عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صناعة الأحذية تنهار

الصناعة مهددة بالانقراض
الصناعة مهددة بالانقراض والعمال بالتشرد

لا يخلو شارع أو زقاق أو حارة في منطقة الدرب الأحمر من وجود ورشة أحذية هنا أو هناك ..وبالنظر اليها تشاهد الركود الذي حل بالمهنة، فالعمال جالسون يعملون في صمت والورش خالية من الزبائن، أما أصحاب الورش فقد تركوها للعمال أو أغلقوها بسبب الخسائر التي لحقت بهم، وبين هذا وذاك انهارت الصناعة وتشرد العمال وأصبح مصير الصناعة في «خبر كان».. أزمات طاحنة أدت الى انهيار صناعة الأحذية وتسريح مئات العمال وإغلاق عشرات الورش أهمها إغراق المنتجات الصينية وغزو الأسواق المصرية وارتفاع اسعار مستلزمات الإنتاج وتصدير الجلود الخام للخارج.

«الوفد» قامت بجولة وسط ورش صناعة الأحذية في منطقة الدرب الأحمر ورصدت الأزمة وشكاوي أصحاب الورش والعمال في تلك المهنة ومعرفة مطالبهم.

إبراهيم رمضان صاحب ورشة أحذية في منطقة الدرب الأحمر يقول صناعة الأحذية تعاني من أزمات كثيرة منذ سنوات منها ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج المستوردة التي تأتي من الصين بسبب زيادة الضرائب والجمارك المفروضة عليها وغزو المنتجات الصينية للاسواق المصرية خاصة الأحذية، فالتاجر يفضل المنتج الصيني على المحلي لرخص سعره حتى لو كان أقل في الجودة بالاضافة الى تصدير الجلود المصرية الى إيطاليا وأوروبا وأصبحنا نستورد بدلا منها جلودا رديئة من السودان وترتب على هذه الازمات تسريح كثير من العمالة وتراجع المهنة ويعمل معي في الورشة 15 عاملا بعد ان كانوا حوالي 50 عاملا، حتى العامل أصبح لا يعلم أولاده المهنة التي توارثها عن آبائه وأجداده في وقت ازدهار هذه الصناعة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بل وصل الانهيار في تلك الصناعة في وقتنا الحاضر الى إغلاق كثير من الورش رغم أن أصحابها كانوا ينافسون بقوة في الصناعة وبعضهم اتجه الى مهن أخرى مثل صناعة الملابس وغيرها.

ويطالب إبراهيم الحكومة بوقف تصدير الجلود المصرية وتخفيض الجمارك على مستلزمات الانتاج وان تقوم الدولة بفتح اسواق خارجية حتى نستطيع إنقاذ هذه الصناعة والمنافسة بمنتج عالي الجودة.

ويشير سامي السيد صاحب ورشة الي أن الشغل الجاهز هو سبب الركود في صناعة الأحذية، بالإضافة الي ارتفاع اسعار مستلزمات الإنتاج والإكسسوارات لأنها هي التي تشغل المصانع والورش ولا توجد إمكانيات لتصنيع مستلزمات الإنتاج محليا والدولة مسئولة عن ارتفاع أسعار المستلزمات، ونناشد الحكومة التدخل لوقف النزيف في تلك الصناعة لأن بيوتنا اتخربت والمهنة في خطر ولا نعرف إلى متى تظل الحكومة تترك الصناعة تنهار دون أن تتحرك؟

سيد محمود عامل في إحدى الورش بمنطقة الدرب الأحمر يشتكي من مشقة العمل في تلك المهنة والركود الذي تضرر منه الجميع سواء كانوا أصحاب ورش أو عمالا ويضيف: زمان كنا بنشتغل السنة كلها ودلوقتي بنشتغل ثلاثة شهور في السنة وكان شهر رمضان ودخول المدارس موسما ننتظره بفروغ الصبر.

أما عصام عفيفي وهو رجل في الستينيات من العمر يجلس طوال اليوم من التاسعة صباحا حتى العاشرة مساء فوق كرسي متهالك ليوفر بضعة جنيهات يعود بها في نهاية اليوم لأولاده يقول «عفيفي»: إنه يمر بظروف صعبة ولا يعلم أبناءه المهنة بعد أن كانت صناعة الأحذية أحسن مهنة في الستينيات والسبعينيات ولكن الحال تغير وأصبحنا نستورد خامات رديئة والزبون يقبل على الأحذية الصينية لرخص سعرها والمهنة تنقرض أنا تعلمت المهنة من خالي وكان عمري 9 سنوات وكنا بنعطي الصنعة حقها وكانت جودة المنتج أفضل دلوقتي بنشتغل من بواقي الجلود لأن الجلود الجيدة تصدر للخارج والعمل شاق وأنا مريض بالسكر ولكن الظروف الصعبة تفرض علي تحمل 12 ساعة عمل متواصل دون راحة، طوال اليوم جالس لا أستطيع الحركة حتى أنتهي من تجهيز الشغل المطلوب مني وإلا صاحب العمل يطردني وأنا

مسئول عن أسرة والمهنة بها كثير من المشاكل فلا يوجد أي تأمين على العامل، وسبب الأزمة اللي احنا فيها رجال الأعمال الذين احتكروا الصناعة وموتونا وقطعوا أرزاقنا وحالنا وقف بسببهم كنت بشتغل في ورشة بها 20 عاملا وبسبب الركود الذي حل بصناعة الأحذية أغلقت وتم تسريح العمالة ونحن عمال غلابة أصحاب بيوت ولدينا أولاد ونعاني من غلاء المعيشة وليس لدينا أي مهنة أو صنعة أخري غير صناعة الأحذية التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا.

ويلتقط طرف الحديث أحمد حسن سروجي أحذية في السبعينيات من عمره يأتي يوميا من محافظة الغربية ينتظر القطار منذ السادسة صباحا من أجل لقمة العيش في مهنتة التي تعلمها منذ الصغر من والده يقول كنا زمان ندخر من المرتب وكان فيه بركة دلوقتي العامل لا يكفي احتياجات أسرته وبسبب الاستيراد من الخارج الورش قفلت والصنايعية انقرضوا وأجرة العامل لا تكفي لشراء كيلو لحمة لأن التاجر بيأخذ الشغل من الورش ومش بيدفع ثمنه نقدا في الحال ويسدد ثمن البضاعة بعد شهور وصاحب العمل لا يعطي العامل أجره كاملا واللي عاجبه يشتغل واللي مش عاجبه يمشي انا مسئول عن 9 أولاد وليس لي أي دخل آخر أو مصدر رزق.

وقال حسين منصور مرشح حزب الوفد عن دائرة الخليفة والدرب الأحمر والمقطم إنه لا توجد إحصائيات عن عدد ورش الأحذية في منطقة الدرب الاحمر وتصدير الجلود الخام يقضي على هذه الورش لأن ما يتم تصديره أكثر من 80% من الجلد الخام والباقي يباع بأسعار مرتفعة للغاية، وأيضا مستلزمات الأحذية مرتفعة طبقا للاستيراد والجمارك أما الإغراق بالمنتجات الصينية فهو الذي قضى على تماما على ورش الأحذية في الوقت نفسه استطاعت غرفة صناعة الجلود وشعبة تجارة الجلود أن تدافع عن استمرار تصدير الجلود الخام وأن يبقى السوق المصري مفتوحا للجلود المستوردة مرتفعة الثمن فضلا عن ارتفاع اسعار الجلد المتبقي للسوق المحلي وصاحب الورشة عاجز عن تطويرها وميكنتها طبقا لتعقيد إجراءات القروض واختفاء أي سياسة دعم لأعمال التطوير من الحكومة ويتم تسريح العمالة لتختفي تلك الصنعة ولا تستطيع الحكومة اتخاذ أي اجراءات جادة في مواجهة الإغراق بالمصنوعات الصينية غير الخاضعة للرقابة والمواصفات، وأن قضية دعم الورش الصغيرة وصنايعية الأحذية هي قضية مصيرية في مواجهة الانحياز الحكومي لصالح كبار الرأسمالية المستوردين ودفاعا عن صناعة وطنية كانت تمثل رقما مهما في إجمالي الصادرات المصرية.