رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النقابات الفنية.. الباب الملكي لدخول «الهلس» إلى الساحة الفنية

مشهد من كليب «سيب
مشهد من كليب «سيب إيدي»

هناك سؤال يطرح ويفرض نفسه كلما اقتربنا من انتخابات إحدي النقابات الفنية الثلاث «الموسيقيين - الممثلين - السينمائيين». وهو: هل تقوم النقابات الثلاث بدورها علي أكمل وجه تجاه الفن المصري بصفة عامة؟ باعتبارها تمثل كل شرائح وفئات الفنانين، وبما إننا علي اعتاب انتخابات نقابة الممثلين يوم الجمعة القادم. كما ان انتخابات نقابة الموسيقيين مقرر لها منتصف يوليو القادم. وبالتالي علينا ان نعيد طرح السؤال. ليس من باب ان الأمر متعلق بعادة الطرح، ولكن لان النقابات الفنية تشهد اسوأ أداء لها منذ سنوات وهذا التقييم ليس من باب التقليل من أحد النقباء الذين جاءوا في هذه الفترة، ولكن الأداء العام لم يكن علي المستوي المطلوب بالنسبة للفن المصري بصفة عامة. وعلي مستوي نقابة الممثلين شاهدنا اسوأ مواسم الدراما المصرية علي الإطلاق من حيث المشاهد والألفاظ والقضايا التي لا يليق طرحها علي الساحة المصرية صاحبة التاريخ الطويل في هذا الإطار.. فالنقابة لم نرها تعقد مؤتمراً واحداً خاصاً بكيفية عودة الدراما المصرية لنظافتها ورقيها. دراما تقود الأمة إلي المستقبل، تبني ولا تهدم وليس دراما الجنس والمخدرات والبلطجة التي أساءت إلي مصر، لان ملايين العرب أصبحوا يعتقدون ان ما تنقله الدراما هو صورة المجتمع المصري حالياً. لذلك كان علي نقابة الممثلين من باب انها تضم الغالبية العظمي من فناني مصر ان تتصدي لهذا الانهيار الفني الذي ضرب وسط الدراما والسينما أيضاً. فالنقابات الفنية لم يعد دورها هو تقديم معاش أو خدمات علاجية أو شقق بأسعار مخفضة. لكن هناك دور وطني هو تنقية الدراما المصرية من الهلس والعبث الذي تعيشه.

الآن أصبح أمام النقيب القادم سواء كان دكتور أشرف زكي أو هشام جمعة ان يكون علي رأس الاهتمامات بعد انتخاب أحدهما هو الدعوة لمؤتمر ضخم يدعو إلي دراما نظيفة تعيد لمصر كرامتها الفنية المفقودة.

وعلي النقيب القادم أيضا ان يساهم بشكل أو بآخر في عودة العشرات من كبار الفنانين الذين أصبحوا يعانون البطالة أو من يجسد أدوار الهامشية لا تعكس التاريخ الطويل لهم، مما أدي إلي تراجع درامي كبير، لاننا أصبحنا نعتمد علي أسماء بلا قيمة أو تاريخ.. نقيب الممثلين القادم أمامه قضية أكثر خطورة، يجب ان يتعاون فيها مع كل الكيانات الأخري التي تواجه خطر القرصنة علي الأعمال الفنية بكل ما فيها وهي قضية قومية خطيرة حلها في يد وزراء الثقافة والاستثمار والاتصالات. فهذا الأمر ليس متعلقاً بالأغنية فقط لكن الخطر يداهم الجميع.

النقابة الثانية التي من المقرر ان تشهد انتخابات منتصف الشهر القادم هي نقابة الموسيقيين، وهي أكثر النقابات الفنية انهياراً فمنذ رحيل الملحن الكبير حسن أبوالسعود وهذه النقابة كتب عليها المشاكل، لم نر

نقيبا واحداً منتخباً حتي لا يتهمنا أحد بالانحياز لشخص ضد الآخر.

لكن لو قمنا بمراجعة كل الأسماء فسوف نكتشف ان كل نقيب يأتي يدخل في صراعات ومشاكل، وللأسف الشديد ان الصراعات تبدأ شرارتها من داخل مجلس الإدارة.. وليس من أعضاء الجمعية العمومية.. وأمام هذا الأمر لم تعد هناك نقابة للموسيقيين تدافع عن المهازل التي تشهدها الساحة الغنائية منذ سنوات طويلة.. الآن كل كبار الملحنين يجلسون في منازلهم يعانون البطالة. الآن 99٪ من كبار المطربين يجلسون في بيوتهم بلا عمل.. وتصور ان بعضهم بدأ يتسول الظهور في البرامج حتي يحصل علي مبلغ مالي يعينه علي الصمود في مواجهة أعباء الحياة.. الآن أصبح المتحدثون الرسميون باسم الغناء المصري هم مطربو أغاني المهرجانات أوكا واورتيجا وغيرهم، وأصبح صغار الملحنين هم الذين يتحدثون باسم الأغنية المصرية. وللأسف حتي بعض الجهات الرسمية أصبحت تستسهل دعوة الصغار لحضور المؤتمرات وتتجاهل الكبار. الآن أصبح مطربو الكباريهات يحتلون الساحة، وكثيرات منهن عضوات في نقابة الموسيقيين.

واتصور لو ان هناك نقيب للموسيقيين يخشي علي هذه المهنة لواجه كل هذه الكوارث، لكن انشغال كل مجالس الإدارات الماضية بالمعارك الشخصية ساهم في هذا الانهيار.. فهل أحد يتصور أن دخول بعض النقباء خلال السنوات الأخيرة كان من خلال وجود «البود جارد». هذا المقعد الذي جلست عليه أم كلثوم، وعبدالوهاب، أصبح يدار وفق مفاهيم ليس لها علاقة بلغة الموسيقي التي خلقت لكي تهذب النفوس وترتقي بمشاعرها.

نقابة الموسيقيين تحديداً أصبحت في حاجة ملحة إلي فنان كبير يلتف حوله الجميع حتي يعيد لها هيبتها المفقودة.

النقابات الفنية الآن هي الباب الملكي الذي دخل منه الهلس والانهيار. لذلك إذا أردنا العلاج لتكن البداية من خلال إصلاح هذه الأماكن.. والكرة الآن في ملعب أعضاء الجمعية العمومية إن أرادوا الإصلاح.