عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"نقيب الزبالين": لا حل للأزمة إلا برحيل الشركات الأجنبية

نقيب الزبالين خلال
نقيب الزبالين خلال حواره مع "الوفد"

مليون زبال يرفعون 12 مليون طن من القمامة يومياً من القاهرة الكبري

 

القمامة كنز تتجاهله الحكومة

2000 جنيه سعر طن البلاستيك والزجاج وعلب الكانز.. و500 جنيه سعر ورق الكرتون والورق العادي، والألومنيوم والنحاس سعره الأعلي

بعد أن عرضنا كافة جوانب المشكلة كان لابد من معرفة رأي أحد أبرز أطراف الأزمة وهم جامعو القمامة، لذا كان اللقاء مع شحاتة المقدس نقيب الزبالين الذي قال إن أهم المشكلات التي تواجه الزبالين في الوقت الحالي هي الشركات الأجنبية التي تعاقدت مع الحكومة المصرية بعقود طويلة المدي تبدأ من عام 2002 وتنتهي عام 2017، مؤكداً أن هذه الشركات تعطي لهم الملاليم وهي تتقاضي ملايين الدولارت.

ويضيف المقدس أن شركات مثل (FSS) الإسبانية تعمل علي قطاع شرق القاهرة وشركة (أما عرب) الإيطالية تعمل في شمال وغرب القاهرة ، تتقاضي ملايين الدولارت عن طريق الأموال التي تحصلها الحكومة من دم المواطنين بعد إضافة خدمة جمع القمامة علي فاتورة الكهرباء.

وأكد أن المحافظ ورئيس الوزارء لا يملكان إنهاء عقود الشركات الأجنبية لأنها لا تتضمن بند إلغاء هذا التعاقد تحت أى ظرف، وهو ما يضع الحكومة فى مأزق حيث يؤدي فسخها للعقود من جانب واحد إلي لتعرض لعقوبات أمام المحاكم الدولية، معبراً عن أسفه الشديد من عدم وجود مخرج للتخلص من هذه المحنة.

 

وتابع المقدس، رغم امتلاك الشركات الأجنبية المعدات ولكنها تفتقر أهم عنصر فى الموضوع وهو الأيدى العاملة المدربة،  مشيرةً إلي أن هذه الشركات قامت بعمل إعلانات فى الصحف لطلب عمال قمامة ولكن لم يتقدم إليهم العدد المناسب بل أقل منه بكثير جدا، وهربت العمالة منهم بعد وقت قصير لضعف الأجور وتكليفهم بما لا يطيقون.

وأوضح أنه قبل عام 2002: «كنا نعمل تحت إشراف هيئة النظافة بالقاهرة، وتم تقسيم القاهرة إلى مربعات سكنية كل مربع يضم 3 آلاف وحدة سكنية وإسنادها إلينا كزبالين، وكنا نكسب من ذلك جيداً.

وعن السبب وراء لجوء الحكومة لشركات النظافة الأجنبية، قال نقيب الزبالين: إن الحكومة أرادت ضرب عدة عصافير بحجر واحد، فتعاقدت مع الشركات الأجنبية لخدمة نظافة الشوارع والمنازل معا والاستغناء عن الزبالين، وأيضا لمواجهة نقص العمالة لدى هيئات النظافة، وتجاهلوا دور الزبال التقليدى الذى استمر لسنوات طويلة يؤدى عمله دون مشكلات.

 

وتابع: «نحن نقع تحت للقهر في ظل استمرار هذ الشركات الأجنبية التي لا تعطي الزبال إلا قروشاً بسيطة مقابل جمعه القمامة من المنازل والمستشفيات والفنادق، لذلك الزبالون لم يستطيعوا أداء عملهم علي أكمل وجه. 

وواصل قائلاً: «بعد فشل الشركات الأجنبية في جمع القمامة من شوارع القاهرة الكبري عادت الحكومة مرة أخري للتفاوض مع الزبالين، وكان هناك اتفاق سابق مع اللواء عبد الرحيم شحاتة عندما كان محافظا للقاهرة على أن تتولى الشركات نظافة الشوارع ونتولى نحن الزبالين نظافة المنازل، وعملنا فترة طويلة مع الشركات الأجنبية مقابل 01 قروش للوحدة السكنية الواحدة.

وبعد إتمام عقود التعاون بين الزبالين والشركات الأجنبية أصبحت إلي حد ما شوارع القاهرة نظيفة من القمامة ولكن بعد عام 2008 في ظل عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، صدر قرار جمهوري بذبح الخنازير التي كانت تتغذي على المواد العضوية التي يتم فرزها من القمامة. 

وبعد إعدام الخنازير أصبح الزبالون فى مشكلة حيث يوجد لدينا 04٪ مواد عضوية من جملة القمامة والتى كانت تأكلها الخنازير أصبحت عبئا كبيرا يصعب التخلص منه، حيث تبلغ 5 آلاف طن يوميا.

 

وعن عدد الزبالين في القاهرة الكبري، ذكر المقدس أن عددهم حوالي مليون عامل يرفعون يومياً 12 مليون طن من القمامة من المستشفيات والمنشآت السياحية والفنادق التي تدخل في النطاق الجغرافي للقاهرة الكبري، مشدداً علي أنهم غير مسئولين عن الشوارع فهذه مسئولية هيئة التجميل والنظافة التابعة للمحافظة.

 

فرص عمل للشباب

وأشار نقيب الزبالين إلي أن كل طن قمامة يوفر 7 فرص عمل للشباب العاطل، لذلك إعادة تدوير المخلفات كنز كبير للدولة لابد أن تستفيد منه لأنها توفر ملايين الدولارات وتحل مشكلة البطالة.

 

وعن حل مشكلة القمامة

الحل يبدأ من هنا

في حواره عرض المقدس عدة نقاط لحل المشكلة، مؤكداً أن أزمة القمامة ستحل إذا اتبعت الحكومة هذه النقاط وهي كالتالي:

1- تجاهل وجود الشركات الأجنبية والتعاقد مع الزبالين لجمع القمامة، حيث تتقاضي الشركات المبالغ المتفق عليها في العقود حتي انتهائها في عام 2017 والتعامل معها كما كان يتعامل المصريون مع ديلسبس الذي كان يأخذ الأموال التي يتقاضاها

من دم المصريين.

2- ضح عدة ملايين من الجنيهات في عدة مناطق في القاهرة الكبري كمحافظة الجيزة والقليوبية والقاهرة  لشراء معدات كعربات نقل ونصف نقل وربع نقل لإعادة هيكلة هيئات النظافة ولا حاجة للدولة للاعتماد علي الشركات الأجنبية أو الزبالين.

3- يتم التنبيه علي كل رئيس حي بإنشاء محطة وسيطة في الحي الذي يترأسه (أي قطعة ارض تكون بالقرب من الحي يتم تحويله إلي محطة وسيطة لإلقاء القمامة فيها بدلاً من تكدسها في الشوارع).

وعن تكدس المخلفات بالمحطات الوسيطة التي تقع بجوار الأحياء السكنية يقول المقدس: «إن المعدات التي سيتم توفيرها من قبل الحكومة لهيئات النظافة والتجميل ستقوم بنقلها فوراً للمقالب العمومية.

4- التنبيه علي الشركات الأجنبية من قبل الحكومة أن تعطي للزبال 3 جنيهات علي الوحدة السكانية الواحدة بدلاً من الـ 10 قروش التي كان يأخذها في الماضي نظير جمعه القمامة من المنازل إلي المقالب العمومية.

 

وطالب الحكومة بضرورة رحيل الشركات الأجنبية قائلاً: «نحن قادرون علي جعل القاهرة الكبري نظيفة ولكن يتم رحيل الشركات وتلغي الأموال التي تحصل علي فاتورة الكهرباء ويتم التعامل مباشرة بين الزبال والساكن.

واشار إلي أن الزبالين ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي ترحل فيه الشركات الأجنبية.

 

واعترف شحاتة بأن الزبالين سبب رئيسى فى سوء حالة النظافة فى شوارع وميادين القاهرة الكبري، حيث يقوم الزبال بجمع المخلفات الصلبة التى تلزمه فى عملية إعادة تدويرها ويلقى المخلفات العضوية من بقايا الطعام فى الشوارع.

5- عمل شرطة متخصصة للقبض علي أي زبال يفرز القمامة في الشوارع لاخذ المواد الصلبة منها، كما يتم القبض ايضاً علي مقاولين البناء (معدومي الضمير) لإلقائهم مخلفات المباني في الشوارع العمومية ومطالع الكباري.

6- صدور قرار جمهوري بعودة الخنازير مرة أخري، فالدين الإسلامي الحنيف يحض علي التسامح وحرية الديانة، مستنداً إلي قوله تعالي: «لكم دينكم ولي دين»، لذلك لابد من تربية الخنازير واعتارها صديقة الزبال تساعده في الحفاظ علي البيئة وتخلصه من المواد العضوية التي لايعاد تدويرها، وإذا دفنت في الأرض تلوث المياة الجوفيه لانها تحتوي علي سعرات حرارية وبكتيريا قاتلة.

وأكد أن لديهم خنازير في مزارع بالقرب من حي الزبالين، تأكل المواد العضوية التي لا يعاد تدويرها للتخلص منها.

 

وأوضح المقدس أن جمعية حماية البيئة من التلوث تساعد الزبالين عن طريق معالجتهم من بعض الأمراض كالكبد الوبائي وغيرها من الأمراض، مشيراً إلي أن نجيب ساويرس يتبرع بمليون جنية سنوياً لصالح الجمعية لمساعدة الزبالين.

ونوه المقدس بأن الزبالين تتم معالجتهم عن طريق الجمعيات الأهلية وخاصة حماية البيئة وليس عن طريق الحكومة.

وعلي الصعيد الشخصي اعترف نقيب الزبالين: «بأنه لديه مناعة من الإصابة بالأمراض وأنفه تعودت على رائحتها التى لم يعد ينفر منها لأنها مصدر رزقه، معرباً عن غضبه من هذه الكلمة قائلاً: «انا لا أفضل كلمة زبال لأن الزبال هو من يقوم بتلويث البيئة ونحن ننظف البيئة لذلك الأفضل تطلقوا علينا لقب «المنظف».