رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غاب النجوم.. وأبطال العشوائيات يحتلون سينما العيد

بوابة الوفد الإلكترونية

أين اختفى نجوم السينما؟! سؤال يطرح نفسه كثيراً مع قدوم أي موسم سينمائي.. بات غياب الكبار ظاهرة ملموسة ومحسوسة.. البعض يرى أن نجوم السينما هجروها واكتفوا بالدراما التليفزيونية.. كريم عبد العزيز، أحمد السقا، أحمد حلمي، منى زكي، أحمد مكي، وجوه اعتاد الجمهور أن يري اعمالها على شاشة السينما ولكن مؤخراً، استقر هؤلاء النجوم على شاشة الدراما التليفزيونية.. ويعد النجم أحمد حلمي هو الاستثناء الوحيد بين هذه الاسماء، فقد فضل الغياب والابتعاد عن السينما والتليفزيون في وقت واحد، البعض يفسر الأمر على أنه عائد الى حالته الصحية والظروف التي مر بها العام الماضي والبعض يرى أنه اكتفى بالمشاركة في برنامج ذائع الصيت وقرر التفرغ للانتاج الفني.. بكل المقاييس غياب النجوم ظاهرة تبحث عن تفسير.. ولو قمنا بجولة في دور العرض سوف نجد الآتي:

فيلم «أهواك» بطولة تامر حسني وغادة عادل ومحمود حميدة ويتوقع له انتقادات يحقق ايرادات كبيرة بسبب شعبية تامر حسني ونجومية غادة عادل.. وفيلم «عيال حريفة» ويشارك في بطولته الراقصة صافيناز، ومحمد لطفي وانتصار، محمود الليثي، سعد الصغير ويعتمد الفيلم في فكرته على انسان فاشل تدفعه الظروف للعمل كمدرب لفريق كرة قدم نسائي وقد يحقق هذا الفيلم ايرادات لأنه يعتمد على توليفة السبكية التجارية، هناك ايضاً فيلم بعنوان «4 كوتشينة» بطولة أوكا واورتيجا وشحتة كاريكا ومن يتأمل هذه الاعمال التي تملأ دور العرض السينمائي يكتشف ان نجوم السينما الحقيقيين غائبون عن الساحة وأن السينما أصبحت في ايدي هواة.

في الموضوع تحدث المخرج الكبير محمد فاضل قائلا: غياب الدولة عن الانتاج هو السبب.. حضور الدولة في أي شىء يحدث حالة من التوازن والمنتج الفرد دائما تحاصره المخاوف والشكوك لأن الفرد يخاف من شبح الخسارة لذا يراهن دائما على تقديم اعمال تحمل مواصفات النجاح التجاري.. وقد شاهدنا في السنوات الماضية أعمالاً كثيرة لا تقدم فناً حقيقياً ولكنها تنجح في جذب الجمهور لأنها رفعت لافتة مكتوباً عليها «الجمهور عاوز كده» والمبدع الحقيقي هو الذي يجر المشاهد الى منطقة غنية بالفكر والابداع. مؤخراً سيطر الشكل التجاري الذي يضمن معه المنتج جني أكبر قدر من الايرادات والمكاسب، لذا تجد الاعمال التي تحتل دور العرض لا ترقى الى مرتبة السينما الجادة تلك السينما التي تقدم رسالة غنية المحتوى ولا تراهن على الايرادات فقط.. بالمناسبة السينما التي تقدم رسالة في احيان كثيرة تكسب احترام الجمهور والنقاد وفي الوقت نفسه تحقق ايرادات كبيرة.. باختصار يجب أن تعود الدولة الى الانتاج حتى نضمن تقديم اعمال جيدة وتجد الكبار حاضرين.. ففي الفترة الأخيرة شهدت الساحة السينمائية اعمالاً تولي بطولتها نجوم كبار لكنها لم تحصد ايرادات تذكر.. أتمنى أن تعود الدولة للانتاج حتى يحدث توازن.

ويعلق الناقد طارق الشناوي على غياب الكبار قائلا: أحمد السقا لا يعد من الغائبين لأنه كان حاضراً العام الماضي من خلال الجزء الثاني لفيلم «الجزيرة» وقد حقق ايرادات مرتفعة جداً لأنه ضم الراحل خالد صالح وهند صبري والمخرج شريف عرفة.. ويواصل الشناوي حديثه وأتصور أن غياب احمد حلمي سببه الوحيد ظروفه الصحية وتأسيسه لشركة انتاج يتولى من خلالها انتاج أعمال فنية مهمة.. ولكن اظن أن غياب «حلمي» لن يدوم طويلاً لأنه فنان زكي ويحظى بنجومية كبيرة.. وغيابه مؤلم بالنسبة له، ولكن السؤال

الذي يجب ان يطرح في هذا الموضوع هو لماذا يغيب عادل إمام فقد تجاوز غيابه الـ 6 سنوات ولكن الاجابة الطبيعية والمنطقية هي ان الدراما التليفزيونية تضمن أجراً أكبر.. ولذا يفضل الزعيم الرهان على الحضور في الدراما التليفزيونية.

ويقول الفنان الكبير عزت أبو عوف: لا أتصور أن غياب النجوم بمحض ارادتهم.. المسألة باختصار أن الحفاظ على النجومية أمر صعب ويستحق بذل الجهد.. يظل النجم في حالة قلق بحثاً عن ورق جيد يرضيه ويمثل اضافة في مشواره الفني.. ولا تلوم النجوم على الغياب فقد تغير ذوق الجمهور في الفترة الأخيرة بسبب ظروف الشحن السياسي وأصبح الجمهور متعطشاً لفيلم خفيف يدخل عليه السعادة ولا يكلفه عبء التفكير.. ولكن كفنان أرجو أن يعود الكبار لأن حضورهم يحدث حالة من التوازن والتنوع، بالمناسبة جمهور العيد مختلف عن جمهور السينما في الأيام العادية فهو يبحث عن فيلم خفيف، ويجب الاشارة الى أن غياب النجوم سببه الرئيسي حالة الكساد التي تسيطر على حال السينما وعدم وجود نصوص تحمل أفكاراً جيدة.. كل الشواهد تؤكد أن حال السينما المصرية بات سيئا وليس جاذباً لكيانات انتاجية كبيرة.. وأكبر دليل على ذلك اننا كل عام نجد صعوبة بالغة في ترشيح فيلم للمشاركة في الاوسكار.. وهذا يؤكد أن الانتاج ضعيف من حيث الكم والكيف.. الحل الوحيد هو كما يري النقاد أن تعود الرقابة الى ممارسة عملها بشكل محايد بعيداً عن الميول والأهواء وأن تسمح بعرض الأفضل وتستبعد السيئ.. وأن يبذل النجوم جهداً كبيراً في البحث عن أعمال تليق بأسمائهم وتمثل اضافة لمشوارهم الفني.. هجرة النجوم الى الدراما التليفزيونية أمر خطير وقد انعكس على حال السينما المصرية.. لأن النجم يستغرق عاماً كاملاً في تصوير المسلسل وهذا لا يمنحه فرصة للتفكير في عمل سينمائى.. لذا يجب أن يوازن الكبار بين حضورهم في السينما ووجودهم على شاشة الدراما التليفزيونية.. فمن المستحيل أن تستمر صناعة تخلى عنها أبطالها ومن المستحيل أن ننافس في المهرجانات السينمائية الكبري بأعمال يقوم ببطولتها «أوكا وأورتيجا» أتصور أن وزير الثقافة مطالب بدعم السينما وتسهيل مهمة شركات الانتاج حتى تعود شهيتهم للانتاج والرهان على شباك التذاكر بأعمال جادة.