رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جريمة في الذاكرة.. زوجة وعشيقها يقتلان ويحرقان الزوج

المقدم خالد فراج
المقدم خالد فراج

أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصاً صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثراً لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان.

تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم.

 

المقدم خالد فراج رئيس قسم التحريات بمديرية أمن البحر الأحمر يروى لنا جريمة فى ذاكرته وقعت أحداثها فى مدينة جرجا منذ تسع سنوات، وما زالت عالقة فى ذهنه، لأنها راح ضحيتها رجل موظف على يد زوجته وعشيقها، بعد خنقه وإشعال النيران فى جثته وإلقائها فى ترعة المدينة دون ذنب اقترفته يداه البريئتان، ولكن ليخلو لهما الجو، وتوافقت هذه المأساة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد».

ففى شهر يونية عام 2008 م، عندما كنت معاون مباحث قسم جرجا بسوهاج تلقينا بلاغاً من أهالى قرية الخلافية بجرجا بعثورهم على توك توك محترق وبداخله جثة لرجل فى العقد الرابع من عمره، وتبين من التحقيقات ورفع البصمات أن الجثة لموظف يدعى أسعد رمضان 37 سنة من مدينة جرجا، وبسؤال زوجته راوية فهمى 32 سنة ربة منزل، قررت بأن زوجها خرج فى المساء ولم يعد حتى الصباح، فقمنا بنقل الجثة إلى مستشفى جرجا المركزى وحررنا محضراً بالواقعة وأخطرنا النيابة العامة فأمرت بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة.

تم تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء عصام الحملى مدير أمن الأقصر - رئيس مباحث سوهاج فى ذلك الوقت - وبدأنا فى فحص مركبات التوك توك الكثيرة فى المدينة والقرى المجاورة، ولم يكن لها أى أرقام فى ذلك الوقت، مما جعل المهمة شاقة جداً، خاصة أن عدد التكاتك كان

كبيراً للغاية، وكادت القضية تقيد ضد مجهول لولا إرادة الله التى شاءت أن يأخذ المجرمون عقابهم على يد العدالة، حتى لا تضيع دماء ذلك الرجل هدراً، فقد همس فى أذنى أحد مصادرى السرية بأنه رأى شاباً يدعى أحمد عبدالرحيم وشهرته «كباكا» 25 سنة يقود توك توك بالقرب من منزل المجنى عليه، كما أنه كان يتردد على منزل المجنى عليه أثناء غيابه، مستغلاً عمله بأحد المخابز بحجة توصيل الخبز للمنازل بمدينة جرجا.

فقمنا باستئذان النيابة العامة لتفتيش منزل العامل والقبض عليه، واصطحبناه إلى ديوان قسم جرجا وبمواجهته بالتحريات وشهادة الشهود، اعترف بأنه اتفق مع زوجة المجنى عليه على التخلص من زوجها ليخلو لهما الجو بعد أن ارتبطا بعلاقة آثمة، وأن الزوجة وضعت مخدراً لزوجها فى كوب عصير، وبعد أن فقد وعيه قام العشيق بحمل جثته ليلاً داخل توك توك وألقاه على جانب الترعة الفاروقية وأشعل النيران فى التوك توك لإخفاء معالم الجريمة، ثم لاذ بالفرار.

وبالقبض على الزوجة ومواجهتها بأقوال عشيقها اعترفت تفصيلياً بجريمتها، وتمت إحالتهما إلى النيابة العامة فأمرت بحبسهما على ذمة التحقيقات، وأحالتهما محبوسين إلى محكمة جنايات سوهاج فقضت بإعدامهما شنقاً.