عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"عباءة الإخفاء" أوشكت أن تصبح حقيقة علمية

ربّما كانت عباءة الإخفاء ضربا من روايات الخيال العلمي، لكنها بالغة الصعوبة في عالم الحقيقة، غير أن بحثا جديدا أشار إلى أنها باتت قاب قوسين أو أدنى من الواقع.

وقال العلماء إنهم "أجروا اختبارات ناجحة على عباءة إخفاء رقيقة السمك للغاية مصنوعة من وحدات مجهرية مستطيلة من الذهب"، وهي مثلها مثل البشرة تتخذ هيئة الجسم الذي توضع عليه ويمكن أن تخفي الأشياء التي تحتها في الضوء المرئي.

وأوضح الباحثون أنه في حين أن تجاربهم تضمنت إخفاء جسم دقيق، إلا أنهم يرون أن بالإمكان تطويع هذه التقنية لإخفاء أجسام أكبر حجما، وهي خاصية قد تكون لها تطبيقات عسكرية وفي مجالات أخرى.

وتم لف العباءة -التي يصل سمكها إلى 80 نانومترا- حول جسم ثلاثي الأبعاد مصنوع من النتوءات والتجاويف، فيما أعاد سطح العباءة تجميع وتوجيه الموجات الضوئية المنعكسة من العباءة، ما جعل الجسم غير مرئي للعيان، والنانومتر وحدة لقياس الأطوال تساوي جزءا من مليار جزء من المتر.

ومن جانبه قال مدير قسم علوم المواد بمعمل لورانس بيركلي القومي التابع لوزارة الطاقة الأميركية والأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، شيانج تشانج، إن الأمر قد يستغرق من 5 إلى 10 سنوات لتطبيق هذه التكنولوجيا عمليا.

وأضاف "تشانج" الذي نُشرت نتائج بحثه في دورية "ساينس": "لا نجد أمامنا ثمة عقبات رئيسية لكن الأمر يتطلب بذل مزيد من الجهد".

وتتضمن هذه التقنية ما يعرف باسم المواد النانوية التي يقاس طولها بالنانومتر، والتي تكتسب خواص غير موجودة في الطبيعة، فمثلاً يستوعب سطحها تفاصيل أصغر كثيرا من حجم الطول الموجي لأشعة الضوء، كما أن بإمكانها إعادة توجيه موجات الضوء الساقطة، ثم ارتدادها عن الجسم الذي يخضع لعملية الإخفاء.

ولدى هذه "البشرة" ذات خاصية الإخفاء هوائيات مجهرية تعمل على تشتيت الضوء، ما يجعل الضوء المنعكس من الجسم يبدو كما لو كان منعكسا من على سطح مرآة مستوية، الأمر الذي يجعل هذا الجسم غير مرئي.

وألمح أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة ولاية بنسلفانيا والمشرف على هذه الدراسة، شينجي ني، إلى أن "حقيقة إن بإمكاننا جعل السطح المنحني يبدو مسطحا تعني أيضا أننا نستطيع جعله يبدو على أي شكل آخر، وبوسعنا أيضا جعل السطح المستوي يبدو منحنيا".

وقال الباحثون إنهم تغلبوا على اثنين من العراقيل التي كانت تشوب التجارب المجهرية السابقة الخاصة بعباءة الإخفاء التي كانت أكبر سمكا ومن الصعب إخضاعها لعملية الإخفاء أو تطبيقها على الأجسام الأكبر حجما.

وتابع "ني": إنه بالإمكان الاستعانة بهذه التكنولوجيا في نهاية المطاف في مجال التطبيقات العسكرية لإخفاء أجسام أكبر، مثل المركبات أو الطائرات أو حتى الجنود.

 وتحدث "ني" أيضا عن تطبيقات أخرى غير تقليدية، قائلا: "ماذا لو صُنع قناعٌ لإخفاء الوجه، عندئذ تكون جميع التجاعيد والبثور والحبوب غير مرئية، وماذا عن مجال تصميمات الموضة مقترحا رداءً يمكن أن يخفي كرش عارضة الأزياء مثلا".