رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجلس «شاكر» يواجه خطر الراقصات والقرصنة وإعادة هيبة الغناء المصري

بوابة الوفد الإلكترونية

ظلت نقابة الموسيقيين على مدار السنوات العشر الأخيرة بؤرة للمشاكل، والمعارك سواء بين أعضاء مجالس الادارة أو بين النقيب والمجلس، أو بين النقيب الموجود على الكرسي، وبين من أطيح به سواء بقرار من الجمعية العمومية أو بأحكام قضائية.

وأصبحت النقابة التي تجمع بين أعضائها أهم موسيقيين في العالم العربي مجرد خبر دائم في صفحة الحوادث، وهو الأمر الذي خلق أجواء غير صحية وملوثة لا تهيئ لأي موسيقي أن يبدع، وكانت الأزمة الكبري التي صدرتها تلك المشاكل هى تراجع هيبة الغناء المصري على مستوى العالم العربي، ولِمَ لا والكيان الذي يجمع كل الموسيقيين أصبح ضائعاً، ولا وجود له الا في ساحات المحاكم.. الثلاثاء الماضي كان «الموسيقيين» على موعد جديد لانتخاب مجلس ادارة جديد يتولى قيادتها لأربع سنوات قادمة.. وبالتالي أصبح عليه أن يخوض معارك شرسة حتى تعود مصر الى سابق عهدها قبلة ومملكة الغناء العربي وهذا الأمر لن يحدث إلا عندما يقوم المجلس بوضع عدد من الملفات المهمة على مائدته بعيداً عن كون النقابة تمنح الأعضاء معاشات أو خدمات علاجية، فالأولوية الآن للمشاكل الكبيرة والملفات المهمة.

يأتي في مقدمة الملفات تنقية جداول النقابة من الراقصات اللاتي حصلن علي العضوية خلال الفترات السابقة من عمر النقابة، فهذا الكيان أنشئ من أجل ان يكون بين أعضائه الأصوات الحقيقية سواء مطربات أو مطربين، وليس راقصات أو راقصين، فالأغنية المصرية تعرضت لأكبر حملة تشويه في تاريخها نتيجة وجود راقصات امتهن مهنة الغناء، كما أن النقابة عليها أيضاً تنقية الساحة نفسها من أي دخلاء حتى لو كانوا من غير أعضائها.. فالغناء صوت وليس وصلة رقص ممزوجة بالغناء الخارج، لتكون في النهاية عبارة عن فيلم جنسي قصير، وأتصور أن وجود مطرب بحجم هاني شاكر على رأس النقابة سوف يضعه في حرج كبير لو ظل الوسط الغنائي مفتوحاً للدخلاء من أصحاب الجسد العاري، خاصة أنه وكل الأصوات الجادة تضرروا من وجود هذه الأشياء.

الملف الثاني وهو المساهمة في القضاء على القرصنة وهى المشكلة الأهم والتي تنهش في جسد الغناء المصري منذ ما يقرب من 15 سنة على الأقل دون أن تجد من يتصدى لها، ومع الاحترام الشديد لكل المؤتمرات، والندوات، والقرارات التي اتخذت فالأمر ومكافحة هذه الجريمة لا يأتي بالكلام والعبارات، لكنه يأتي بالزام الدولة بتشديد وتغليظ العقوبة الخاصة بسرقة الابداع بكافة صوره وأشكاله.. فالقانون الحالي أقصى عقوبة فيه هي الغرامة، وبالتالي فالقرصان لم يعد يهاب أو يخشى من أحد، وهناك جهات مثل اتحاد نتجي الكاسيت الذي يقوده المنتج محسن جابر أخذ شوطاً كبيراً في بعض الأمور المتعلقة بالقرصنة، ولكن الأمر على ما يبدو يحتاج الى جهود أخرى تدعم هذه الجمعية، والنقابة التي تضم في عضويتها الأكثر تضرراً من القرصنة، وهم الموسيقيون والمطربون والموزعون الموسيقيين فهذه الصناعة طبقاً للأرقام الحقيقية يعمل بها 3 ملايين مصري وخسائرها من القرصنة تصل الى أكثر من مليار دولار سنوياً. وسوف تدخل النقابة التاريخ من أوسع أبوابه

لو استطاعت أن تتبني هذه القضية والقضاء عليها.

الملف الثالث الذي يحتاج الى مجهود كبير من النقابة هو عودة الهيبة لساحة الغناء المصري.. فالمطرب المصري والموسيقي المصري تراجعت شعبيته خلال السنوات الأخيرة، وأصبح تواجده على الساحة العربية متواضعاً، ويظهر ذلك في حجم مشاركة المطربين المصريين في المهرجانات العربية، فالأمر الآن مقتصر على المشاركة من خلال شركة روتانا، أزمة هيبة الغناء وتواضع التواجد المصري يحتاج الى بحث الأسباب ووضع الحلول.

الملف الرابع الذي يستحق الاهتمام وهو خريطة المهرجانات المصرية ووضعها على الساحة العالمية لتكون ضمن الأجندة الدولية.. مصر الآن لا يوجد بها مهرجان واحد يتمتع بالصفة الدولية.. الى جانب الفقر الشديد الذي تعانيه المهرجانات التي تنظم والتي تعتمد على مناشدة المطربين العرب بالمشاركة المجانية أو الحصول على مبالغ زهيدة مما يجعل كبار النجوم العرب يهربون من المشاركة بل إن بعضهم لم يعد يرد على المراسلات التي تأتيهم من أي مهرجان مصري، لأنه يعي أول وآخر الحكاية.. ملف المهرجانات يحتاج الى دراسته مع ضرورة الاتصال بجهات مختلفة مثل وزارة السياحة لتنظيم مهرجانات حقيقية تليق باسم مصر لا تعتمد فيها على التسول.

الملف الخامس الذي يجب أن تفتحه النقابة هو تراجع الانتاج الغنائي داخل الاذاعة والتليفزيون لأن هذا الأمر تضرر منه مجموعة كبيرة من الموسيقيين، وعلى رأسهم كبار الملحنين الذين يجلسون في منازلهم يعانون البطالة، ونفس الأمر بعض كبار المطربين.

هناك آمال عريضة على المجلس الجديد، والذي لا يمتلك رفاهية الانتظار أو دراسة الأوضاع ومشاكل المصريين كما يقول المثل المصري الحكيم «علي عينك يا تاجر»، والمجلس يضم مطربين عانوا من المشاكل والملفات التي تم طرحها، وبالتالي هم أدرى بها من أي انسان آخر وبالتالي الإخفاق لا قدر الله يعني مزيداً من الانهيار للغناء المصري.

هاني شاكر قبل توليه المسئولية كان من أشد المتحمسين للقضاء على تلك المشاكل التي طرحناها في هذا التقرير.. وبالتالي الكرة الآن في ملعبه لاتخاذ خطوات جادة حتى تعود مصر.. وطن الغناء العربي.