رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علاج جديد يمنع هبوط السكر ويخفض الوزن دون التأثير على وظائف الكلى

بوابة الوفد الإلكترونية

انتهت فعاليات المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة أمراض السكر «EASD» والذي أقيم على مدار 5 أيام في العاصمة السويدية ستوكهولم في الفترة من 14 إلى 18 سبتمبر الحالي. يُعد المؤتمر من أهم وأكبر المؤتمرات الطبية السنوية المتخصصة في مرض السكر، وشهد هذا العام الدورة الواحدة والخمسين من المؤتمر الذي ناقش أحدث عقاقير السكر وأكثرها فعالية، بهدف تعزيز فرص علاج المرض.

شارك في دورة هذا العام من المؤتمر أكثر من عشرين ألف طبيب متخصص من مختلف دول العالم، وهو ما يعكس أهمية المؤتمر في مجال الابحاث الطبية الخاصة بمرض السكر لكل من الأطباء وشركات الأدوية على حد سواء، حيث يمثل منصة هامة لتقديم أحدث الابحاث والمنتجات والدراسات ومناقشتها والتواصل بشأنها، بحيث يتم تفعيلها واستخدامها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

تطرقت جلسات المؤتمر لمناقشة أهم وأحدث الموضوعات والأبحاث الطبية والجديد في علاج السكر وعلاقة السكر بأمراض الكبد والكلى وتأثير السكر على القدمين وكيفية الوقاية من أمراض القدم السكر والعلاقة بين السكر وأمراض القلب وضغط الدم، ومضاعفات السكر وكيفية تجنبها، وطرق العناية بمرضى السكر والحد من المضاعفات المصاحبة له.

يُعاني من مرض السكر حوالي 382 مليون شخص في العالم ومن المتوقع ان يصل عدد المصابين به إلى 592 مليون شخص بحلول عام 2035. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحدها يصل عدد المصابين بالسكر إلى 36 مليون شخص. وتؤكد أحدث الأبحاث والدراسات المتخصصة أنّ معدلات الإصابة بمرض السكر مرتفعة بصورة كبيرة بسبب أساليب الحياة غير الصحية والنظم الغذائية الخاطئة، بالإضافة للعوامل الوراثية، وتجاهل عدد كبير من المرضى لنصائح الطبيب، وهو ما يعرضهم لمشاكل ومضاعفات صحية خطيرة.

وكشف المؤتمر عن انتصار علمي جديد أمكن تحقيقه بظهور دواء جديد لعلاج مرض السكر من النوع الثاني يماثل في تركيبته ٩٧٪ من الهرمون الطبيعي داخل الجسم، مما يقلل الاجسام المضادة وبالتالي الاحتفاظ بفعاليته داخل الجسم، فيما أتاحت تقنية تصنيعه تناوله مرة واحدة في اليوم، ليستمر تأثيره في ضبط مستوى السكر بالدم دون انخفاض على مدار الـ ٢٤ ساعة، مما يجنب المريض نوبات الدوخة والإغماء، وأضيف لقدرات العقار الجديد «ليراجلوتيد» ميزة إبطاء حركة المعدة مما يترتب عليه خفض الوزن مما يمثل طفرة كبيرة بالنسبة لمرضى السكر من النوع الثاني لمعاناة أغلبهم من السمنة، فيما وصف الدواء بأنه ثورة علمية وليس مجرد اسم جديد في طابور الادوية لأنه يقوم بالاهتمام بالمضاعفات او الاثار الجانبية التي تواجه اغلب مرضى السكر الذين يبلغ عددهم حوالي 382 مليون شخص في العالم، من بينهم 7.5 مليون شخص مصاب في مصر،

وأوضحت الدكتورة إيناس شلتوت استاذ امراض السكر بطب قصر العينى ورئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم وعضو الاتحاد العالمي لمرض السكر أن علاج السكر الجديد «ليراجلوتيد» يُعد واحدًا من الأدوية التي يمكن للمريض استخدامها مرة واحدة يوميًا بدون التقيد بمواعيد الطعام مما يتيح الفرصة للمرضى ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، ويتميز بخفض خطورة التعرض للانخفاض الشديد في سكر الدم، وتحسين الأداء الوظيفي لخلايا بيتا، مما يسمح بزيادة إفراز الأنسولين. 

وأشارت الدكتورة ايناس شلتوت إلي  أن أهم ميزة للعلاج الجديد هو قدرته على خفض الوزن الزائد، بنسبة تتراوح ما بين ٥ الى ٧ كيلوجرامات خلال فترة تتراوح ما بين ٤ الى ٦ أشهر ليصبح وسيلة فعالة في خفض الوزن دفعت هيئة الغذاء للموافقة المبدئية بموافقة ١٤ عضواً في مقابل واحد على تسجيله بتركيز أعلي كعقار لخفض الوزن، وذلك من خلال زيادة الإحساس بالشبع وتأخير إفراغ المعدة، ويعد ذلك عاملاً هامًا في علاج مرضى السكر من النوع الثاني خاصة في ظل معاناة كثير من مرضى السكر من السمنة، كما يساعد على التخلص من الدهون الزائدة خاصة الدهون المتركزة في منطقة البطن .

واستعرض المؤتمر النتائج التي توصلت إليها دراسة حديثة تشير إلى أن تناول ليراجلوتيد مع عقار متفورمين يؤدي لتحسن مستوى الجلوكوز بالدم أثناء الصيام، مع تجنب إصابة المريض بنوبات هبوط السكر، بالإضافة لقدرة العلاج الجديد على إبطاء حركة المعدة وزيادة الإحساس بالشبع وخفض الوزن الزائد بمعدل أكثر من ٥ كيلو جرامات خلال 4-6 اشهر من  بداية العلاج، ويعد ذلك عاملاً هامًا في علاج مرض السكر من النوع الثاني خاصة في ظل معاناة أغلب المرضى من السمنة. وقد تمكن المرضي الذين استخدموا عقار ليراجلوتيد خلال رمضان من الوصول إلى نسبة السكر التراكمي HbA1c المستهدفة مع عدم حدوث نوبات انخفاض السكر أو زيادة في الوزن بنسبة أكثر من ضعف العقار المقارن.

ويصوم كل عام حوالي خمسين مليون مسلم من المصابين بمرض السكر حول العالم، وتشير التقديرات إلى أن أغلبهم مصاب بالنوع الثاني من المرض، وقد يؤدى الصيام الي زيادة احتمالية إصابتهم بخلل في مستوى السكر في الدم، سواء هبوطًا أو ارتفاعًا. ومن العوامل التي تؤدي لخطورة تلك الاحتماليات الانقطاع عن الطعام لفترة طويلة ثم الإفطار على وجبة كبيرة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك لمضاعفات مثل الاختلال الملحوظ في مستوى السكر في الدم أو الجفاف مما قد يستدعى الحصول على رعاية طبية في المستشفى. لذلك فإن

على مرضى السكر الذين يرغبون في الصيام اللجوء للعقاقير التي لا تسبب هبوط السكر بعد استشارة الطبيب المعالج، خاصة وأن المضاعفات سابقة الذكر تجبر واحدا من كل ثلاثة صائمين من مرضى السكر حول العالم على عدم استكمال صيامهم. هذا الى جانب ان من أهم اسباب الاصابة بمرض السكر هو الزيادة في الوزن والاصابة بالسمنة بسبب قلة الحركة وكثرة تناول السكريات وعدم ممارسة الرياضة واستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل خاطئ. لذلك فإن وجود عقاقير فعالة يساعد على خفض الوزن مقارنة بعقارات السكر الاخرى،و يعتبر اضافة وتقدماً في منظومة علاج مرض السكر.

واأظهرت الدراسات التي أجريت على ليراجلوتيد أن تناول جرعة يومية من العقار تؤدي للتحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم،  لدى المرضى المصابين بالسكر من النوع الثاني المصاحب باعتلال في وظائف الكلى، هذا بالإضافة لعدم حدوث أي تدهور أو خلل في وظائف الكلى. إنّ الخلل في وظائف الكلى يُعد من أكبر التحديات في علاج السكر، كما أنها من المضاعفات طويلة الأجل للمرض بما يعيق استخدام عدد من العقاقير المتاحة لعلاج السكر.

وقد أثبتت إحدى الدراسات، فعالية وأمان ليراجلوتيد ، وذلك عندما يتم اضافته لأحد عقاقير علاج السكر التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الانسولين أو مزيج منهما. وقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص البالغين المصابين بالنوع الثاني من السكر الذين تلقوا عقار ليراجلوتيد وهم يعانون من خلل في وظائف الكلى (المرحلة الثالثة من أمراض الكلى المزمنة)، أظهروا تحسناً ملحوظاً في نسبة السكر التراكمي HbA1c (أحد مقاييس مستوى الجلوكوز في الدم).

ويقول الدكتور مغازى محجوب استاذ امراض السكر والغدد الصماء بجامعة عين شمس إن المؤتمر قدم الجيل الثاني من الأنسولين «ديجلوديك» وهو الجيل الأحدث من أنواع الانسولين المطورة، حيث يعطى مفعولا يمتد لأكثر من 42 ساعة بعد ان كان أقصى مفعول لأنواع الانسولين السابقة يمتد لمدة اقصاها 24 ساعة.

وأضاف هذا المفعول الممتد مزايا عديدة لضبط مستويات السكر الصائم للمرضى المصابين بمرض السكر من النوع الاول والثاني على السواء أهمها التأكد من ضبط السكر أثناء النوم وفي فترات ما قبل الوجبات، وبالتالي إعطاء نتائج أفضل لقراءات مستوى السكر الصائم.

و أثبتت نتائج الدراسات البحثية أنه نظرا لخاصيته الجديدة بامتداد مفعوله أنه أتاح لمريض السكر المرونة بأن يتناول الأنسولين مرة واحدة يوميا في أي وقت من اليوم، وبذلك أنهى الأنسولين الجديد مشكلة تقييد المريض بتناول الجرعة في نفس الموعد يوميا وكذلك مشكلة نسيان موعد الجرعة.  

وأثبتت دراسة بحثية استمرت سنتين على أكثر من ألف مريض انه امكن باستخدام الأنسولين الجديد خفض معدل نوبات هبوط السكر الشديدة بنسبة 69% وكذلك خفض معدل نوبات الهبوط في فترة الليل بحوالي 43% وهى الفترة الحرجة، حيث لا يستطيع المريض الإحساس بحدوث نوبة الهبوط السكرى أثناء النوم.

ويقول الدكتور محمد الضبابي رئيس شركة نوفو نورديسك مصر يمثل هذا المؤتمر أهمية كبيرة لمرضى السكر والمتخصصين وشركات الأدوية المتخصصة في علاج ورعاية مرضى السكر. وتُعاني مصر من أعلى معدلات انتشار مرض السكر في العالم، حيث تشغل مصر المرتبة التاسعة عالميا من حيث عدد المصابين بالمرض ونسب انتشاره. ولمرض السكر شق وراثي وآخر يتعلق بأسلوب الحياة ونمط الغذاء وكذلك مستوى الرعاية الصحية، حيث يوجد في مصر 7.5 مليون شخص مصاب بمرض السكر، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين به إلى 13 مليون شخص بحلول عام 2035.