حكاية إذاعة أول بيان

كان أول بيان حقيقي أو معبر عما حدث على أرض المعركة وعبور قواتنا المسلحة قناة السويس ومهاجمة العدو الاسرائيلي المحتل على أرض سيناء.

في تمام الساعة الواحدة من ظهر السادس من أكوبر، توجه مندوب رفيع المستوى من وزارة الدفاع الى مقر الاذاعة المصرية حيث كان يحمل خطاباً مهماً كتب عليه «سري للغاية».

كان هذا الخطاب هو أول بيان سيتم اذاعته في الثانية وعشر دقائق بعد انطلاق الضربة الجوية بخمس دقائق، ولم يعرف أحد من الحضور سواء مدير الاذاعة أو المذيعون ولا المخرجين شيئاً عن محتوى الخطاب، لكنهم عرفوا ان هناك أمراً مهماً وخطيراً على وشك الحدوث.

وانتظر المندوب على أحر من الجمر، والدقائق تمر عليه وكأنها ساعات وهو ممسك بالخطاب المغلق الذي لا يعرف محتواه حتى المذيع الذي سيلقيه، وبعد أن عبرت القوات الجوية بـ 220 طائرة بموجة كاسحة لـ «شط» القناة في تمام الثانية وخمس دقائق تلقى الرجل اتصالاً من اللواء حسن الجريدلي من داخل غرفة عمليات القوات المسلحة حاملاً الإذن باذاعة البيان.

كان اللواء الجريدلي، يشغل منصب سكرتير عام وزارة الدفاع، وهو ما يوازي حالياً أمين عام وزارة الدفاع، وبعد الاتصال انفرجت أسارير المندوب، وسلم البيان لرئيس الاذاعة واشترط أن يسلمه له داخل الاستوديو وكان الدكتور عبد القادر حاتم وزير الاعلام يتابع الموقف هاتفياً حتى لا يكشف تواجده الموقف.

وكان البيان يحمل خداعاً للقوى العالمية بادعاء أن اسرائيل هي البادئة لتأجيل تدخل القوى الدولية مبكراً بمجريات الأمور.

واللواء حسن الجريدلي تولى رئاسة هيئة العمليات من اللواء الجمسي الذي تولى رئاسة الاركان عقب اقالة الفريق سعد الدين الشاذلي الذي كان يشغل منصب رئيس اركان القوات المسلحة وقت حرب أكتوبر.

البيان كان بصوت الاذاعي الكبير الراحل صبري سلامة.