عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أطفال الربيع العربي جراح في الشوارع وأحزان في المخيمات

بوابة الوفد الإلكترونية

قبل بزوغ شمس ثورات الربيع العربي، كان للعيد مذاق مختلف عن براعم واطفال بل شباب وشيوخ المنطقة، وما ان تحولت شمس الثورات إلى غيوم مصحوبة بالعنف وسماء ملبدة بالميليشيات الدموية وأرض مفخخة ومنازل مدمرة وعائلات مشردة، حتى طغت جراحنا واحزاننا على أفراحنا، واختلفت مظاهر احتفال أطفالنا بالعيد، وبخاصة المحاصرون في أرض القتال والعالقين على الحدود والمكدسين في مخيمات اللاجئين، كل هؤلاء يفترسهم الفزع في مضاجعهم وينتظرهم المجهول صبيحة كل يوم.

في ليبيا وسوريا واليمن والعراق وفلسطين ملايين الأطفال العرب يغردون خارج اطار الزمن، لا يملكون من ارادتهم شيئا ولا يعرفون للافراح والاعياد سبيلا، فالمشهد اليومي لا يكاد يخلو من طوابير الأطفال المهاجرة والعالقة خلف الأسوار والبراءة المغتالة في شوارع المدينة وازقة الحواري على مسمع ومرأى من العالم، وفي هذا الملف نلقي الضوء على الجانب المنسي الذي خلفته رياح الربيع العربي في العديد من المناطق المنكوبة، تلك الرياح العاتية التي جعلتهم غرباء ليس فقط في بلدان المهجر ومخيمات الدول المضيفة، بل أيضا هم غرباء داخل أوطانهم.

 

مخيمات المنكوبين لا تعرف فرحة العيد

في المخيمات المنتشرة شرقا وغربا يقبع الآلاف المؤلفة من اللاجئين السوريين وغيرهم من العرب والمسلمين ممن تركوا ديارهم وهاجروا إلى بلاد إما شقيقة أو غريبة هربا من ويلات الحروب والنزاعات، ويتذكر إخواننا المنكوبون ذكرياتهم السعيدة مع أسرهم وأطفالهم هذه المناسبة التى كانوا يقيمونها بكل فرح وحب فى أوطانهم وبيوتهم، أما الآن وقد تغير المشهد إلى خيمة ومعونات وضيق فى سبل الحياة يفقتدون ويتحسرون على ما تركوه وراءهم من ذكريات.

ويواجه هؤلاء اللاجئون والمهاجرون العديد من التحديات بشكل يومى وخاصة ممن يقيمون فى معسكرات للإيواء فى الدول المضيفة، وترصد هذه التحديات جمعيات المجتمع المدنى التى تساعد مفوضية اللاجئين للأمم المتحدة ممن يتعاملون مع احتياجات هؤلاء اللاجئين، كما يرصدها الباحثون فى أحوالهم المعيشية والاجتماعية والنفسية، وتتمثل هذه التحيات فيما يلى:

الماء النظيف

يواجه اللاجئون معاناة الحصول على مياه نظيفة فى بعض مناطق الإيواء مثل المعسكرات فى الأردن، حيث تعد من البلاد التى تعاني فقرا مائيا منذ البادية دون لاجئين، أما الآن مع ازدياد الأعداد أصبح هناك ضغط كبير على الجهاز والنظام الفنى المسئول عن توفير المياه، حيث يصل عدد المرات التى يذهب فيها اللاجئ لحصول على مياه نظيفة يقوم بملئها يوميا لأكثر من ست مرات خاصة عندما تكون عائلة، يقف فيها الفرد وقتا طويلا فى صف أطول ممتد، تنشب على إثره المشاجرات بين المنتظرين للحصول على المياه فقط.

توفير وجبة ساخنة

تأخذ العائلات التى تعيش فى المخيمات منحا وكروتا للطعام يتم صرفها من مفوضية اللاجئين، حتى يمنكهم صرفها فى المحال المتنقلة فى المخيمات والتى تستغرق رحلة الوصول إليها أكثر من نصف ساعة مع الانتظار أيضاً فى صفوف لا تنتنهى، يشترون فيها المعلبات والأكلات المجففة والأرز والفول والخبز، حيث لا توجد ثلاجات أو كرافانات يمنكهم حفظ الطعام والخضروات والفاكهة الطازجة فيها، وتتوافر فى بعض الأحيان أدوات المطبخ التى يمكن للنساء الاستعانة بها لإعداد وجبة ساخنة لأسرتها، ولكنه امرا غير مستديم يعتمد على توافر التبرعات والمساعدات من أهل الخير والجمعيات، التى تمنح كل عائلة فى بعض الأحيان 30 دولارا يشمل الأرز والشاى والزيت والخبز يكفيهم لمدة شهر.

مأوى آمن ذو سقف

إن المأوى الأمن من أساسيات الحياة، وكل إنسان بحاجة إلى مكان آمن ينام فيه ويحميه من التغيرات الجوية والمناخية، وتعيش عائلات اللاجئين فى أماكن مختلفة ومختلفة وفقيرة فى التجهيزات لضمان حياة كريمة، وعادة تكون اماكن إقامتهم على شكل مخيمات يتم منحها إليهم فور وصولهم من مفوضية اللاجئين، وإذا كان لديهم بعض المال فيمكنهم ان يقيموا فى كارافانات أو حجرات معدنية جاهزة إلا أنها بدون سقف آمن أيضا يقيهم برد الشتاء ومياه الأمطار، وهو الفصل الذى تزداد فيه التحديات حيث تقتلع الرياح والهواء هذه الخيام وتدخل مياه المطار إلى الخيم فلا تعود صالحة للإقامة والنوم فيها، أما فى لبنان فوصل الحال ببعض اللاجئين إلى إستئجار حظائر الأبقار والدواجن للإقامة فيها، وبعض الحجرات تكون 10 إلى 12 قدماً تسع أسرة كاملة يمكن ان يصل عددها إلى 10 أفراد.

بيت دافىء ينار بالكهرباء

كما ذكرت تزداد معاناة اللاجئين مع دخول فصل الشتاء مع عدم توافر البطاطين وغطية الكافية والملابس والمدافئ التى تقيهم برد الشتاء القارس، ففى بعض المعسكرات تتوافر الكهرباء لمدة ساعة واحدة على مرور اليوم، ولذلك تستبدلها العائلات بإشعال النيران للتدفئة أو بالمدافىء التى تدار بالجاز، وتجازف الأسر باستخدامهم للنيران حيث لا يملك الكثير من بينهم تكاليف المدفأة التى تدار حتى بالجاز.

العودة إلى المدرسة

يمثل الأطفال 68% من مجموع اللاجئين السوريين والذين تتراوح اعمارهم ما بين 6 و20 سنة، فقدوا وخلفوا وراءهم سنوات من الدراسة فى سوريا سواء فى المدارس أو الجامعات، ويصعب على من يقيمون خارج المعسكرات الالتحاق بالفصول الدراسية التى تخصصها الجمعيات الأهلية على فترتين فى بعض الأحيان، نظرا لبعد المسافة بين المخيم ومكان إقامة العائلة خارجه فتحتاج إلى مواصلات مكلفة، أو لتكون فوبيا الخوف وعدم الأمان على أطفالهم وخاصة البنات.

القدرة على إيجاد عمل:

إن بناء حياة جديدة تحت سماء جديدة لعائلتك هو أمر ليس سهلا، فما بالكم فى حالة التشرد والضياع التى يعيشها اللاجئون فى المخيمات والبلدان المختلفة، بالإضافة إلى القوانين المحلية فى هذه البلدان التى يمكن أن تمنع ذوى الجنسيات الأجنبية من تصاريح العمل بشكل رسمى على أراضيها.

وبناء عليه يقوم الرجال وحتى النساء والأطفال بالقيام ببعض العمال التطوعية أو لصالح المقيمين فى المخيم للحصول على بعض المال القليل لسد احتياجات عائلاتهم التى تستأجر مكانا بسيطا للإقامة فيه.

زينب الدربى

4000 طفل تضرروا نفسياً من حرب الميليشيات

أطفال ليبيا ألعابهم «عدائية»

ذكرت مجلة «ذا إيكونوميست» البريطانية أن ثورات الربيع العربي قد أثرت بالسلب على الصحة النفسية للأطفال. وقالت المجلة - في تعليق نشرته على موقعها الإلكتروني – إنها رصدت ظهور أعراض لأضرار نفسية على نحو 4000 طفل في ليبيا ممن تشردوا خلال أحداث الثورة التي أطاحت بنظام القذافي قبل عامين.

وعن هذه الدراسة علق المعالج النفسي وأستاذ علم النفس بجامعة عمر المختار بوبكر مفتاح أن هذا الأمر غير مستغرب في المناطق التي شهدت نزاعات وحروبا، نافيا أن يكون هذا منتشرا في المناطق التي تحررت باكرا أو المناطق التي كانت بعيدة عن بؤر النزاع.

وأضاف مفتاح أنهم افتتحوا مركزا إكلينيكيا في الجبل الأخضر لاستقبال المتضررين نفسيا من آثار الحرب ولإعادة تأهيل بعض الثوار القادمين من الجبهات، موضحاً أنه لم تصادفه أي حالة لطفل يعاني مشاكل نفسية في المناطق الشرقية. وفي ذات السياق أشار مفتاح إلى حالات رُصدت في مخيمات النازحين، متوقعا أن هذه الحالات هي ما يعرف بــ«اضطرابات الصدمة».

ويرى أستاذ علم الاجتماع رمضان بن طاهر أن بعض المظاهر الاجتماعية قد تكون السبب في توليد بيئة محبِطة وذلك نتيجة التشوه السياسي للبلاد – حسب وصف بن طاهر - وأن التغيرات ليست بالضرورة أن تكون مباشرة من جراء الحرب بأسلحتها فقط واصفا ما تعايشه البلاد هذه الأيام بــ «الإحباط السياسي»، مضيفا أن هذه الحالة قد تجعل الأب والأبناء في حالة مزاجية سيئة وقد تدفعهم إلى الانفعال والغضب والتصرف بعدوانية تجاه أطفالهم.

ألعاب عدائية

وترى الاخصائية الاجتماعية إلهام عمر دبوب أن تأثيرات الحرب تجاوزت نفسيات الأطفال لتتعداها إلى أمراض عضوية خصوصا في التجمعات السكانية التي شهدت اشتباكات مباشرة وتفجيرات وإطلاق رصاص، مشيرة إلى حالات إصابة بالسكري لدى عدد من الأطفال.

وأشارت دبوب إلي أن هذا السلوك انعكس بشكل كبير على أنماط لعب الأطفال حيث تمثلت في استخدام البنادق وتمثيل المعارك. ونبهت إلى ضرورة مراعاة أن يكون ما يشاهده الأطفال بعيدا عن العنف.

وما اتفق عليه المختصون المتابعون للمشهد الليبي أن ما يشاهده الأطفال على التليفزيون ينعكس على تصرفاتهم وله تأثير في تكوين شخصياتهم. ويذكر أن تقريرا أعدته منظمة «Save The Children» أن بعض الأطفال يعانون أمراضا مثل التبول اللاإرادي والعدوانية والتلعثم في الكلام، فيما لاحظ بعض الآباء أن أبناءهم يشيرون بعلامة النصر بأصابعهم أثناء نومهم.

لم تنحصر آثارها على البالغين وأرباب الأسر فقط، ولكنها تمكنت حتى استوطنت في مخيلة الأطفال «الحرب والنزوح والدمار في بنغازي»، حيث بدت الحرب في بنغازي تأخذ مكانتها بوضوح في تصرفات الأطفال بطريقة مباشرة وغير مباشرة حيث بدت جلية في ألعابهم وكذلك رسوماتهم التي بات أغلبها عن الحرب والدمار وأماكن سكنهم السابقة التي نزحوا منها جراء المعارك واشكال الاسلحة ومخلفات الحروب أيضا، وذلك حسب التقرير الهام الذي اعده موقع «أخبار ليبيا 24» تحت عنوان «آثار الحرب تسكن عقول أطفال ليبيا»، ويرصد هذا التقرير حالة الطفلة أمل البكوش رسمت منزلها في منطقة الصابري التي خرجوا منه بعد صدور أوامر بإخلائها منذ شهر ديسمبر من العام الماضي والتي بدورها شهدت أكثر المعارك ضراوة وخسائر في الأرواح والمباني.

ويقول شقيق الطفلة  ان اخته البالغة من العمر 10 سنوات هي من هواة الرسم ومن المهتمين به ولكنها ترسم عادة مناظر طبيعية، إلا أنه استغرب من رسمتها هذه التي رسمت منزلهم في منطقة الصابري بطريقة مثيره للانتباه وذلك حسب ما تسمعه من الأهل والجيران والمترددين على المنزل حول ما يحدث في منطقتهم من معارك وقتال.

ليست أمل هي الطفلة الوحيدة التي طبقت ما جسدته مخيلتها عن الحرب في أوراق رسم، بل هناك العديد من أطفال مدينة

بنغازي عبروا عن ما رأوه أو سمعوه أو تطرقت مخيلتهم له عن الحرب وترك المنزل والعائلة وربما المدينة ايضاً، في أوراق صغيرة خصصت لرسم المواهب والرسومات الجميلة.

وكذلك وجد الأطفال الذكور ألعابا جديدة تميزوا بها حديثا وهي جمع مخلفات الحروب من ذخائر وبقايا الذخائر وقنابل لم تنفجر خلفتها المعارك التي دارت ومازالت تدور بالقرب من أماكن سكنهم، وذلك بتشكيلها أو تخزينها بحسب ما يروق لهم، دون أن يلتفت الأهل إلى مخاطر هذه المخلفات المعروف وغير المعروفة لدى البعض، باستثناء بعض اللوحات الإرشادية وبعض حملات التوعية من مخاطر الألغام ومخلفات الحروب عن طريق مطويات بسيطة.

وأطفال بنغازي ليسوا الوحيدين الذين تأثرت سلوكياتهم بالحرب كذلك اطفال طبرق، حيث قال والد الطفلة «لين صلاح فؤاد» ان ابنته أصبحت تفرغ طاقاتها باستخدام الورق وألوان الرسم وذلك برسم العديد من الرسومات التي اغلبها يأخذ طابع الحرب والاسلحة ولم تقف على ذلك فقط بل أصبحت ترسم كل ما تشاهده من احداث على شاشات التلفزيون كـ صلب شباب «آل حرير» الذين قتلوا في درنة بعد اشتباكهم مع عناصر بتنظيم داعش في ولاية برقة.

واهتمت عدة مؤسسات من مجتمع مدني بحصر الأطفال النازحين داخل المقار الحكومية سواء في بنغازي أو خارجها ومحاولة دمجهم في فصول دراسية ونشاطات ثقافية وذلك لحصرهم داخل إطار طفولتهم واهتماماتهم لإخراجهم من أجواء الحرب التي شهدوها مؤخرا وكانوا من أكثر ضحاياها بعد أن سُجل مقتل أكثر من 10 أطفال إثر سقوط قذائف عشوائية عليهم في منازلهم أو في حدائق عامة كانوا متواجدين بها رفقة عائلاتهم بمناطق مختلفة في بنغازي.

وتؤكد هذه الحالات المشهد المفزع المتكرر الذي يربك العام الدراسي حيث بدأ أطفال ليبيا أول أيام عامهم الدراسي الجديد وفي عيونهم أمل بمستقبل يحمل لهم الاستقرار والرخاء و الأمن ، إلا أن الأوضاع الأمنية تؤثر عليهم وتحوّل ألعابهم وأفعالهم وأقوالهم من سياقها الطبيعي إلى مشاهد تمثيلية عن السلاح وأنواعه وطريقة استعماله وحتى إعداد الخطط الحربية وطرق المواجهة.

ورغم ما يؤكده القائمون على المؤسسات التعليمية أن الوضع يتحسّن من عام إلى آخر بجهود المعلمين فإن رأي الاختصاصيين الاجتماعيين يخالف ذلك، حيث سُجّلت العديد من الحوادث في المدارس، ما يستوجب الوقوف عندها ودراستها وإيجاد حلول سريعة لها قبل تحوّلها إلى ظاهرة، خاصة بعدما اقدم طفل على تهديد معلمة بتفجير المدرسة»، ولا يغيب كلام الحرب والقتل والسلاح عن أحاديث أطفال ليبيا الذين قتلت الميليشيات فرحتهم.

براعم القدس .. وفوبيا الاعتقال

يقبع 300 طفل فلسطيني تقل أعمارهم عن 18 عاما خلف القضبان في ثلاثة سجون إسرائيلية هي مجدو وعوشر وهشارون، ولا تزال إدانات المنظمات الحقوقية تكشف سجل انتهاكات المحتل الإسرائيلي ولا تزال إسرائيل تواصل ممارساتها، بل ترتفع منذ منتصف العام الماضي حصيلة ما ترتكبه تجاه أطفال فلسطين.

وآخر ما جوبهت به إسرائيل من إدانات جاء من تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الذي تحدث عن أن سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال لا يزال مستمرا، بينما اعتبرت إسرائيل التقرير غير محايد.

ويروي الأسرى الأطفال المحررون تجارب سيئة من التنكيل الجسدي والنفسي الذي يتعرضون له، ما يترك آثارا ترافق الطفل من أبرزها ما اصطلح عليه «فوبيا الاعتقال».

ويوضح رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس السبب في زيادة وتيرة اعتقال الأطفال هو أن من تصدى لمشروع الاحتلال خاصة في البلدة القديمة من القدس هم أطفال، ووصف إسرائيل بأنها «غارقة في همجيتها وتسجل في كل عام انحدارا في سلم القيم شأنها شأن كل الاحتلالات».

من ناحيته قال المستشار القانوني للحركة العالمية للدفاع عن أطفال فلسطين خالد قزمار إن لدى الحركة توثيقا لكل ما يتعرض له كل طفل فلسطيني منذ اعتقاله مرورا بالتحقيق وحتى الإفراج عنه.

ويحدد قزمار الغاية الأولى من التوثيق وهي «فضح إسرائيل التي تقدم نفسها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط بينما مئات الأطفال يحاكمون أمام محاكم عسكرية، وهذا لا يحدث في أي دولة في العالم».

وتحدث قزمار عن أهمية سعي فلسطين للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي يعيه كل إسرائيلي بأن الاحتلال لم يعد يوفر له الحماية لدى مغادرته إسرائيل، على حد قوله.

وكشفت «الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فى فلسطين» أن هناك ارتفاعا فى مستوى العنف الجسدى الذى تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلى ضد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين فى سجونها. وقالت الحركة إن الأدلة التى جمعتها خلال النصف الأول من العام الجاري، أظهرت أن 86% من الأطفال المعتقلين تعرضوا لنوع أو أكثر من العنف الجسدى خلال عملية الاعتقال أو التحقيق، فى زيادة بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضى 2014، وأضافت أنه خلافا لنظرائهم الإسرائيليين، فإن غالبية الأطفال الفلسطينيين لا يتمتعون بحق وجود مرافق من قبل الأهل أو الاستشارة القانونية خلال التحقيق معهم.

 وحسب تحقيقات الحركة العالمية، فإن سوء المعاملة الذى يتعرض له الأطفال الفلسطينيون المعتقلون هو ظاهرة منتشرة وبشكل ممنهج وواسع فى المعتقلات الإسرائيلية، فالأطفال المعتقلون من قبل قوات الاحتلال يصلون إلى مراكز التحقيق وهم معصوبو الأعين ومكبلو الأيدى والأقدام، ومحرومون من النوم. وبينت أن قوات الاحتلال قامت بتعصيب أعين غالبية الأطفال، ممن قابلتهم الحركة، وتكبيل أيديهم وأقدامهم، وأن حوالى 55% من الحالات تعرض فيها الأطفال لتفتيش عار فى السجون الإسرائيلية، كذلك التوقيع على مستندات أو أوراق باللغة العبرية أثناء التحقيق وهى لغة لا يعرفونها.

وتشير الحركة العالمية إلى أنها وثقت أربع حالات لأطفال حبسوا انفراديا بهدف التحقيق معهم من قبل قوات الاحتلال، لافتة إلى أن هذا الإجراء يعتبر تعذيبا حسب المعايير الدولية والقانون الدولي.

وقال مدير برنامج المساءلة فى الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبوقطيش إن الأطفال المعتقلين فى السجون الإسرائيلية يتعرضون منذ أكثر من عقد لسوء معاملة وتعذيب بشكل ممنهج وواسع. وأضاف أن التعديلات التى أجريت على الأوامر العسكرية الإسرائيلية خلال العامين الأخيرين تهدف لتحسين صورة النظام العسكرى الإسرائيلي، وقد فشلت فى وضع حد لسوء معاملة الأطفال الفلسطينيين وتعذيبهم. وقالت الحركة إن الحصانة التى يتمتع بها جنود الاحتلال الإسرائيلى تعتبر عائقا أمام تحقيق العدالة، ففى شهر يونيو الماضى قدمت الحركة شكويين إلى دائرة التحقيق الجنائى فى الشرطة العسكرية الإسرائيلية بالنيابة عن طفلين تعرضا للتعذيب خلال اعتقالهما، وحتى الآن لم تتلق أى إجابة.