في «سينما الصيف» العضلات تهزم الابتسامة

مازال تدور العرض السينمائي تعيش انتعاش موسم عيد الفطر.. تزاحم الجمهور أمام شباك التذاكر طمعاً وأملاً في رؤية فيلم سينمائى يحمل كل مواصفات الجودة.. وانحصرت المنافسة بين خمسة أفلام وهي «ولاد رزق» بطولة أحمد عز واحمد الفيشاوي واخراج طارق العريان و«حياتي متبهدلة» بطولة محمد سعد ونيكول سابا و«شد أجزاء» بطولة محمد رمضان و«يوم التلات» بطولة هاني رمزي و«سكر مر» للمخرج هاني خليفة.. وألقت المنافسة بظلالها على الافلام المعروضة وخرج «رمضان» بفيلمه الجديد «شد اجزاء» منتصراً ومتصدراً لبورصة الايرادات.. في هذا التقرير نلقي الضوء علي أهم ملامح وسمات موسم عيد الفطر السينمائي.

في الموضوع تحدث الكاتب والسيناريست الكبير بشير الديك قائلا: بحكم السن وبسبب ضيق الوقت لم استطع الذهاب لمشاهدة الافلام المعروضة، ولكن من خلال البروموهات يمكن القول أن أهم سمة تميز موسم عيد الفطر السينمائى هي التنوع والاختلاف بين الافلام المعروضة، حيث يوجد الفيلم الاجتماعي وهو «سكر مر» ويوجد أيضاً فيلم الأكشن، أو البوليسي ويظهر الأمر واضحاً في «شد أجزاء» وأتصور أن السمة أو الظاهرة السلبية في هذه الافلام هو سيطرة العنف على أغلب الأفلام.. الشىء المزعج ان الاكشن يقدم بطريقة امريكية ولذا لا تجد ملامح السينما المصرية واضحة بشكل قوي.. وكأنك زمام سينما هوليودية الملامح.. وواصل بشير الديك حديثه: أحب التأكيد على أن هناك ملمحاً ايجابياً من هذه المرحلة من تاريخ السينما وهي سيطرة البطولة الجماعية.. الجيل الجديد من النجوم يدرك جيداً أن البطولة الجماعية تضيف قوة للعمل الفني وتدعمه لذا أقول بأن الجيل الجديد ذكي جداً ولم تتملك منه عقدة البطولة المطلقة رغبة احتلال وتصدر الافيش.. ويبدو أن أحمد عز ادرك ذلك جيداً ففي فيلمه الجديد يقف بجانبه أحمد الفيشاوي وأحمد داود وعمرو يوسف.

ويقول الناقد طارق الشناوي: إن افضل ممثل هذا الموسم هو أحمد الفيشاوي الذي قدم دوراً مهماً ومختلفاً في فيلم «ولاد رزق»، ولكن من حق محمد رمضان لقب النجم الأكثر جماهيرية فقد نجح في فيلم «شد أجزاء» في تدشين موهبته الفنية والتأكيد على أنه نجم له قاعدة جماهيرية كبيرة.. على عكس أحمد عز الذي ظهر في «ولاد رزق» وكأنه منزوع الجماهيرية.. ويواصل الشناوي حديثه قائلاً: أتصور أن السمة الايجابية في موسم عيد الفطر السينمائي هي «الايرادات» ولا أقصد الايرادات بالمفهوم الرقمي ولكن أقصد أن الناس عاشقة للحياة والفن ولا تخاف تهديدات الارهاب.. كما يعلم الناس فقد عثر الأمن على عبوة ناسفة في سينما رادوبيس بالهرم وكأن الأمر كفيل بالقاء الخوف في قلوب الجماهير ولكن ما حدث عكس ذلك فقد تجاهل الجمهور تهديدات وأفعال الارهاب وتزاحم أمام شباك التذاكر من أجل الاستمتاع بالفن ورؤية أفلام جديدة.

ويواصل طارق الشناوي تقييمه للموسم السينمائي قائلا: وإذا تحدثنا عن السمة السلبية فيجب الاعتراف بأنها الكوميديا فهناك السيئ والأسوأ.. السيئ هو محمد سعد في فيلمه الجديد «حياتي متبهدلة».. والأسوأ هو هاني رمزي الذي فشل في تقديم جديد يلفت الأنظار إليه في فيلم «يوم التلات» قد يراهن محمد سعد على شريحة من الايرادات لكن هاني رمزي لا يمتلك مبرراً أو دفاعاً يعتمد عليه.. فهو ضعيف جداً.. باختصار هبط مؤشر الكوميديا في هذا الموسم بصورة كبيرة.. وأرى أن افضل سيناريو وحوار من حق محمد عبد المعطي الذي كتب فيلم «سكر مر» ويتقاسم لقب الأفضل في الاخراج كلاً من طارق العريان في فيلم «ولاد رزق» وهاني خليفة في فيلمه الجديد «سكر مر» فهو يعود للاخراج بعد غياب 12 سنة وبعد فيلمه «سهر الليالي».. والحقيقة أن هاني خليفة رغم قلة انتاجه يقدم أعمالاً لها بصمة خاصة وتحمل روحه وهذا شىء يحسب لصالحه.
ويقول طارق رشاد، مدير سينما التحرير: إن السمة السلبية في هذا الموسم الحرب بين الشركات وأزمة توزيع الافلام على دور العرض.. فقد تم رفع أفلام من أجل توسيع الساحة لفيلم «شد أجزاء» وهذا يؤكد أنه لا توجد فرصة عادلة في العرض.. وأكبر دليل على كلامه هو رفع أفلام مثل «سكر مر» و«يوم التلات» من أجل توسيع دائرة العرض لـ «شد اجزاء» و«ولاد رزق» ويستحق لقب الأفضل هذا الموسم الفنان أحمد الفيشاوي فقد نجح في اعادة اكتشاف نفسه من جديد في فيلم «ولاد رزق» قدم شخصية مركبة بأسلوب سهل وبسيط.. ففي الفيلم يستطيع الفيشاوي اجبارك على الضحك واجبارك أيضاً على التعاطف معه.. ويواصل طارق رشاد حديثه: السمة الايجابية في هذا الموسم هى اختلاف الموضوعات فهناك موضوعات مختلفة وهذا الأمر يعطي المشاهد فرصة جيدة للاختيار.. ولكن السمة السلبية تكمن في شيء واحد وهى سيطرة موجة العنف وتغليب العنف على موضوع الفيلم.. فقد أصبحت هناك فكرة ثابتة لدى صناع السينما وهى أن العنف شىء جاذب للجمهور.. فيلم «بدون عنف» يعني عدم وجود ايرادات وهذا امر خاطئ الجمهور المصري واع ويبحث عن قصة واقعية يجد نفسه فيه، لذا أرى

أن العنف يسيطر على أغلب الأعمال وهذا أمر خاطئ ويخلق سينما تعاني من الانفصال عن الواقع المصري الذي نحياه.

في تصوري أجد أن افضل مخرج هو طارق العريان وأجد أيضاً أن أحمد عز يحاول القفز الى مناطق جديدة من اجل النجاح وكسب الجماهيرية.. كما يحاول محمد رمضان التنوع والافلات من دور البلطجي الذي راهن عليه في خطواته الأولى.

ويقول الناقد نادر عدلي: إن أحسن ممثل في موسم عيد الفطر السينمائي هو محمد ممدوح الذي جسد دور رئيس المباحث في فيلم «ولاد رزق» حيث لعب الدور بمهارة شديدة.. كما لفت الأنظار بقوة الفنان أحمد داود في فيلم «ولاد رزق».. واعتبر سيناريو الفيلم هو الأفضل فهو عمل بوليس تشويقي وخال من المط والتطويل.. وأرى أن طارق العريان في فيلم «ولاد رزق» لم يكن في افضل حالاته.

ونجح المخرج هاني خليفة في جذب الانتباه بقوة في فيلم «سكر مر» بالرغم من ازعاج المشاهد بالاستعانة بطريقة «الفلاش باك» فقد صنع حالة خاصة للفيلم ولكن الفلاش باك أرهق المتلقي.

في الموضوع  تحدث الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله قائلا: أتصور أن أفضل شىء في موسم سينما الصيف هو اتساع مساحة التنوع والاختلاف في الموضوعات حيث يوجد الفيلم الاجتماعي والأكشن والكوميدي وهذا بكل تأكيد يرضي كل الأذواق ويسمح للمتلقي بحرية المفاضلة والاختيار.. اما الظاهرة السلبية التي أتمنى أن تختفي وتتلاشى خلال الشهور المقبلة هي انخفاض عدد الافلام، أرجو مثل كل المهمومين بحال السينما أن تزيد كمية الافلام وأتوقع أن يحدث ذلك قريباً.

وأضاف يوسف شريف رزق الله: أفضل ممثل في موسم سينما الصيف هو الفنان أحمد الفيشاوي.. فهو بالصدفة يشارك في عملين الأول: «ولاد رزق» والثاني «سكر مر» وفي الفيلمين قدم نفسه بشكل جيد ومختلف عن كل أعماله التي قدمها من قبل.. والحقيقة أتمنى أن ينطلق أحمد الفيشاوي خلال السنوات القادمة لأن لديه قدرة على الانتقال من شخصية لأخرى بمهارة شديدة.. وتستحق الوجه الجديد سارة شاهين لقب أفضل ممثلة في هذا الموسم حيث شاركت في فيلم «سكر مر» ونجحت في الاعلان عن موهبتها الفنية بشكل جيد، وأتوقع لها أن تنطلق وتشارك في أعمال مهمة أفضل سيناريو هو «ولاد رزق» الذي قدمه صلاح الجهيني واعتمد خلاله على عنصر المفاجأة وهذه النوعية من الأعمال تفوز دائما بإعجاب المشاهدين وتستوقف انتباههم.. وفي المركز الثاني يأتي سيناريو فيلم «سكر مر» ويستحق المخرج طارق العريان والمخرج هاني خليفة لقب الأفضل لأن كليهما لديه رؤية في أعماله فقد تفوق طارق العريان بخبرته الطويلة.. وتفوق هاني خليفة برؤيته الجادة فبالرغم من قلة انتاجه فإنه يمتلك وعي المخرج القادر على الوصول للناس بلغة سينمائية سهلة.. يجب أن تعرف أن فيلم «سكر مر» وهو فيلم اجتماعي سوف يحظى بإعجاب النقاد ويتم وضعه في ملف الافلام الجادة ولكن مندهش من عدم اقبال الشباب عليه خاصة أنه يعبر عن مشاكلهم.. كنت أتمني ان ترتفع ايرادات «سكر مر» لأنه تجربة فنية شديدة الخصوصية.. بالمناسبة فيلم «ولاد رزق» بدأ ينافس بقوة علي الايرادات حيث زاد الاقبال عليه بعد أسبوع العيد وهذا سوف يرفع من أسهم نجاحه بقوة.

في «ولاد رزق» مجموعة متميزة من النجوم ويقف خلفهم مخرج واع وصاحب خبرة كبيرة.