رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نوبل لا تزال قادرة على إدهاش الأوساط الأديبة في العالم

الكاتبة البيلاروسية
الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا

يرى البعض أن هناك عاصفة من الاستغراب تجتاح العالم لفوز الصحفية البيلاروسية سفيتلانا أليكيسيفيش بجائزة نوبل لهذا العام 2015، يقولون: إن رواياتها قليلة وغير مدهشة، وكتاباتها الصحفية غير مسيسة، وأن فوزها يعد استمرارا فى تسييس نوبل، فكل كتابات الفائزة هى تحقيقات تعتبر توصيفاً صحفياً قامت بها مع أسر ضحايا قتلى روس فى أفغانستان، حيث إنها تدين الحروب والمذابح والقمع، وتعتبر أن تاريخ الإنسان السوفيتى عموماً تاريخ مقبرة جماعية سواء قبل تفككه أو بعده، بينما اختلط الأمر على البعض فور إعلان النتيجة متصورين أن المجد عاد ليداعب الدب الروسى وأن هذا الفوز سوف يضع بوشكين وتولستوى ومكسيم جوركى وديستوفكى وأنطون تشيخوف وغيرهم من القامات الأدبية الروسية على طاولة اهتمام العالم من جديد، غير مقدرين الهوة الكبيرة بين روسيا ودول شرق أوروبا التى منها بيلا روسيا حيث تنتمى الفائزة، وأنه فى المجمل العام هذه الدول تبحث عن هوية تخصها وحدها، بعدما حاولت روسيا على مر السنين طمس هوية الدول المجاورة مثل: بيلا روسيا وأكرانيا.

بشكل عام مازال القائمون على نوبل قادرين على إدهاشنا، فالجائزة هذا العام لم تمنح على أى فرع فى الأدب، مثل الرواية أو الشعر، أو حتى القصة القصيرة، مثلما حدث فى عام 2013 حيث فازت آليس مونرو الكاتبة الكندية، والتى تكتب القصة القصيرة، حيث اعتبرت وقتها لجنة منح الجائزة أن القصص القصيرة التي تؤلفها الكاتبة هي من بين الأفضل، أما جائزة هذا العام فكانت عن مجمل الكتابات الصحفية للفائزة.

أعلنت سارة دانيوس رئيسة الأكاديمية السويدية عن فوز الكاتبة والصحفية البيلاروسية سفيتلانا أليكيسيفيش بجائزة نوبل للآداب لعام 2015، وكانت الأكاديمية قد اختارت قائمة الأسماء المرشحة الأوفر حظاً لنيل الجائزة في مايو الماضى، من بين 220 مرشحاً، وهم الكاتبة والصحفية البيلاروسية سفيتلانا أليكسيفيتش الفائزة بالجائزة، واليابانى هاروكى موراكامى، والكاتب المسرحي النرويجى نجوجى واثيونج، والكاتبة الأمريكية جويس كارول اوتس، والروائى الأمريكى فيليب روث، والكاتب الأيرلندى جون بانفيل، والكاتبة المصرية نوال السعداوى، وكان قد فاز بالجائزة العام الماضى الكاتب الفرنسى باتريك موديانو، وجائزة نوبل في الآداب هي رابع جوائز نوبل التي تعلن هذا العام، وتصل قيمتها إلى 8 ملايين كرونة، أو ما يعادل 972 ألف دولار.

وجاء فى بيان الجائزة أن الأكاديمية الأديبة ألكسيفيتش منحت الجائزة عن كتاباتها متعددة الأصوات التي تمثل معلما للمعاناة والشجاعة في زماننا، وأن أليكسيفيتش، البالغة من العمر 67 عاما، استخدمت مهاراتها في خلق تأريخ أدبي للمآسي الكبيرة التي واجهها الاتحاد السوفيتي وانهياره، مثل الحرب العالمية الثانية والحرب السوفيتية في أفغانستان وكارثة تشرنوبل النووية وحالات الانتحار التي نجمت عن موت الشيوعية.

وكانت الكاتبة البيلاروسية نشرت أول رواية لها عام 1985، معتمدة فيها على روايات لم يسبق سردها لنساء خضن القتال ضد ألمانيا النازية، وقد بيع من هذه الرواية التي حملت عنوان «الوجه غير الأنثوي للحرب»، أكثر من مليون نسخة، وتم توزيع ونشر رواياتها في 19 دولة، وإلى جانب الرواية، وضعت أليكسيفيتش 3 مسرحيات، بالإضافة إلى سيناريوهات لواحد وعشرين فيلماً وثائقياً.

ورغم كل ما رافق الجائزة من شكوك طوال الأعوام الماضية، ستظل «نوبل» هى الأشهر والأهم بين جميع الجوائز التى تمنح فى العالم فى الأدب وفى كل فروعه، كما أنها الوحيدة التى يمكنها أن تفتح الباب على مصراعيه لأى أدب وتلفت النظر إليه، وهو ما نرى أنه سوف ينعم به الأدب البيلاروسى فى الفترة القادمة.

روسيا البيضاء أو بيلاروسيا دولة داخلية في أوروبا الشرقية تحدها روسيا إلى الشمال الشرقي وأوكرانيا إلى الجنوب وبولندا إلى الغرب وليتوانيا ولاتفيا إلى الشمال الغربي. عاصمتها مينسك ومن المدن الرئيسية الأخرى بريست وغرودنو وغوميل وموغيلوف وفيتيبسك، تشكل الغابات 40% من مساحة البلاد البالغة 207.600 كم2، أقوى قطاعاتها الاقتصادية هي الزراعة والصناعة.

حتى القرن العشرين، افتقرت بيلاروسيا الفرصة لخلق هوية وطنية مميزة لعدة قرون بسبب خضوع أراضيها لدول عدة مختلفة عرقياً، ثم تشكلت الجمهورية البيلاروسية الشعبية 1919 وما لبثت أن أصبحت إحدى الجمهوريات المكونة للاتحاد السوفيتي تحت اسم جمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفيتية.

تضررت البلاد بشدة جراء الحرب العالمية الثانية حيث فقدت خلالها روسيا البيضاء نحو ثلث السكان وأكثر من نصف مواردها الاقتصادية ثم أعيد بناء الجمهورية في سنوات ما بعد الحرب، وأصبحت جمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفيتية عضوًا مؤسسًا للأمم المتحدة جنبًا إلى جنب مع الاتحاد السوفيتي وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أعلن الاستقلال في 25 أغسطس 1991، اللغتان الرسميتان في البلاد هما: البيلاروسية والروسية وتم ذلك من خلال استفتاء شعبي في عام 1995، ليعلن دستور روسيا البيضاء الدين الرسمي، على الرغم من أن الدين الرئيسي في البلاد هو المسيحية الأرثوذكسية الروسية، ثاني الأديان بعد المسيحية الكاثوليكية بعدد أتباع أقل بكثير ولكن يتم احترام عيدي الفصح والميلاد رسميًا وتعتبر أعيادًا رسمية.

تستمد التسمية بيلاروسيا من المصطلح «روسيا البيضاء»، وتوجد عدة فرضيات حول أصل التسمية، حيث يصف الاسم المنطقة المغطاة بالثلوج في شرق أوروبا والمسكونة من قبل الشعب السلافي كمنطقة جميلة وحرة كنقيض للمنطقة الليتوانية «روثينيا السوداء»، وقد يكون للملابس البيضاء التي كان السلافيون يرتدونها دور في التسمية وفقًا لنظرية أخرى.

وإذا ما حاولنا البحث حول الأدب البيلاروسى وجدناه مازال أمامه وقت طويل حتى يستطيع المنافسة على الساحة الأدبية العالمية، ولكن مما لا

شك فيه أن فوز الكاتبة والصحفية البيلاروسية سفيتلانا أليكيسيفيش بجائزة نوبل للآداب لهذا العام سوف يضع هذا الأدب على بداية الطريق الصحيح.

بدأ الأدب البيلاروسي مع الكتابات الدينية بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر، يمثله شعر سيريل التورافي من القرن الثاني عشر، وبحلول القرن السادس عشر ترجم فرانسيسك سكارينا المقيم بولوتسك الكتاب المقدس إلى البلاروسية ونشر في براغ وفيلنيوس بين عامي 1517 و1525 مما يجعله أول كتاب طبع في بيلاروسيا أو في أي مكان في أوروبا الشرقية، ثم بدأت المرحلة الحديثة من الأدب البيلاروسي في أواخر القرن التاسع عشر، حيث كتب العديد من الكتاب البيلاروس البارزين في ذلك الوقت، مثل: أولادزيمير زيلكا وكازيمير سفاياك وياكوب كولاس وجميتروك بيادولا ومكسيم هاريتسكي لصحيفة باللغة البلاروسية يطلق عليها «ناشا نيفاو» التى نشرت في فيلنيوس.

بعد ضم بلاروسيا إلى الاتحاد السوفيتي، فإن الحكومة السوفيتية سيطرت على الشئون الثقافية للجمهورية، فكان التطور الحرفى الأدب مقصوراً فقط على الأراضي التى كانت تحت السيطرة البولندية، حتى سيطر عليها السوفييت أيضاً في عام 1939، ونفي العديد من الشعراء والكتاب بعد الاحتلال النازي لبلاروسيا، ولم يعودوا حتى ستينيات القرن العشرين، ثم ظهرت آخر محاولات إحياء ماضي الأدب البيلاروسي في الستينيات من خلال روايات فاسيل بيكاف وأولادزيمير كاراتكييفيتش.

أما عن الموسيقى فى بيلا روسيا ففي القرن السابع عشر، ألف الملحن البولندي ستانيسلاف مونيوستشكو أوبرا قطعًا موسيقية خلال إقامته في مينسك، كما عمل مع الشاعر البلاروسي فينتسنت دونين- مارتسنكيفيتش وألف أوبرا سيالانكا «المرأة الفلاحة»، وفي نهاية القرن التاسع عشر، شكلت المدن البلاروسية الكبرى الأوبرا الخاصة بها وشركات الباليه، فألف كروشنر الباليه العندليب خلال الحقبة السوفيتية، وأصبح أول باليه بلاروسي يعرض في مسرح باليه بولشوي الأكاديمي الوطني في مينسك، ثم تركزت الموسيقى على معاناة الشعب، البلاروسي أو على أولئك الذين حملوا السلاح دفاعًا عن الوطن بعد الحرب الوطنية العظمى، وخلال هذه الفترة، عمل بوغاتيريوف، مؤلف أوبرا في بولسيه الغابة العذراء، كموجه للملحنين البلاروس.

منح المسرح الأكاديمي الوطني للباليه في مينسك جائزة «بنوا دو لا دانس» في عام 1996 لكونها أفضل شركة باليه في العالم، وازدادت شعبية موسيقى الروك في السنوات الأخيرة، رغم أن الحكومة البيلاروسية حاولت الحد من كمية الموسيقى الأجنبية التي تبث على الإذاعات لصالح الموسيقى البلاروسية التقليدية، منذ عام 2004، كذلك أرسلت بلاروسيا فنانين لمسابقة الأغنية الأوروبية طوال الأعوام السابقة.

كما ترعى الحكومة البلاروسية مهرجانات ثقافية سنوية مثل بازار سلافيانسكي في فيتيبسك الذي يستقطب الفنانين والكتاب والموسيقيين والممثلين البلاروس.

أهم العطل الرسمية في الدولة عيد الاستقلال وعيد النصر، حيث تجتذب الاحتفالات حشودًا كبيرة وغالبًا ما تشمل عروض الألعاب النارية والعروض العسكرية، وخاصة في فيتيبسك ومينسك، وتشجع وزارة التمويل الثقافي الفنون والثقافة البلاروسية داخل وخارج البلاد.

ينبثق اللباس التقليدي البلاروسي من المناخ البارد فإن الملابس عادة ما تصنع من الصوف أو الكتان للحفاظ على دفء الجسم مزينة بأنماط مزخرفة متأثرة بالثقافات المجاورة مثل: بولندا وليتوانيا ولاتفيا وروسيا ودول أوروبية أخرى، بحيث طورت كل منطقة من مناطق الدولة أنماط تصاميم معينة، وتستخدم حاليًا بعض أنماط الزينة المستخدمة في بعض الثياب في أوقات سابقة لتزيين رافع راية العلم الوطني البيلاروسي، الذي اعتمد في استفتاء مثير للجدل في عام 1995.

من أهم أثار الجمهورية المسرح المحلي في غوملتمتلك ببلاروسيا، وينقسم إلى أربعة مواقع تدخل ضمن التراث العالمي هى مجمع قلعة مير، وقلعة نسيفيتز، وبيلوفيدزكايا بوشكا، المشتركة مع بولندا، وقوس ستروفه الجيوديسي المشتركة أيضاً مع تسع دول أخرى.