الخبراء والنواب: أكاديمية تدريب الوعاظ والمفتيين خطوة لتجديد الخطاب الديني

أشاد عدد من علماء الأزهر والأوقاف وأعضاء البرلمان بإنشاء أكاديمية تدريب الوعاظ والمفتيين التى أعلن عنها رئيس جامعة الأزهر الدكتور إبراهيم هدهد، والتى تنتظر قرارًا جمهوريًا مؤكدين أنها خطوة مهمة فى طريق تجديد الخطاب الدينى وتأهيل الأئمة والوعاظ للتعامل مع متغيرات العصر والمجتمع الذى نعيش فيه.

وطالبت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب وعميدة كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر سابقًا بحسن اختيار المتدربين سواء كانوا من الرجال أو النساء وتدريبهم على أيدى أساتذة العلوم الإنسانية ومعرفة كيفية الاستعانة بالنصوص والتعامل مع المواقف المحرجة التى قد يتعرضوا لها لأن مهمة الدعوة والإفتاء ثقيلة ومزعجة جدا وأخشى عليهم الفشل.

وأوضحت عضو مجلس النواب، أن الوعاظ والمفتيين يحتاجون إلى المعرفة الموسوعية والصبر والذكاء والحكمة واللباقة والقراءات الدائمة، إضافة إلى التدريب الشخصى والعلمى والموضوعى ومعرفة سيكولوجية وسلوك من يتكلمون معهم. 

وأعربت نصير عن سعادتها بإنشاء هذه الأكاديمية رغم تأخر البدء فيها لفترة طويلة، قائلة: "لا أعرف سبب تأخير إنشائها ولكن المهم أنها بدأت بالفعل".

ورحب الشيخ شوقي عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف الأسبق، بإنشاء الأكاديمية، موضحًا أن الوعظ جهة تتبع الأزهر بينما الأئمة تتبع وزارة الأوقاف، مثمنًا جهود الأزهر والأوقاف فى تحسين أدائهم لخدمة الدعوة الإسلامية.

وذكر وكيل وزارة الأوقاف الأسبق المراحل التى يمر بها الإمام حتى يصل إلى الدعوة والوعظ التى تتمثل فى أنه بعد تخرج الطلاب من الجامعة تقوم وزارة الأوقاف بعمل دورات تدريبية للأئمة على دفعات لصقل المواهب وتنمية ثقافة الإمام الدينية لمدة شهرين.

وأشار عبداللطيف إلى أن الدورات تشمل جزءًا نظريًا وآخر عمليًا من خلال تدريس اللغة والخطابة والفقه والحديث والثقافة الإسلامية على يد

أساتذة جامعة الأزهر أصحاب المهارات والخبرات ثم يتم عقد اختبارات اجتياز للدورة أو عدم اجتياز، لافتًا إلى أهمية تلك الدورات للأئمة والوعاظ من أجل تنمية مهاراتهم وتوسيع الثقافة الدينية لديهم.

وقال النائب محمد شعبان، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن إنشاء أكاديمية الوعاظ والمفتين، تعد أحد مطالب مجلس النواب الأساسية لتجديد الخطاب الديني.

وأضاف شعبان، أن الأكاديمية هدفها الرئيسي تطوير الخطاب الديني لدى الأئمة والوعاظ وستتعامل مع طلبة الأزهر بشكل علمى ليكونوا مؤهلين بالفعل، ومع الأئمة الحاليين للمساجد لإعادة تأهيلهم للتعامل مع متغيرات العصر والمجتمع.

وأشار إلى أن الأكاديمية تفتح الباب لأهل السلفية للتعلم والتأهيل العلمي وإثقال قدراتهم، قائلا: "مش عاوزين نحجر عليهم وإذا كانوا صالحين بالفعل ينضموا للأكاديمية ليه لأ".

وأوضح عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب أن تجديد الخطاب الديني لا يعنى تغيير آيات القرآن والأحاديث النبوية إنما تطوير لغة الأئمة وتعاملهم بما يتناسب مع ظروف ومتغيرات المجتمع التى نعيشها فى الوقت الحالي.

يذكر أن الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر أعلن أن الجامعة بصدد إنشاء أكاديمية لتدريب الوعاظ والمفتيين برئاسة شيخ الأزهر.