رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التدخل الروسى فى سوريا.. بين الـ"فخ" وفرض النفوذ

بوتين وأوباما
بوتين وأوباما

تداخلت فى المشهد السورى عدة معطيات مثيرة للتساؤل .. أولها التدخل الروسى المباشر فى سوريا وإعلانها دعم قوات الأسد ومكافحة داعش فى هذا التوقيت، بعد 5 سنوات من اشتعال الحرب الدائرة هناك، والثانى موافقة واشنطن على التنسيق مع الجانب الروسى بشأن الضربات الجوية فى سوريا، بالرغم من أن الولايات المتحدة كان لها الريادة فى إطلاق التحالف الدولى بقيادتها ضد داعش فى سوريا والعراق.

 

بوتن يعلن أهداف مشروعة حيال سوريا  

 

ظهر تحول فى موقف روسيا تجاه سوريا، بدى واضحا من إصرار بوتين على شن غارات جوية من جانب واحد ضد معاقل المتشددين فى سوريا،  فى ظل إحجام واشنطن عن الرد على طلب روسيا، ثم سير الأمور فى اتجاه التنسيق بين واشنطن وموسكو فى سوريا بشأن الضربات الجوية لتفادى النزاعات بين قوات التحالف وقوات روسيا فى المجال الجوى السورى.

 

من جانبه، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن السبب وراء التدخل فى سوريا هو التصدى للأفراد العائدين لروسيا بعد إنضمامهم لداعش فى الأراضى السورية "قبل أن تطىء أقدامهم الأراضى الروسية".

 

وأكد أن روسيا ستهدف من خلال العملية فى سوريا إلى دعم قوات بشار الأسد فى مواجهة المتطرفين عن طريق مركز تنسيقى مقره بغداد يضم جميع الأطراف المعنية بالشأن السورى.

 

سوريا تحل مكان أمريكا فى المنطقة

 

من اللافت للأنظار أن الرئيس الأمريكى والروسى وضعا خلافاتهما التى ظهرت جليا فى العامين السابقين بشأن أوكرانيا لتوحيد الجهود حول سوريا، وبالفعل أجريا اجتماع على هامش مؤتمرات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولكن السؤال هل تسمح واشنطن بتمدد نفوذ موسكو فى سوريا، بعدما كانت هى المسيطر الأوحد على زمام الأمور فى تلك المنطقة والبلدان المجاورة وإستسلام واشنطن للأمر الواقع بأن روسيا أصبح لها أيادى ممتدة فى أنحاء المنطقة جميعا، خاصة بعد توطد العلاقات مع مصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.

 

ويعتبر أساس الخلاف القائم بين أوباما وبوتين حول سوريا هو الرئيس بشار الأسد، بحيث يراه أوباما قاتل الأطفال ومؤجج الصراع الطائفى، فيما يراه بوتن أفضل البدائل السيئة للخروج من الأزمة السورية لبر الأمان.

 

أسرار ونوايا وراء التدخل فى سوريا

 

وإعتبر محللين سياسيين أن سر تدخل روسيا فى الشأن

السورى فى هذا التوقيت هو أن روسيا تريد إستعادة دورها فى المنطقة بعد إنهيار الإتحاد السوفييتى فى تسعينات القرن الماضى، وأن بوتن يسعى لبناء "روسيا قوية جديدة"، بحسب الكاتب ليون أرون فى مجلة فورين بوليسى الأمريكية، مضيفا أن القادة الأمريكيين والغربيين فى حيرة من إقدام بوتن على تنفيذ خطوات فعلية على المسرح الدولى.

 

ووفقا لرأى أخر، رأى المحلل الأمريكى ديفيد روثوكوبث فى مجلة فورين بوليسى الأمريكية، أن تدخل روسيا فى ذلك التوقيت وفى ظل تردد أوباما بشأن تدخل روسيا العسكرى، يوضح إنسحاب أوباما من الشرق الأوسط تدريجيا وإفساح الطريق لأداء اللاعب الروسى فى المنطقة، وذلك يفسر أمر التنسيق المشترك بين الطرفين بشأن سوريا.

 

من جهة أخرى، أرجع محللين متخصصين بشأن الشرق الأوسط التدخل الروسى فى سوريا إلى أنه "شرك" مهدته أمريكا لروسيا لإيقاعها فى أكثر المناطق الملتهبة سياسيا وإستراتيجيا، لتنفيذ حربا بالوكالة عن أمريكا ضد روسيا التى قد يقع من قواتها أعدادا كبيرة إذا إتجهت لفكرة التدخل البرى، ولكن تلك الحرب قد تؤدى إلى "كارثة" تعيد إلى الأذهان فترة الحرب الباردة بين أمريكا والإتحاد السوفيتى قبل إنهياره، حسبما ذكرت مجلة إيكونوميست البريطانيبة.  

 

وبما إن الغارات الروسية على سوريا مازالت فى بداياتها، فما زال أمام المجتمع الدولى طريق طويل حتى تصل إلى سر إندفاع روسيا نحو سوريا، وتأييد بقاء الأسد فى الحكم وظهور الولايات المتحدة فى دور هامشى إزاء ذلك الموقف.