رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كساد صناعة البردي في «طوخ القراموص» والأهالى يعلنون البطالة

بوابة الوفد الإلكترونية

تعد صناعة أوراق البردى إحدى الصناعات التى تشتهر وتنفرد بصناعتها محافظة الشرقية، بعد أن توارثتها بالفطرة منذ عصر الفراعنة، فحينما نذكر صناعة أوراق البردى نتذكر قرية «القراموص» وهى إحدى القرى التابعة لمركز أبوكبير بالشرقية، حيث حفر سكان هذه القرية اسمها بحروف من ذهب على الخريطة السياحية، لكونها الوحيدة التى تقوم بصناعة أوراق البردى فى مصر بأكملها وتصدره لدول العالم.

ولكن فى الآونة الأخيرة تلاحظ وجود مخطط لطمس أهم ملامح الدولة المصرية القديمة, فى خطوات سريعة نحو الانقراض، فملامح العهد الفرعونى لا تقتصر على القطع والمبانى الأثرية، ولكن أيضاً «أوراق البردى» ونقوش الفراعنة التى هى من أهم الموروثات التى كانت بمثابة حلقة الوصل بين عالمنا الحاضر والعصر الفرعونى التى توجت فيه مصر على عرش البلدان اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً، وكانت مقصداً لكل من طلب العلم.

انتقلت «الوفد» إلى قرية «القراموص»، والتى مازالت معالم العهد الفرعونى تستوطن بها، ويتمسك الكثيرون من أبنائها بجزء من حياة المصريين القدماء، فمساكنها الصغيرة المتلاصقة يحتوى كل منها على غرفة أو اثنتين مجهزة كورشة لتصنيع أوراق البردى من مرحلته الأولى إلى نهاية تصنيعه، فمدخل القرية يغزوه نبات البردى المنزرع على مساحات كبيرة، والدواب التى تحمل أغصان نبات البردى لنقلها إلى الورش المنزلية تمهيداً لتصنيعها، والتى سميت بهذا الاسم «قراموص» اختصاراً لـ«قرى موسى» نسبة إلى سيدنا موسى عليه السلام، حيث استقر بها لفترة.

وحسب وصف الأهالى، أن قرية «القراموص» تبدأ يومها فى الصباح الباكر، بصفوف للفتيات والسيدات بطول شوارع القرية، يتجمعن لتقشير ساق البردى، بينما يتواجد الرجال فى الورش المنزلية الصغيرة للصناعة والتجهيز، وتحويل الساق النباتى الأخضر لأوراق فرعونية كانت ومازالت أهم ملامح الحياة المصرية القديمة، فقد كانت المهنة الأساسية لجميع أهالى القرية هى إعداد وصناعة البردى، وكانت العمالة الأساسية تقدر بـ 20 ألفاً، إلى جانب باقى الأهالى ليكون الناتج 90% من أهالى القرية يعملون بهذه المهنة.

وتكمن صناعة أوراق البردى فى قطع سيقانه من الأرض بعد زراعته لتنبت من جديد، فهو المحصول الذى يمكن أن يظل مزروعاً فى الارض لمدة 6 سنوات دون أن يذبل أو يتلف، ثم يقطع بحسب طول الورقة، وتقشر أوراقه الخضراء، ويؤخذ اللب الأبيض، ويوضع فى صودا كاوية لمدة

6 ساعات حتى يتحول قوامها إلى عجين لين، ثم تقطع طولياً وعرضياً، يفصل بينها بأقمشة وتوضع بمكبس حديد لفردها وامتصاص السوائل منها، ثم تنشر فى الهواء لتجف وتكون جاهزة للرسم.

وقال بهاء السيد، أحد أهالى القرية، والذى يعمل بمهنة تصنيع البردى إن هذه الصناعة أوشكت على الانقراض، خاصة بعد ثورة يناير، وما كان يعقبها من ركود لحركة السياحة بمصر، فمعظم الأهالى هجروا تصنيع أوراق البردى بعد أن كانت المهنة الأساسية للقرية بأكملها، لتصبح هذه الحرفة أشبه بأشغال الأسر المنتجة، ويعمل بها عدد محدود من أهالى القرية، وأرجع ذلك إلى ركود السياحة، وضعف التسويق.

وقال أسامة عكاشة، صاحب مطبعة لرسم وكتابة البردى، إن البيع الآن أصبح يقتصر على أماكن محدودة بدخل ضعيف، أو بيع الأوراق الفارغة من الرسوم والنقوش لطلاب كلية الفنون الجميلة، وأن هذه الحرفة النادرة تتسارع خطواتها الآن نحو الانقراض.

وطالب الأهالى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ووزير السياحة بسرعة التدخل لإنقاذ مهنة صناعة أوراق البردى ومحاولة إيجاد وسائل للتسويق وفتح روابط تجارية مع البازارات والمناطق السياحية، وفتح أسواق تجارية لترويج هذه السلعة الأثرية والحفاظ على وجودها من الاندثار والانقراض.

كما وجه أهالى القرية رسالة للدكتور سعيد عبدالعزيز عثمان محافظ الشرقية للنظر والاهتمام بالقرية وتزويدها بالمرافق، حيث إنها تعانى من تردى الخدمات وعدم وجود شبكة صرف صحى بها، فالقرية ثروة مهدرة لم يتم الاستفادة منها بالشكل المناسب والذى يمكن أن تدر ملايين الجنيهات لمحافظة الشرقية شهرياً.