شاهد.. حقيقة تجسيد شخصية الرسول فى الفيلم الإيرانى
بمشهد لجد الرسول عليه الصلاة والسلام حاملاً مولوداً ملفوفاً فى شال أبيض يرفعه إلى السماء ويطوف به حول الكعبة، ومشهد لطفل رضيع فى المهد حوله هالة من النور، يليهم مشاهد لطفل صغير لم يبلغ الحلم، يظهر بظهر دون وجهه، من بعيد إشارة الى أنه الطفل المبارك محمد قدم الفيلم الإيرانى «محمد رسول الله».... والسؤال الذى يجب أن يطرح الآن بعقل ورؤية، هو أولاً ما مدى حرمة الإشارة إلى النبى وهو رضيع فى المهد أو طفل صغير.. ثانياً ما هو المطلوب فى جزءى الفيلم القادمين واللذين سيتضمنان شبابه وبعثته عليه الصلاة والسلام بالرسالة الى وفاته، لأن الفيلم مكون من ثلاثة أجزاء، خاصة أن تصريحات المخرج تؤكد أنه لن يظهر على الشاشة... وهذا يتطلب أولاً مشاهدة الفيلم كاملاً لإبداء الرأى، ثم وضع توصيات لأساليب المعالجة فى الجزءين القادمين، أما ما يحدث الآن فهو بعيد عن المنطق لأنه بمجرد أن عرف أن هناك فيلماً عن النبى لم يفكر أحد فى أسلوب المعالجة الذى سيتم طرح شخصيته عليه السلام من خلالها، لكن الأزمة تكمن أن بعض المواقع والصحف استعانت بمشهد من مسلسل «مريم المقدسة» يظهر فيه من قام بدور سيدنا زكريا ووجه مغطى بهالة من النور لإخفاء معالم وجهه على أنه مشهد من الفيلم يظهر فيه سيدنا محمد.. ومن المعروف أن الفيلم إنتاج ضخم تم تصويره فى عدة مدن إيرانية بالإضافة إلى تصوير بعضها فى أفريقيا، وألمانيا، وتدور أحداثه حول زمن الجاهلية قبل ولادة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحياته وسفره فى سن 12 برفقة عمه أبى طالب إلى الشام، وبعد وصولهم إلى الراهب المسيحى بحيرا، واستمرار القصة حيث يبشر الراهب أبا طالب بنبوة ابن أخيه «محمد صلى الله عليه وسلم».. وميزانية الفيلم تتجاوز 40 مليون دولار، مما يعد أكبر ميزانية لفيلم يصنع فى إيران خلال العامين الماضيين. وقد شارك مجيد مجيدى فى إخراج وإنتاج وكتابة سيناريو الفيلم، واستعان بفريق من المؤرخين والباحثين، وقام بزيارات إلى العديد من البلدان لاختيار المواقع التى تصلح لتصوير الفيلم. واستغرقت كتابة السيناريو 3 سنوات. وأكد مجيد مجيدى مخرج الفيلم السينمائى الإيرانى «محمد صلى الله عليه وآله وسلم» أن الفيلم سيقود إلى المزيد من الوحدة والتكاتف فى العالم الإسلامى، واعتبر أن ظهور وجه النبى الأكرم «صلى الله عليه وسلم» فى الفيلم مجرد شائعة.
وقال مجيدى فى مقابلة أجرتها معه فضائية «الميادين»: إن هناك أحكاماً متسرعة طرحت حول هذا الفيلم، وأعرب عن سعادته لاهتمام المسلمين بموضوع حساس للغاية باعتبار انه يتعلق بشخصية كشخصية النبى الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم». وأنه لا أساس لما قيل بشأن إظهار وجه النبى الأكرم «صلى الله عليه وآله وسلم»، وقال إنه منذ البداية لم تكن لدينا نية بإظهار وجه النبى الأعظم «صلى الله عليه وآله وسلم» مهما كانت الظروف احتراماً لمشاعر المسلمين الطيبة وقدسية الوجه المبارك لسيد الكونين «صلى الله عليه وآله وسلم».
وذكر «مجيدى»: بدأنا العمل بمشروع إنتاج الفيلم منذ سبع سنوات، وأجرينا دراسة معمّقة حول الموضوع مع استشارة علماء الشيعة والسنة، كما استفدنا فى التصوير من دول مختلفة مثل الجزائر وليبيا والیمن والعراق وتركيا وإیران، وشارك فى تصويره مجموعة من المحترفين فى صناعة السينما العالمية... وقام مهدى باكدل بدور عم النبى الذى يشبه تماماً صورة الإمام على فى الخيال الشعبى. شدد مجيدى فى كلمة ألقاها خلال مراسم
شهدت أكثر من 40 صالة سينما بطهران و98 أخرى فى كافة محافظات البلاد العرض الأول للفيلم السينمائى محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام... الشاعر والأديب الإيرانى اعلى موسوى كرمارودى ترجم الأبيات الشعرية والمعلقات التى كان ينشدها أبوطالب للنبى صلى الله عليه وآله والتى هى من ضمن أحداث الفيلم. المخرج مجيد مجيدى قال جاء اختيار تلك الفترة من عمر الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، حتى لا تؤدى إلى خلافات فى العالم الإسلامى.. وأخيرا المطلوب الآن قبل اشتعال الفتن مشاهدة الفيلم من قبل لجنة مستنيرة من رجال الدين والسينمائيين بعيداً عن الشو الاعلامى لإبداء الرأى فى هذا الجزء، والخروج بتوصيات للأجزاء القادمة.