شخصيات فى آيات.. المجادلة
كانت خولة بنت ثعلب الخزرجية قد تزوجت بأوس بن الصامت وهي في مقتبل عمرها وريعان شبابها وكانت صبيحة الوجه حسنة القوام وعاشا معاً عمراً طويلاً نعما فيه بحياة سعيدة وعيشة رافعة ثم تقدمت بهما السنون ولكن خولة ما زالت تحتفظ بشئ من فتنتها وجمالها .. وفي يوم ما قامت تصلي ورآها زوجها تقف في إعتدال و تركع في خشوع وتسجد في أناة ورفق فتاقت نفسه إليها فلما سلمت داعبها في خفة وطيش فنفرت فاستحوذت عليه الدهشة وتملكه الغضب وثارت ثائرته وحرمها على نفسه كما حرمت عليه امه فقال لها : انت علي كظهر أمي . ولما سألت زوجها عما يعنيه بقولته , قال لها : ما أظنك إلا حرمت علي وكان الظهار من اشد طلاق الجاهلية لأنه في التحريم أوكد , وفي قطع الصلة أبين ... فسقط في يدها , وحارت في أمرها , وشق عليها أن تبين منه وهو ابو ولدها , وحبيب نفسها ومؤنس وحشتها وزوجها الذي سكن إليها , وسكنت إليه أعواماً طوالاً ... فذهبت إلى النبي صل الله عليه وسلم تبثه شجوها و تفضي إليه بما اهمها علها تجد عنده مخرجاً من مأزقها , وتقدمت إليه تشكو حالها قائلة : إن أوساً قد تزوجني و أنا شابة مرغوب فيّ .. فبعد أن كبرت سني وكثر أولادي جعلني كأمه , وإن لي منه صبية صغاراً , إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا , ثم توسلت إليه أن يصلح ما فسد من امرها , ويقوم ما تأوّد (اعوج) من حالها. وما كان للنبي أن يقضي بأمره , أو ينطق عن الهوى فهو رسول الله موئله الوحي ومرجعه السماء وهو لم يتلق في الأمر وحياً , ولم يعرف لهذا السؤال جواباً , لذلك قال لها : فما عندي في امرك شئ ... فازدادت حسرتها , واشتد حزنها , وقالت : يا رسول الله ما ذكر طلاقاً وإنما هو أبو ولدي , وأحب الناس الي