رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نهاد سائقة التاكسي: أكل العيش مر

نهاد
نهاد

كانت ممسكة بفوطة قديمة وتقوم بتنظيف التاكسي الأبيض على أحد جانبى الطريق، حين استوقفنى مشهدها، وعلى الرغم من أن «سائقة التاكسى» أو حتى الميكروباص لم يعد أمرًا غريبًا على المصريات اللاتى اقتحمن كل مجالات الحياة انطلاقا من الشعور بالمسئولية التى تم وضعهن فيها إجبارًا للإنفاق على الأبناء أو إعالة أسرهن، إلا أن كونها شابة لا تخلو من الجمال، هو ما استوقفنى لتصورى ما يمكن ان تعانيه سيدة شابة مثلها من مشاكل ومحاولات تحرش من قبل الركاب من الجنس الآخر ، وتحدثت نهاد رأفت، 38 سنة لتبادرنى بقولها: أنا منفصلة عن جوزى وعندى 4 أولاد أكبرهم ندا 21 سنة وأصغرهم 8 سنوات وكلهم فى مدارس لغات.

وتتابع: اللى رمانى على المر اللى أمر منه، جوزى الله يسامحه من ساعة ما طلقنى عشان يتجوز واحده تانية، حاول يطردنى أنا والولاد من الشقة بس الحمد لله ربنا نصفنى والشرطة مكنتنى من الشقة أنا والأولاد، لكن مش بيدفع لنا نفقة، ورافعة عليه قضية لغاية دلوقتى ما تحكمش فيها، والتاكسى ده كان عندى من الأول، كنت بازود بيه دخلنا لما كنت متجوزة، وباشغل عليه سواق، وبعد الطلاق السواق بدأ يسرقني، ولقيت التاكسي بيخسر ومش بيكسب بسبب انعدام ضميره، فقلت ليه ما اشتغلش عليه أنا بنفسى، الشغل مش عيب، أى شغلانة شريفة محترمة.

والله ولادى بيفتخروا بيا، وأنا باوصل بنتى المعهد وباوصلهم المدارس، معظم الناس بتقدر شغلى وبتحترمنى وبتدعيلى، ومرة كنت ماشية قدام الجامعة، فوجئت بمجموعة شباب اتلفوا حولين التاكسي وقعدوا يصفقولى اعجابا وحاولوا يشيلوا العربية على كتافهم وأنا فيها من

كتر ترحيبهم ودعمهم ليا، والله حسيت بفرحة وكل مشاعرى ارتعشت، حسيت قد ايه الناس بتقدر الست لما تجرى بشرف وراء لقمة العيش.

أنا يادوب الدخل بيكفينى بالعافية مصاريف ودورس باديهم دورس فى الحساب والعلوم والمواد الاجتماعية الصعبة، ودخلى اليومى يبدأ من 40 جنيهًا إلى 80 ،وده يا دوب بيكفى بالعافية ، حتى ان اقساط العربية اتكومت عليا ، ما دفعتش من 8 شهور ، القسط 820 جنيهًا، وخايفة يحجزوا عليها دى هى مصدر رزقى وقوت ولادى، وكمان عليا فواتير كهربا ومية وغاز من كام شهر أعمل إيه يعنى.

نفسى ألاقى شغلانة ثابتة ليا، أنا خريجة بكالوريوس تجاره ولو لقيت شغلانة ثابتة هأجر التاكسي لسواق يشتغل عليه عشان يبقى دخل إضافى، والله بجد نفسى اشتغل فى وظيفه وأروح بعد شغلى الضهر  أشوف طلبات ولادى ، نفسى أطمن عليهم بقى ويخلصوا دراسة.

أنا حاسة الدنيا فيها أمان دلوقتى، ما قابلتش ولا مرة أى حد اتحرش بيا، والله الناس بتقدر قوى شغلانتى وتعبى، وبيعرفوا انى أكيد لجأت للشغلانة دى عشان ولادى.