رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبطال من مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

ما أكثر الوجوه المشرفة التي تحظي بها مصر هناك نماذج لابطال تحدوا «التصنيف الجائر» لحقهم في الحياة وأثبتوا للعالم كله أن الإعاقة الجسدية لا تنتقص من قدرة الإنسان علي إثبات ذاته. نماذج تمنح الأمل. تضيء الطريق. وتحقق أغلي وأثمن صور الفوز في المحافل الرياضية ليست المحلية فقط بل العالمية ايضا.

«هي دي الميدالية بتاعتي أخذتها من أمريكا.. أنا طلعت الأول على كل الناس وماما واخواتي استقبلوني في المطار عشان يأخذوني وكانوا فرحانين بيا «...... بهذه الكلمات عبر أحمد فخري بشير بطل العالم في العاب القوى والحاصل على الميدالية  الذهبية بدورة الألعاب الأولمبية العالمية لذوى الاحتياجات الخاصة والتي عقدت هذا الشهر بـلوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية».

لحظات الفرحة والتفوق في حياة أحمد ذلك الشاب النوبي المصاب بمتلازمة داون متعددة. بين بطولات رياضية حصدها ومسابقات دينية وفنية شارك فيها قضى أحمد حياته التي قارب أن يتم فيها عامه السادس والعشرين.

في نادي العزيمة وفي جمعية التثقيف الفكري وبين جيرانه وأهله بالإسماعيلية يحظى «أحمد» بمكانة عالية وحب من الجميع.

رغم تلعثمه إلا أن الثقة هي السمة الملحوظة في كلماته: قال أحمد: «ده أول مرة أشارك في  بطولة بالولايات المتحدة وأخذت البطولة في  رمى الجلة لمسافة 5 كيلو وأخذت المركز الأول والميدالية الذهبية، وتابع: «أنا نفسي أسافر هناك تاني واجيب ميداليات كتير لمصر» وأضاف: «أنا بحب النادي الاسماعيلي وبحب حارس المرمى عصام الحضرى ونفسي أكون مشهور زيه». وأضاف: «انا سافرت كل محافظات مصر بس اكتر مكان بحبه أسوان وقناة السويس الجديدة».

وقالت عائشة بحر والدة احمد «اليوم كلل الله جهدي وتعبي طوال السنوات الماضية مع ابني. سعادتي بحصول أحمد على بطولة العالم في ألعاب القوى. اليوم كلل الله جهدي لسنوات من الكفاح والجهد».

وقالت: «رزقني الله بأحمد بعد 9 سنوات من زواجي وعند لحظة ميلاده أدركت أنه طفل منغولي لكن حمدت الله على ما رزقني به وظل والده معي يصبرني على الابتلاء والذي اعتبرناه منحة وليست محنة». وتابعت «التحق أحمد بمدرسة التربية الفكرية وعمره 8 سنوات، وحصلت على إجازة من عملى بحى ثالث الإسماعيلية 7 سنوات حتى أتمكن من رعايته هو وشقيقه محمود وشقيقته إسراء. وأضافت: الأعباء زادت بعد وفاة زوجى وترك لى اطفالى الثلاثة وكان أحمد وقتها بالصف الأول الابتدائى، فتدخلت والدتى وشقيقتى لمساعدتى حيث انتقل احمد الى العيش  بأسوان والتحق بالتربية الفكرية هناك وكنت أراه كل صيف، وظل الوضع هكذا حتى أصر أشقاؤه على أن يظل معنا وبالفعل أكمل تعليمه حتى حصل شهادة التربية الفكرية وعمره 18 عاما.

وقالت طوال هذه الفترة لم أترك ابنى بمفرده وربيته تربية دينية صحيحة، كنت حريصة على تعليمه الصلاة وتعويده على الصيام  من الصغر، وبفضل الله احمد حريص على اداء الصلاة في وقتها  وخاصة صلاة الفجر ويصوم رمضان بأكمله، كما قمت بتربية شقيقه وشقيقته على الأخلاق والدين وحصلا على شهاداتهما الدراسية، حيث حصلت اسراء

على بكالوريوس التجارة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتم تعيينها ضمن اوائل الجامعات بهيئة قضايا الدولة، ومحمود حصل على دبلوم الصناعة ويعمل خارج مصر.

وتابعت: كان أهم شيء بالنسبة لى أن أجعل أحمد يعتمد على نفسه ويعيش حياته بشكل طبيعى، ودفعت  به للمشاركة في المسابقات الرياضية  بنادى العزيمة بمفرده، وكنت أحرص على أن يتعلم بمفرده وبالفعل تعلم الكمبيوتر وكان يحب الألعاب الفيديو والألعاب الكترونية، كما أنه لم يقتصر على ممارسته الرياضة فقط يحب الرقص ويعشق فن السمسمية والفن النوبى، وشارك بمسابقات تمثيل.

وأضافت ان كل ما أتمناه هو ان يجد وظيفة، حيث قدمت له ضمن تعيينات الـ5% لذوى الاحتياجات الخاصة الأخيرة ولم نحصل على رد حتى الآن. من صغره يحب كرة القدم، الصلاة بيصلى من زمان من صغره ويصوم رمضان كله والدى كان شيخ جامع وربيته تربية دينية وبيصلى الفجر حاضر ودائما يصلى بجامع التربية الفكرية، اول بطولة خارج مصر فوجئت أنه حصل على الذهبية وكنت سعيدة جدا، من كل محافظة كان فيه مجموعة 55 ميدالية حصلت عليها بعثة مصر، هو الوحيد وأول واحد رجع بالذهب جابها فى ألعاب قوى رمى جلة، وطلع الثامن فى الجرى، اشترك فى اكثر من لعبة.

وقالت كريمة عمران مشرفة فصل فى جمعية الثقيف الفكرى خاصة الحالات الشديدة، أشعر بسعادة كبيرة لحصول أحمد على الميدالية الذهبية لأن أحمد من أشد أعضاء الجمعية خلقا والأساس دائما يكون البيت والأسرة، وسر نجاح تعاملنا مع الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة يكون أساسه دائما الأسرة ومدى اهتمامها بطفلها وتربيته، وتابعت بأن أحمد يعتمد على نفسه ويحترم الناس وعلمناه عدم التعامل بعنف مع أحد، كما أنه عاشق للرياضة وحصل على مراكز عدة، مؤكدة أن أبسط  شيء يمكن أن يحفظ له حقوقه هو أن يتم توظيفه حتي تتاح له فرصة العيش بكرامة، فمن حقه بعد أن حصل على هذه البطولات أن يحصل علي أبسط حقوقه.