عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد مصطفى علي يكتب : أطماع تركية

بوابة الوفد الإلكترونية

فشل السلطات التركية في تحقيق مآربها العدوانية في الشمال السوري، عبر التنظيمات الإرهابية التي ترعاها، وفي مقدمتها «داعش»، بعد تمكن وحدات حماية الشعب الكردية، وبعض فصائل الجيش الحر المتحالفة معها، من إحباط كافة محاولات «داعش» من السيطرة على مدينة كوباني (عين العرب)، بل وتحرير منطقة تل أبيض الحدودية الشاسعة في محافظة الرقة، التي كانت أحد معاقل التنظيم الإرهابي، وحرمانه من شريانه الرئيسي المتمثل بالبوابة الحدودية مع تركيا، قد يدفع أنقرة إلى التدخل المباشر، بإطلاق عملية عسكرية قريبا وفقاً لما كشفت عنه وسائل إعلامها.
التدخل العسكري التركي في شمال سوريا إن تم، سيكون عدواناً سافراً على دولة عربية ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، وستكون له تداعيات خطرة على مختلف الصعد، وإن كانت الحجة هي الحيلولة دون إنشاء دولة كردية وفقاً للمخيلة التركية المريضة، خاصة أن معظم المسؤولين الأكراد في سوريا نفوا عشرات المرات، وكان آخرها تصريح صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، السير في هذا الاتجاه، والتأكيد أن الأكراد السوريين لن يتخلوا عن سوريتهم، لا في المستقبل القريب ولا البعيد، وأن الهدف من إنشاء مناطق الإدارة الذاتية التي يدير شؤونها الحزب، هو تسيير شؤون المواطنين التموينية والخدمية والأمنية، بعد غياب مؤسسات الدولة السورية، وتهديد التنظيمات الإرهابية لهذه المناطق.
يبدو أن تنامي قوة الأكراد يسبب قلقاً دائماً لرجب طيب أردوغان، هذا الرئيس التركي الذي يدعي الانتماء للتيار الإسلامي، والدين الحنيف منه براء، وإلا كيف يدرب عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي ويسلحهم ويمولهم ويعالج المصابين منهم في مستشفياته ويضع مقدرات الدولة التركية كافة، في خدمتهم، بما فيها الحدود، ليتسللوا إلى مدينة كوباني (عين العرب) الكردية السورية، في ساعة السحور من شهر رمضان المبارك، وتحت جنح الظلام، مرتدين البدلات العسكرية الخاصة بالمقاتلين الأكراد، ويقتحموا المنازل ويطلقوا النار عشوائياً على عوائل بأكملها، مرتكبين أبشع المجازر، بحق الأطفال والنساء

وكبار السن، حتى وصلت أعداد الشهداء إلى أكثر من 300 شهيد فضلاً عن عشرات الجرحى.
ارتكاب أعمال وحشية وإرهابية كهذه، ينفي عن مرتكبها سواء المنفذ، وهو «داعش»، أو المخطط والممول، وهو بلا أدنى شك الدولة التركية، أي صفة من صفات الدين الإسلامي، الذي حرم قتل النفس بغير ذنب، فما بالك بقتل أطفال ونساء في الشهر الفضيل، في مدينة دمرت الهمجية الحديثة كافة مقومات الحياة فيها؟
لقد تمسك الأكراد، بسوريتهم على امتداد العصور، وانجبوا أبطالاً، رفعوا من شأن الأمة الإسلامية، ومن شأن الدولة السورية ليس أقلهم زعيم ثورة الشمال إبراهيم هنانو ضد المستعمر الفرنسي، ويوسف العظمة وزير الحربية الذي أبى إلا أن يقاوم المستعمر رغم محدودية إمكانات جيشه وحداثة عهده، فدفع حياته ثمناً لعزة سوريا في معركة ميسلون 1920. وبعد كل هذا ورغم كل التصريحات الكردية التي تصب في مصلحة وحدة أراضي الدولة السورية وتساوي حقوق وواجبات جميع مواطنيها على اختلاف مكوناتهم العرقية والدينية، يتذرع أردوغان بالدولة الكردية المفترضة ليشن عدواناً على دولة ذات سيادة وعضو في الجامعة العربية والأمم المتحدة وكافة المنظمات الإقليمية والدولية ويستبيح أراضيها ويقتطع منها ما يشاء، تحقيقاً لأطماعه العثمانية التي يبدو أن لواء أسكندرون السليب لم يشبعه.

 نقلا عن صحيفة الخليج