رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا يونانية ولا رومانية.. الشعر مجعد والعيون عسلية.. وجوه الفيوم مصرية 100%

بوابة الوفد الإلكترونية

وجوه الفيوم «بورتريهات الفيوم» هو الاسم الحديث لمجموعة من اللوحات التى تم رسمها على الخشب وكانت توضع على المومياوات فى مصر أيام اليونان والرومان. هذه الرسومات أو الوجوه عثر عليها فى كل أنحاء مصر لكن أهم وأكبر مجموعة تم العثور عليها فى الفيوم و التى استمدت منها اسمها.

هذه اللوحات أو البورتريهات بدأت تترسم فى القرن الأول قبل الميلاد والدراسات الحديثة قدرت أنها استمرت حتى القرن الثالث أو الرابع الميلادى وبعدها بدأت تظهر الأيقونات المسيحية القبطية التى تعتبر امتدادا للفن المصرى.

فى عام 1887 تم اكتشاف وجوه الفيوم على يد العالم الأثرى وليام فلندرز بترى فى الفيوم وبالتحديد فى منطقة هوارة وتميزت الوجوه بخروجها عن الإطار المصرى القديم المعروف، إذ انفتحت مصر على العالم الخارجى بعد أن كانت منغلقة على نفسها، وفيها رُسم الوجه كاملا من الأمام وملتفتًا فى بعضها قليلا إلى اليسار ولهذه الصور طبيعة فردية فهى تمثل أشخاصًا بعينهم ويلاحظ أنها كانت ذات غرض جنائزى إلا أنها تختلف جذريًا عن الفن المصرى فى التصوير وتمتاز بتصوير الشخصيات تصويرًا واقعيًا وطبيعيًا ورسمت بأسلوب معين لا تخطئه العين، فياضة بالمشاعر الإنسانية وإن كان أغلبها حزينًا منقبضًا، ووجوه الفيوم اتسمت بالحيوية ونظراتها الهادئة والخالدة وتبين الروعة والإبهار وقوة التأثير التى تتميز بها تلك البورتريهات من قدرة مبدعيها وتمكنهم التقنى فى فن تصوير البورتريه ومهاراتهم فى محاكاة الطبيعة وقوة بناء الشكل وجمال صياغته إلى جانب براعتهم فى استخدام بعض المتناقضات مما جعل لوحاتهم تفيض بعمق المعنى وقوة التأثير والقدرة على إثارة الخيال.

الخبراء الأثريين انقسموا فى ماهية هذه الوجوه فمنهم من قال انها يونانية رومانية والكثيرين أكدوا ان هذه الوجوه مصرية 100% واستشهدوا بقصات الشعر ولون العيون العسلى حتى ان احدى الفنانات المتخصصة فى الفن التشكيلى اكدت أنها عندما شاهدت هذه الوجوه فى المتحف المصرى وطالعت وجوه المصريين فى الشارع وجدت نفس الوجوه العابسة الحزينة بشكل متطابق، وبرغم أن الأسماء المكتوبة على الوجوه يونانية إلا أن التسريحات والملابس والحلى ذات طابع رومانى، و المعروف أن وجوه الفيوم أدرجت ضمن الفن القبطى فى مصر دون أن يلتفت إليها علماء الآثار القبطية أنفسهم وإنما ترجع قلة الكتابات عن البورتريهات إلى عدد من الأسباب منها أن الفنانين الذين رسموها مجهولون وأن هذه الوجوه مبعثرة فى العالم وأحيانا فى عدة قاعات من المتحف نفسه ما بين الأقسام المصرية واليونانية والقبطية.

وهذه الوجوه يبدو أنها كانت ترسم فى أثناء حياة أصحابها ثم يحتفظ بها معلقة على جدران المساكن حتى الوفاة، حيث ترفع وتوضع داخل اللفائف على وجه المومياء وهذا لا يمنع أن يكون

بعض الصور قد رسمت بعد وفاة أصحابها ثم وضعت على مومياواتهم وفى بعض الأحيان عثر على صور فى مقابر دون مومياوات مثل ما عثر عليه «فلندرز بترى» فى هوارة وبيهمو وأرسينوى «مدينة التمساح»، وهذه الرسوم ظهرت للمرة الأولى فى النصف الأول من القرن الأول الميلادى، حيث اكتشف «فلندرز بترى» فى حفائر هوارة شمال هرم امنمحات الثالث الكبير وموقع قصر التيه «اللابرنث» عددًا من هذه الرسوم فى هذا المكان وهو من المراكز المهمة بمنطقة الفيوم كان سكان أرسينوى يدفنون موتاهم، فقد كان الإغريق يعيشون ويدفنون موتاهم على ارتفاعات عالية على حدود الصحراء بعيدًا عن المياة التى يجلبها نهر النيل سنويا وقت الفيضان وقد كشفت الحفائر عن 146 مومياء ذات رسوم شخوص «بورتريهات» ولما كان أكثر هذه البورتريهات عثر عليه فى الفيوم فبات يشار إليها فى أكثر الأحيان باسم «بورتريهات الفيوم» مع أنها وجدت فى مواقع أخرى.

وتم اكتشاف مجموعة كبيرة من اللوحات فى الفيوم من خلال تاجر الآثار النمساوى تيودور جراف عام 1887 ، إذ جمع حوالى 300 لوحة من منطقة الروبيات شمال شرق الفيوم، وهذه المجموعة موزعة حاليا على متاحف ومجموعات خاصة.

وتوجد حوالى 900 بورتريه من وجوه الفيوم موزعة فى متاحف مصر ولندن ومتحف اللوفر فى باريس ورغم مرور حوالى ألفى عام على هذه اللوحات التى كانت ترسم بالشمع على الخشب أو القماش بإحجام لا تتجاوز 30/20 سم فان الكثير منها ما زال يحتفظ بألوانه والبعض منها كأن هذه الألوان لم تجف، كان يتم خلط شمع العسل بالملونات ويرسم به باستخدام فرشاة مصنوعة من ألياف النخيل، مع الأخذ فى الاعتبار أن الرسم باستخدام الشمع لم يكن أسلوبا مصريا بل انتقل إليهم من حضارات أخرى.