عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الباحثون عن بطاقة التموين .. كعب داير

طوابير طويلة وزحام
طوابير طويلة وزحام ومشاجرات

رحلة عذاب يومية بسبب الحذف العشوائي والاستبعاد و"وقوع السيستم"

طوابير.. زحام.. مشاجرات لا تنتهى أمام مكاتب التموين، نتيجة الحذف العشوائى للأفراد من البطاقات، والروتين الحكومى الذى يفقد المواطنين حصصهم التموينية والسبب «السيستم واقع».

«الوفد» جالت على أكثر من مكتب تموين لبحث شكاوى المحذوفين والمستبعدين خطأ رغم أحقيتهم فى الدعم، وشهدنا بأم أعيننا كيف يقضون ساعات النهار أمام شباك صغير؛ ليقدم أحدهم أوراق اعتماده لدى الوزارة ليخبره الموظف فى النهاية بصور ضوئية من الأوراق على أمل العودة مرة أخرى لمتابعة المشهد مرة أخرى.

دراما تحدث يومياً أمام مكاتب التموين من أجل استخراج البطاقات، والمؤسف أن هذه المآسى والمعاناة تنتشر فى محافظات مصر ورغم ذلك تصر الوزارة على عمليات تخديرها للشعب وإعلانها تطوير نحو 1600 مكتب تموينى لتلافى المشكلات التى تواجه المواطنين مع البطاقات التموينية ، سواء لتيسير استخراج البطاقات أو ضم وفصل الأفراد، ومن تعرضوا للفصل بإمكانهم تقديم صورة من بطاقة الرقم القومى وشهادة ميلاد.

شكاوى المواطنين من منظومة البطاقات ما زالت مستمرة رغم العمل بها منذ سنوات فمنهم من اشتكى من الحذف العشوائى للأسماء وآخرون ظلوا وافدين على المكاتب «كعب داير» من أجل إعادة تفعيل البطاقة ولكن دون جدوى، وسيدة أخرى طاعنة فى السن ذهبت لحذف زوجها المتوفى خوفاً من توقف البطاقة وندمت بعد ذلك.

بدأنا الجولة بمكتب تموين فرع دار السلام بمنطقة المعادى، فاستمعنا إلى شكاوى عديدة من سوء معاملة الموظفين وعبر الكثيرون عن استيائهم بجملة «هو إحنا بنشحت من الحكومة».

سارة ماهر محامية اتجهت إلى مكتب التموين بعد أن تفاجأت بأن ابنها الصغير تم حذفه من البطاقة أثناء صرف الحصة الشهرية قائلة: «فوجئت بحذف ابنى البالغ من العمر 12 سنة وعندما ذهبت لمكتب التموين الموظف أجابنى سوف نقوم ببحث الشكاوى، ويمكنها المرور بعد 21 يومًا للمتابعة».

سيدة محمد (70 عامًا) جاءت تستند إلي  عصا خشبية فى محاولة لرفع اسم زوجها المتوفى خوفاً من توقف البطاقة عن العمل «زوجى توفى وعاوزه أعدل عدد الأفراد على البطاقة لأن «البدال» أخبرنى بأن البطاقة ستتوقف عن العمل حتى أقوم بتحديث البيانات، والدنيا زحمة زى ما أنت شايف، والموظفون لا يراعون حالتى الصحية».

أمام مكتب تموين العتبة حدثت مشادة كلامية بين أحد الموظفين ومواطن سرعان ما انتهت بجملة «حسبنا الله ونعم الوكيل.. أنا دايخ بين المكاتب وعاوز أطلع بطاقة، وكل ما أروح مكتب يخبرنى أنت تتبع مكتب آخر».

لحظات تبدأ موظفة فى المناداة على أسماء أصحاب البطاقات التى تم تنشيطها، فيسارعون لالتقاطها وكأنهم حصلوا على مكافأة كبيرة.

محمود سالم: «أنا بقالى هنا أكتر من 4 ساعات ودى تانى مرة أنشط البطاقة، وكنت صرفت بيها التموين، لكن مصرفتش خبز، هروح أجربها تانى».

استكملنا جولتنا بمكتب تموين فرع البساتين ووجدنا الحال من بعضه تكدسًا شديدًا من المواطنين أمام شباك واحد فقط يضم طوابير لأكثر من 100 مواطن من قاطنى الحى

معظمهم ربات بيوت وعجزة ومعاقون، انتظروا من الساعة السابعة صباحاً، واتجهوا لكتابة كشف بأسماء الحضور عسى أن ينجحوا فى إقامة طابور منظم للجنسين ولكن فور فتح الشباك للعمل.. تدافع الجميع وسادت حالة من العشوائية وتحول المكان إلى جحيم.

«حسبى الله ونعم الوكيل فى موظفى التموين» هكذا وقفت الحاجة صباح عياد أمام الشباك تشتكى إلى الله من المعاناة التى تعيشها على مدار 3 أشهر لاستخراج البطاقة، فما زالت تصرف الحصة التموينية بالبطاقة الورقية والتى تعانى كل شهر مع البقال ليصرف لها حصتها حسب هواه بداعى أن كشف الأسماء لم يأت أو أن اسمها غير مدرج فى الكشوف.

وما زالت المعاناة مستمرة، وهذه المرة فى ساقية مكى بالجيزة تغير وجه الناس وتوحدت المشاكل حيث اشتكى المواطنون من سوء تعامل موظفى الشباك، وكانت عبارة «فوت علينا الشهر الجاى» هى الحل للهروب من طلبات استخراج البطاقات.

محمد على كمال صرخ أمام الشباك اعتراضًا على حالة اللامبالاة التى يعيشها موظفو المكاتب، وأكد «أنه ما زال يتردد على المكاتب منذ أربعة شهور وذلك ليخرج اسمه من البطاقة التموينية الخاصة بوالده ليستقل هو وزوجته وابنه ببطاقة جديدة ودائمًا ما يخبره موظف الشباك الشهر الجاى تعالى إحنا الشهر ده بنسلم بطاقات بس» والخطير هنا أن السماسرة اقتحموا هذه المكاتب ويأتوا ليتحكموا فى كل شىء بداخلها أمام أعين الموظفين، وعندها طلبت من أحدهم إنحاز معاملتى سريعاً فطلب مني 70 جنيهاً لاستخراج البطاقة الواحدة.

ماجد نادى المتحدث باسم نقابة بقالى التموين، أكد أن أزمة الحذف الخاطئ من البطاقات التموينية لا تزال مستمرة، ولم يتم تداركها من الوزارة والشركة المسئولة، مشيراً إلى أن الأيام الماضية شهدت تزايد حدة الشكاوى من المواطنين، مطالباً بوضع حلول سريعة لتلك الأزمة، لافتاً إلى أن "البدالين" يواجهون اتهامات بالتلاعب فى بطاقات التموين من المواطنين المتضررين من أخطاء الحذف، كما يواجهون يومياً مشاكل كبيرة ويتعرضون لسباب دائم.