الإمكانيات المادية وتأثيرها على الزخم المصاحب للدورة الحالية، التي تواجه تحديات كبيرة، يري الناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفني للمهرجان، أنه استطاع التغلب عليها بترتيب أولوياته، مشيراً إلي أن الدورة الحالية تضم الكثير من العمل والجهد الذي يتضح في أقسام المهرجان المختلفة.

وقال الناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان: «يتلقي المهرجان دعماً من وزارتي الثقافة والسياحة، ولا يزيد الدعم المادي على 9 ملايين جنيه، وهذا العام لا يوجد رعاة للمهرجان، نظراً للظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر، ومواكبة الدورة للانتخابات البرلمانية التي استحوذت علي اهتمام الجميع، وهو ما جعلنا نتعامل مع المتاح لدينا، فاضطررنا إلي استضافة صناع الأفلام 3 أيام فقط، بينما نظمنا عمل الصحافة الأجنبية لتكون مدة الاستضافة 6 أيام، ورغم الظروف التي يمر بها المهرجان، إلا أن ضعف الميزانية لم يؤثر علي عدد الأفلام المشاركة».

وعن تراجع أفلام العرض الأول في المهرجان، قال «رزق الله»: «لا صحة لما يتم تداوله حول أن موعد المهرجان في نهاية العام، يجعله لا يلحق بالأفلام قبل عرضها في مهرجانات أخري، لأن عجلة الإنتاج لا تتوقف علي مدار العام، وصناعة السينما العالمية تدفع كل يوم بعشرات الأفلام، ولكن الحصول عليها يحتاج لتوافر ميزانية كبيرة، خاصة أن أصحاب وموزعي الأفلام يطالبون بمقابل مالي لعرض أفلامها، خاصة مع عدم توافر سوق سينمائي مصري يدفعهم لعرض أفلامهم علي أمل تسويقها في دور العرض المصرية، علي العكس من تعاملهم مع المهرجانات الكبيرة، التي تتلقي الأفلام ويحقق صناعها الربح من تسويقها من خلال هذه المهرجانات، وهو ما يجعلنا مضطرين لشراء حقوق عرض هذه الأفلام في المهرجان، وهو ما يمتد حتي للسينما الأمريكية التي تستحوذ علي دور العرض المصرية، حتي أن فيلم الافتتاح الأمريكي، الذي تقوم ببطولته نجمة بحجم ميريل ستريب، دفعنا مقابلاً للحصول علي حقوق عرضه لأن الموزع المصري غير مهتم بعرضه في مصر، لأنه يري أنه لن يحقق الايرادات التي يتمناها، وهو ما تواجهه الافلام الأمريكية جيدة الصنع أو المرشحة للأوسكار، لعدم وجود مكان لها في دور العرض المصرية، خاصة أن الموزعين يهتمون بأفلام الأكشن أو الأفلام التجارية التي تجد رواجاً لدي الجمهور».

وحول قلة عدد الأفلام المشاركة في الدورة الحالية، قال «رزق الله»: «المهرجان محكوم بالبقاء داخل دار الأوبرا المصرية، التي تضم 5 قاعات عرض سينمائي، وكانت عروض المهرجان في السابق تقام في دور عرض سينمائي عديدة، وفي أماكن مختلفة من القاهرة، فكانت قدرة المهرجان علي استيعاب أفلام أكثر منها الآن، فدار العرض لا تستوعب أكثر من 4 عروض يومياً وأعتقد أن عدد القاعات المتاحة لنا، وعدد العروض المقامة فيها، يتناسب مع عدد الأفلام التي حصلنا عليها، حتي ان هناك عروض أفلام لا نجد مكاناً لتكرار عرضها مرة أخري، خاصة مع كثرة أفلام أقسام المهرجان سواء في المسابقة الدولية، أو العربية، أو أفلام أسبوع النقاد، وآفاق السينما العربية، وسينما الغد، وغيرها من برامج المهرجان التي تكفي الشاشات المتاحة في الأوبرا بالكاد لاستيعابها».

وعلق مدير المهرجان علي اتهام الإدارات المتعاقبة في السنوات الأخيرة، بانتزاع المهرجان من جمهور دور العرض في القاهرة، واحتجازه في دار الأوبرا ليصنف للنخبة لا للجمهور العادي، وقال «رزق الله»: «ما يراه البعض عيباً في إقامة المهرجان بدار الأوبرا،

قد يكون ميزة كبيرة، خاصة مع تواجد كافة القاعات في حيز مكاني لا يجبر الجمهور علي الانتقال لمشاهدة الأفلام، ولكن العيب الأكبر هو إحجام الجمهور العادي عن التردد علي دار الأوبرا، وما أتمناه هو الاستمرار في إقامة عروض المهرجان في الأوبرا، التي يمكن اعتبارها قصراً للمهرجانات، كما في المهرجانات الكبري مثل مهرجان «كان» السينمائي، في الوقت نفسه أتمني أن تمتد عروض المهرجان لقاعات السينما في مختلف أنحاء القاهرة، بتخصيص دور عرض في مصر الجديدة والمعادي وغيرها، لتحقيق توزيع جغرافي جيد لعروض المهرجان».

ورد «رزق الله» علي جدوي إقامة ندوة رئيسية تناقش دور الدولة في صناعة السينما المصرية في مهرجان دولي، وقال لـ«الوفد»: «مناقشة دور الدولة المصرية في صناعة السينما، لا يأتي كأمر منفصل عن طبيعة المهرجان المعني بالسينما العالمية بشكل عام، ولكن مناقشة هذه القضية داخل أروقة المهرجان، يأتي للاستفادة من وجود الوفود الدولية في الدورة الـ37، فالندوة تضم عدداً من ممثلي دول العالم، الذين يعرضون تجارب بلادهم بالنسبة للسينما، وهو ما يحقق نوعاً من الاستفادة للجانب المصري من تجارب الآخرين، ومدي قدرتنا علي تطبيق نظريات وأساليب نجحت في دول أخري، قد نجد من بينها ما نستطيع الاستعانة به للنهوض بصناعة السينما المصرية».

ونفي «رزق الله» أن يكون جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية، قد رفض أياً من الأفلام المقدمة إليه، مشيراً إلي أن الرقابة تعمل علي تصنيف الأفلام فقط، وأقصي ما قامت به هو اشتراط عرض عدد من الأفلام ضمن عروض خاصة للنقاد والصحفيين، لأنها تري عدم صلاحيتها للعرض العام للجمهور.

وأضاف «رزق الله»: «كان من الممكن تفهم موقف الرقابة من إبداء الملاحظات علي أفلام المهرجان، في حالة عرضها في السينمات، ولكن عروض المهرجان تجري داخل الأوبرا، والجمهور الذي يشاهد هذه النوعية من الأفلام، جمهور واعٍ ومثقف وملتزم، ولا أعتقد أن عرض مشهد عار في فيلم لن يثيره، خاصة أن هذه الأفلام تطرح كاملة علي شبكة الإنترنت، ولا يجد الجمهور المصري صعوبة في الوصول إليها، وأفلام المهرجان قد تتخللها هذه المشاهد بشكل فني، ولكنها ليست أفلام «بورنو» مبتذلة لنتعامل معها بهذا الشكل، وأتمني أن تتنحي الرقابة بعيداً عن المهرجان، خاصة أن أفلامه تحمل قدراً كبيراً من الثقافة وتسهم في فتح مساحة من الوعي».