رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء تعليم: التكدس الطلابي وراء انتشار الدروس الخصوصية

بوابة الوفد الإلكترونية

"تعددت الأسباب والدرس واحد".. هذا هو حال الطلاب بجميع المراحل التعليمية، فجميعهم يلجأون إلى الدروس الخصوصية مع اختلاف الأسباب.

تكدس الطلاب داخل الفصول وإهمال المعلمين السبب الرئيسي وراء تفشى ظاهرة الدروس الخصوصية، خاصة مع زيادة الخلل في المنظومة التعليمية، حسب خبراء التعليم.

يقول خبراء التعليم أن إصلاح الهيكل الداخلى للمنظومة التعليمية بأكملها يتم عن طريق زيادة عدد الفصول الدراسية لمنع تكدس الطلاب التى يؤدى لصعوبة الفهم، وإعطاء المعلم حقوقه المادية بشكل مناسب لظروفه المعيشية حتى يتمكن من توصيل المعلومة بشكل صحيح ولائق للطالب.

أرجع الدكتور أحمد النمر، نقيب المعلمين سابقاً، انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية إلى سوء الحالة التعليمية بالمجتمع المصري، لافتاً إلى أن المستوى الاقتصادى للبلاد لعب دوراً ريادى فى ذلك التدنى التعليمى.

وأضاف "النمر"، فى تصريحاته لـ"بوابة الوفد"، أن تكدس الطلاب بالفصول المدرسية يؤدى لحالة عامة من اللامبالاه  وعدم تلقى المعلومة من معلمي المدرسة بشكل صحيح، ما يؤدى لسلب الطالب حقه التعليمى لأسباب لا دخل له بها.

 

وأوضح "النمر" أن الحد من الدروس الخصوصية يأتى من خلال مراعاة إعطاء المعلم جميع حقوقه المادية ومساواتهم ببعض الجهات رفيعة المستوى  لتقاضيهم رواتب باهظة الثمن، فضلاً عن القضاء على كثافة الطلاب بالفصول.

واعتبرت فاطمة تبارك، الخبيرة التعليمية، أن السبب الرئيسى للدروس الخصوصية هو إهمال الأم لأولادها وعملها المتواصل خارج المنزل، ما يجعلها تلجأ لتعليم أولادها عبر الدروس، مؤكدة أن التعليم عملية متكاملة وأن الأم هي المعلم الأول.

وأشارت "تبارك"، إلى أن الكتاب المدرسي ذاته بحاجة إلى ثورة شاملة وتغيير كامل وشرح المصطلحات الصعبة، بالإضافة إلى ضرورة مصاحبة المادة لرسوم توضيحية وبيانات وصور وخرائط كي تخلق حالة من الارتباط بين الطالب والكتاب المدرسي، حتى لا يلجأ إلى الكتب الخارجية المساعدة.

 

 وأكدت "تبارك"، أن وزارة التربية والتعليم لا تهتم بالمعلم وأفكاره، مطالبة الوزارة بالاهتمام بالمدرس وإعداده جيداً، لأنه هو الذي يخرج طلبة على مستوى عالي، لافتة إلى أن عدم الاهتمام بالمعلم جعله يتحول إلى آلة ملقنة وليس معلم أجيال.

وناشدت "تبارك"، الوزارة وخبراء التعليم بضرورة التركيز على المحتوى العلمي الذي اختزلوه في عميلة التذكر فقط وليس الفهم، مضيفة أن لابد من التركيز على الاختبارات التكوينية على أن تكون طول العام وليس في نهايته فقط.

وتابعت الخبيرة التعليمية، أن التعليم الالكتروني يعتبر من أزكى وأمهر أنواع التدريس نظرا لعدم وجود منزل دون كمبيوتر أو نت، مؤكدة أن جميع المراحل الدراسية تحتاجه وكل الأطفال يحبون أن يقضوا أكبر وقت في استخدامه.

وأكد رضا مسعد، الخبير التربوى ومساعد وزير التربية والتعليم سابقًا، أن الدروس الخصوصية قصة ثقافية ومجتمعية ظهرت مع بداية السبعينيات، حيث كانت

ثقافة المجتمع المصري لا تسمح بالإفصاح عمن يأخذ تلك الدروس لاعتبارهها عادة خاطئة أخلاقياً.

وأشار "مسعد" إلى أن العملية التعليمية تدهورت بعد تلك الفترة، حيث زادت أعداد الطلاب داخل المدارس، والانحدار فى أداء المعلميين داخل الفصول، فضلاً عن عدم الانضباط الأخلاقى، ما ساعد على انتشار الدروس الخصوصية.

وأوضح "مسعد" أن الآليات التى يجب تطبيقها للحد من الدروس الخصوصية هى  التزام هيئة التدريس بواجبهم نحو طلابهم بالشرح الوافى للمناهج الدراسية، لاسترجاع المدرسة لسابق عهدها محببة للطالب  ليست طاردة له.

وقالت صفاء شلبي، وكيل أول وزارة التربية والتعليم السابقة، إن مشكلة الدروس الخصوصية ليست مشكلة للتعليم الأساسي فقط وإنما للتعليم العالي أيضا، مشيرة إلى أن ولي الأمر هو المتسبب الأول والأخير في تلك الظاهرة فتقاعسوا عن دوره الرئيسي في المنزل.

وأضافت "شلبي"، أن ولي الأمر يتباهى بغلاء سعر المعلم الذي يدرس لابنه درس خصوصي، ما يجعل المدرسين يرفعون أسعار دروسهم، مبينة أنهم فى حال استغلال الطلاب الوقت الذي يحضرون فيه دروسهم الخصوصية في المذاكرة فإنهم سيوفرو مجهودهم وأموالهم.

وطالبت "شلبي"، وزارة التعليم بتقديم نماذج جيدة ومختلفة للتعليم الحكومى، من خلال تدعيم المدارس بأجهزة الكمبيوتر، مناشدة المعلمين برفع ثقافتهم العلمية، لأن الطلاب أصبحوا منفتحين على العالم الخارجي.

وذكر الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، أن ظاهرة الدروس الخصوصية لم تكن معروفة في الستينيات وبدأت ظهورها فى منتصف السبعينات، لافتاً إلى أن تلك الظاهرة تفشت فى المجتمع المصرى لعدة أسباب تتمثل فى قله الإنفاق على التعليم بالمدارس على مختلف مستواياتها.

وأضاف "مغيث" أن ضعف كفاءة المعلميين فى توصيل المعلومة للطالب بسهولة ويسر يجعل الطالب تحت رحمة الدروس، مبيناً أنه بذلك يصبح للمدرس الأولوية لتدعيم فكرة الدرس الخصوصى  لغرضه الشخصى لتحسين مستوى دخله.