رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد.. أطفال سورية مهددون بالأوبئة

تطعيمات أطفال سوريا
تطعيمات أطفال سوريا

اكتشفت منظمة أطباء بلا حدود من خلال ملاحظة الأوضاع الصحية للأطفال السوريين أن الحرب في سورية تركت عشرات آلاف الأطفال دون تطعيم  لسنوات، ما يهدد بانتشار الأوبئة.

وتنادي المنظمة بتعزيز برامج التلقيح الوقائي وزيادة حملات التطعيم المكثفة في حالات الإصابة بالعدوى و بمزيد من التحرك الذي لا يزال يعتبر ثانوياً  لدى الجهات الفاعلة طبياً وإنسانياً في بلد مزقه النزاع.

تقول سارة فرّير، المنسقة الطبية لدي "أطباء بلا حدود" في شمال سورية: "منذ تصاعدت وتيرة العنف في العام  2012 والغالبية الساحقة من الأطفال الذين ولدوا في مناطق عديدة من سوريا لم يأخذوا التطعيمات الخاصة بمراحلهم العمرية، مما يعني أن الأطفال السوريين غير محصنين في مواجهة أمراض يمكن الوقاية منها مثل الحصبة والحصبة الألمانية والكزاز والالتهاب الرئوي".

وأضافت فرّير أن النزوح الجماعي للبشر يعني أن السلطات الطبية والمنظمات غير الحكومية لم تعد قادرة على تركيز جهودها في هذه الأنشطة، لينتج عن ذلك تلقي بعض الأطفال السوريون جرعة أو جرعتين بحد أقصى في حملات متفرقة.

وأوضحت فرّير أن الأطفال كانوا يحصلون على التطعيم بشكل طبيعي في سورية قبل الحرب غير أنهم يواجهون الآن انتشارَ مشكلةٍ كبيرة وبشكل خاص في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة حيث "نعمل نحن"، فبالإضافة إلى سكان هذه المناطق تنزح إليها أسر هربت من مناطق سيطرة تنظيم داعش، وبعد مراقبة الوضع الصحي للأطفال النازحين من هناك اتضح إنهم لم يحصلوا على التطعيم.

وتابعت فرّير: "لا نعرف ما إذا كانت هذه  قضية يمكن تعميمها على جميع أطفال البلاد، فنحن لا نستطيع الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، بالرغم من طلبنا الموافقة على ذلك، واستناداً إلى بيانات مأخوذة من بعض السلطات الطبية العاملة هناك فإن بعض أنشطة التطعيم تجري هناك".

وذكرت فرّير أنه تم توثيق ومعالجة حالات عدوى في وقتها في محافظات الرقة وإدلب وحلب ومناطق ريف دمشق، وعلى الرغم من محدودية الحالات حالياً إلا أن إمكانية حدوثها تبقى واردةً مع نقص التطعيمات ونزوح أعداد كبيرة من الناس يشتد خطر انتقال العدوى كالوباء الذي يمكن السيطرة عليه خاصة أن بعض أنواع العدوى تنتقل من خلال الهواء، مع اقتراب اعتدال المناخ فإنه من المتوقع أن يحاول الناس العودة إلى الأماكن التي توقف فيها النزاع كما هو الحال في مدينة حلب أو في مناطق مثل الباب التي يتغير فيها نطاق السيطرة وطبيعة الهجمات.

وأوضحت فرّير أن التحديات التي تحول دون تقديم منظمات أخرى التطعيمات تشمل: ارتفاع تكلفة هذه البرامج، وصعوبة الحصول على اللقاحات، أو الحفاظ على سلسلة تبريدها كي لا تفسد، كما أن الحصار الذي استمر في حلب بين يوليو إلى ديسمبر من العام 2016 جعل من المستحيل إدخال اللقاحات هناك.

ونفذت منظمة أطباء بلا حدود برنامج التحصين الموسع لعدة سنوات في المستشفى التي تديرها في شمال سوريا وبدأت

بإرسال الفرق إلى المخيمات النازحة للحد من خطر تفشي العدوى بالتعاون مع جهات إنسانية أخرى.

وقالت فرّير : "نحن نركز على منطقة ذات كثافة سكانية تقدر بـ 200,000 إنسان، من بينهم أكثر من 34,000 طفل دون سن الخمس سنوات بنسبة تقارب الـ17%".

وأطلقت منظمة أطباء بلا حدود حملتين متخصصتين للتطعيم ضد الحصبة بعد أن تأكد وجود سبع حالات في مخيم الشماريك للنازحين، حيث قادت حملة التطعيم واشتركت فيها منظمة الصحة العالمية ومنظمات طبية محلية، وتم تطعيم 6,540 طفلاً دون سن الـ15 عاماً، كما تم تطعيم 5,733 سيدة في سن الإنجاب (15 – 45 عاماً) ضد التيتانوس.

 وإجمالًا في الفترة بين يوليو 2016 و فبراير 2017، قامت أطباء بلا حدود بتطعيم ا 35,907 طفلاً دون سن الخامسة في أربع مقاطعات في محافظة حلب شمالي سوريا ضمن إطار برنامج التحصين الموسع.

وقالت فرّير: "نحن ندرس حالياً احتمالية توسيع أنشطتنا باتجاه أماكن أخرى، حيث أننا نقدر وجود 143,000 طفلاً دون سن الخامسة في القطاعات الشمالية الثلاثة لمحافظة حلب إحدى مناطق عملياتنا".

وتؤمن المنظمة الدولية  بأن منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى وغيرها من الجهات الطبية الفاعلة يجب أن تضغط من أجل زيادة أعداد المشمولين بالتطعيم، وأيضاً هناك خطوات صغيرة يجري اتخاذها، مثل برنامج تحصين الأطفال دون سن السنة في محافظتي حماة وإدلب ولكن هذا غير كاف. فالأطفال السوريون يستحقون حماية أكبر ضد مستقبل معقد.

سارة فرّير(برشلونة، 1954)، ممرضة تعمل مع "أطباء بلا حدود" منذ نحو 10 سنوات، بدأت حياتها المهنية في جمهورية الكونغو الديموقراطية، وكان ذلك أشبه بـ"معسكر تدريبٍ حقيقي" هناك، حيث التفشي المفاجئ للأمراض مثل الحصبة والكوليرا والتهاب السحايا يحتاج إلى تحرك طارئ و سريع.

وبعد جولة مهنية شملت عدة دول أفريقية بالإضافة لليمن، تعمل فرّير حالياً كمنسقة للتقارير الطبية لدى "أطباء بلا حدود" في محافظة حلب شمال سوريا .

\